* محلل سياسي لـ "الوطن": أزمة "نداء تونس" تربك المشهد السياسي وتعطل مؤسسات الحكم
* 5 وفيات ومفقود جراء الفيضانات شمال شرق تونس
تونس – منال المبروك، (وكالات)
تتوالى يوميا الاستقالات من كتلة حركة "نداء تونس" التي فقدت ترتيبها في البرلمان من أكبر كتلة بداية المدة النيابية في 2014 بنحو 86 مقعدا إلى ثالث كتلة حاليا بنحو 42 نائبا حاليا مهددة بنهاية حزب تمكن منذ تأسيسه من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من جمع القوى الديمقراطية التقدمية التي التقت حول مشروع سياسي مضاد لحركة النهضة الإسلامية بزعامة راشد الغنوشي.
وعقب الانتخابات التشريعية التي جرت في تونس في أكتوبر 2014 تمكنت حركة نداء تونس من الفوز بـ 86 مقعدا في مجلس نواب الشعب ما مكنها من المسك بالرئاسات الثلاث "رئاسة البرلمان و الحكومة ورئاسة الجمهورية".
ونهاية الأسبوع زاد نسق الاستقالات لتشمل 4 نواب جدد "إسماعيل بن محمود ولطفي علي وعبير عبدلي وسناء الصالحي"، ليضافوا إلى التسعة نواب الذين استقالوا في مستهل سبتمبر الجاري والذين التحق 8 منهم بكتلة "الائتلاف الوطني" القريبة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
كما شملت الاستقالات، التنسيقية الجهوية لحركة "نداء تونس" ببن عروس، التي أعلنت تكوين تنسيقيات "الائتلاف الوطني" والتي "تهدف إلى الدفاع عن الاستقرار السياسي".
"نداء تونس" الذي يشهد منذ تشكله صراعات وتشققات أدت إلى انقسامات عديدة تفرعت إلى أحزاب منافسة يعيش هذه الفترة أسوأ أيامه ما دفع ما تبقى من أعضاء الكتلة إلى المطالبة بضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قائد السبسي وإطلاق مسار إصلاحي صلب الحزب.
ودعا النواب إلى اجتماع للهيئة السياسية للحزب، التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع صلب الحركة للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة"
وفي تصريحات لصحيفة "الوطن" توقع المحلل السياسي منذر بالضيافي أن "يتواصل نزيف الاستقالات من حركة "نداء تونس" المدة القادمة" مشيرا إلى أن "الوضع في النداء أخذ منعرجا حاسما في معركة كسر العظم بين شق المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وشق رئيس الحكومة يوسف الشاهد"، معتبرا أن "التعايش بين الطرفين لم يعد ممكنا أبدا"، بحسب قوله.
وأردف بالضيافي "نستطيع أن نقول ان العلاقة دخلت طور أو مرحلة اللاعودة، وبالتالي فان القطيعة حصلت ولا رجعة فيها بين الشاهد وحزب "نداء تونس" بقيادة السبسي الابن" مشيرا إلى أن "القطيعة كانت صامتة وغير معلنة منذ أكثر من سنة، وتم الإعلان عنها بوضح منذ فترة وفي خطاب متلفز لرئيس الحكومة، حينما تهجم الشاهد على السبسي الابن وحمله مسؤولية أزمة الحزب وأيضا مسؤولية نقل هذه الأزمة إلى مؤسسات الحكم".
وأكد المحلل السياسي أن "هناك شبه إجماع على أن أزمة "نداء تونس" قد أربكت المشهد المجتمعي والسياسي فضلا عن تعطيلها لمؤسسات الحكم سواء البرلمان أو الحكومة"، معتبرا أن "تحرك رئيس الحكومة والحزام السياسي وخاصة النيابي الذي حوله يشير إلى أن الشاهد قد حسم أمره في علاقة بحزبه القديم وانه عازم على تأسيس حزب جديد ربما تكون الكتلة البرلمانية – الائتلاف الوطني – ممهدة لنشأة هذا الحزب السياسي الجديد بقيادة رئيس الحكومة، و هو السيناريو الأقرب"، بحسب قوله.
ويمر الحزب الفائز في انتخابات 2014 في التشريعية والرئاسية والمتحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بأزمة سياسية، هي الأعمق بعد أزمة خريف 2015، عندما انسلخ عن الحزب أكثر من 30 نائبا بالبرلمان والأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق وهياكل بأسرها كونت حركة "مشروع تونس".
وتفاقمت أزمة الحزب إثر إصرار القيادة الحالية للحزب على الإطاحة بحكومة يوسف الشاهد، وبعد مهاجمة يوسف الشاهد لمدير الحركة التنفيذي، في كلمة ألقاها في شهر مايو الماضي، والتي حمله فيها تردي الأوضاع داخل الحزب وتصدير أزمته الى مؤسسات الدولة.
من جهة ثانية، أدت الفيضانات الكبيرة الناجمة عن أمطار غزيرة في ولاية نابل شمال شرق تونس السبت الماضي إلى مصرع 5 أشخاص وفقدان آخر بحسب حصيلة جديدة نشرتها وزارة الداخلية.
كما ألحقت الفيضانات أضرارا فادحة بأكثر من مئة مسكن وعشرات الطرقات والمتاجر والسيارات.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق الاثنين إنه هناك "إلى حد الآن 5 وفيات والبحث جار عن مفقود مُسن بمنطقة تاكلسة".
وأكد الزعق أن 2500 مسكن لحقت بها أضرار من بينها 150 مسكنا متداعية للسقوط بسبب تأثير المياه الجارفة على أساساتها.
وغمرت مياه بلغ ارتفاعها أكثر من 1.70 متر بعض أحياء ولاية نابل وأدت إلى تدمير عدد من الجسور والطرقات، وذلك إثر هطول أمطار تناهز نصف التساقطات المطرية السنوية.
كما تضررت 3 جسور وكذلك طرقات في مختلف مناطق الولاية، وفقا للزعق.
وقال رئيس الوزراء يوسف الشاهد أثناء زيارته المنطقة الأحد، إن الأساسي اليوم هو إعادة فتح الطرقات ومساعدة المنكوبين مشيرا إلى أن بعض المناطق لا تزال معزولة.
وشهدت مناطق من الولاية تظاهرات احتجاج وغضب في حين دعا رئيس الحكومة إلى الهدوء وتمت تعبئة تجهيزات هامة لتطهير وشفط المياه.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي أن 5 طرقات مؤدية لمحافظة نابل لا تزال مغلقة بسبب احتجاجات الأهالي في حين تم فك عزلة كل المناطق المتضررة.
وعلقت وزارة التربية التونسية الدروس بالمعاهد والمدارس بأغلب ولاية نابل طيلة يومي الاثنين والثلاثاء على أن تستأنف الأربعاء بعد أن يتم تنظيف وإعادة تهيئة المؤسسات التي لحقت بها أضرار نتيجة تسرب المياه.
ومن المنتظر تخصيص مجلس وزاري لبحث الوضع في الولاية وجرد الخسائر المادية التي لحقت بالسكان والتجار والمؤسسات الحكومية.
وأطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملات تنظيف لأحيائهم والأسواق.
وتراجع منسوب المياه في معظم المناطق سريعا لكن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى 5 إثر وفاة شاب الأحد بصعقة كهربائية، بحسب وزارة الداخلية.
وقضى شاب عمره 26 عاما الأحد بصعقة كهربائية في بوعرقوب التي تقع على بعد 45 كلم جنوب شرق العاصمة، بحسب المتحدث باسم الداخلية سفيان الزعق.
وفي البلدة ذاتها جرفت المياه شقيقتين "21 و24 عاما"، مساء السبت عندما حاولتا عبور وادي للعودة من العمل إلى المنزل.
كما توفي رجلان غرقا، الأول في تاكلسة على بعد سبعين كلم من العاصمة والثاني في بئر بورقبة قرب منتجع الحمامات، بحسب المصدر ذاته.
وبحسب "المعهد الوطني للرصد الجوي" التونسي فان كمية الأمطار بلغت 200 ملم في نابل ووصلت في غضون ساعات إلى 225 ملم في بني خلاد في وسط الوطن القبلي.
وسيبث تلفزيون الحوار التونسي "خاص" مساء الاثنين حوارا مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والذي سيتطرق فيه للأزمة السياسية في البلاد ومخلفات الفيضانات بولاية نابل.
{{ article.visit_count }}
* 5 وفيات ومفقود جراء الفيضانات شمال شرق تونس
تونس – منال المبروك، (وكالات)
تتوالى يوميا الاستقالات من كتلة حركة "نداء تونس" التي فقدت ترتيبها في البرلمان من أكبر كتلة بداية المدة النيابية في 2014 بنحو 86 مقعدا إلى ثالث كتلة حاليا بنحو 42 نائبا حاليا مهددة بنهاية حزب تمكن منذ تأسيسه من قبل رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي من جمع القوى الديمقراطية التقدمية التي التقت حول مشروع سياسي مضاد لحركة النهضة الإسلامية بزعامة راشد الغنوشي.
وعقب الانتخابات التشريعية التي جرت في تونس في أكتوبر 2014 تمكنت حركة نداء تونس من الفوز بـ 86 مقعدا في مجلس نواب الشعب ما مكنها من المسك بالرئاسات الثلاث "رئاسة البرلمان و الحكومة ورئاسة الجمهورية".
ونهاية الأسبوع زاد نسق الاستقالات لتشمل 4 نواب جدد "إسماعيل بن محمود ولطفي علي وعبير عبدلي وسناء الصالحي"، ليضافوا إلى التسعة نواب الذين استقالوا في مستهل سبتمبر الجاري والذين التحق 8 منهم بكتلة "الائتلاف الوطني" القريبة من رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
كما شملت الاستقالات، التنسيقية الجهوية لحركة "نداء تونس" ببن عروس، التي أعلنت تكوين تنسيقيات "الائتلاف الوطني" والتي "تهدف إلى الدفاع عن الاستقرار السياسي".
"نداء تونس" الذي يشهد منذ تشكله صراعات وتشققات أدت إلى انقسامات عديدة تفرعت إلى أحزاب منافسة يعيش هذه الفترة أسوأ أيامه ما دفع ما تبقى من أعضاء الكتلة إلى المطالبة بضرورة تغيير القيادة الحالية للحركة وبالخصوص مديرها التنفيذي حافظ قائد السبسي وإطلاق مسار إصلاحي صلب الحزب.
ودعا النواب إلى اجتماع للهيئة السياسية للحزب، التي تتولى بدورها دعوة المكتب التنفيذي الموسع صلب الحركة للاجتماع في أقرب الآجال لاتخاذ القرارات التي تعيد تصحيح مسار الحركة"
وفي تصريحات لصحيفة "الوطن" توقع المحلل السياسي منذر بالضيافي أن "يتواصل نزيف الاستقالات من حركة "نداء تونس" المدة القادمة" مشيرا إلى أن "الوضع في النداء أخذ منعرجا حاسما في معركة كسر العظم بين شق المدير التنفيذي للحزب حافظ قائد السبسي وشق رئيس الحكومة يوسف الشاهد"، معتبرا أن "التعايش بين الطرفين لم يعد ممكنا أبدا"، بحسب قوله.
وأردف بالضيافي "نستطيع أن نقول ان العلاقة دخلت طور أو مرحلة اللاعودة، وبالتالي فان القطيعة حصلت ولا رجعة فيها بين الشاهد وحزب "نداء تونس" بقيادة السبسي الابن" مشيرا إلى أن "القطيعة كانت صامتة وغير معلنة منذ أكثر من سنة، وتم الإعلان عنها بوضح منذ فترة وفي خطاب متلفز لرئيس الحكومة، حينما تهجم الشاهد على السبسي الابن وحمله مسؤولية أزمة الحزب وأيضا مسؤولية نقل هذه الأزمة إلى مؤسسات الحكم".
وأكد المحلل السياسي أن "هناك شبه إجماع على أن أزمة "نداء تونس" قد أربكت المشهد المجتمعي والسياسي فضلا عن تعطيلها لمؤسسات الحكم سواء البرلمان أو الحكومة"، معتبرا أن "تحرك رئيس الحكومة والحزام السياسي وخاصة النيابي الذي حوله يشير إلى أن الشاهد قد حسم أمره في علاقة بحزبه القديم وانه عازم على تأسيس حزب جديد ربما تكون الكتلة البرلمانية – الائتلاف الوطني – ممهدة لنشأة هذا الحزب السياسي الجديد بقيادة رئيس الحكومة، و هو السيناريو الأقرب"، بحسب قوله.
ويمر الحزب الفائز في انتخابات 2014 في التشريعية والرئاسية والمتحصل على المرتبة الثالثة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بأزمة سياسية، هي الأعمق بعد أزمة خريف 2015، عندما انسلخ عن الحزب أكثر من 30 نائبا بالبرلمان والأمين العام السابق للحزب محسن مرزوق وهياكل بأسرها كونت حركة "مشروع تونس".
وتفاقمت أزمة الحزب إثر إصرار القيادة الحالية للحزب على الإطاحة بحكومة يوسف الشاهد، وبعد مهاجمة يوسف الشاهد لمدير الحركة التنفيذي، في كلمة ألقاها في شهر مايو الماضي، والتي حمله فيها تردي الأوضاع داخل الحزب وتصدير أزمته الى مؤسسات الدولة.
من جهة ثانية، أدت الفيضانات الكبيرة الناجمة عن أمطار غزيرة في ولاية نابل شمال شرق تونس السبت الماضي إلى مصرع 5 أشخاص وفقدان آخر بحسب حصيلة جديدة نشرتها وزارة الداخلية.
كما ألحقت الفيضانات أضرارا فادحة بأكثر من مئة مسكن وعشرات الطرقات والمتاجر والسيارات.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية سفيان الزعق الاثنين إنه هناك "إلى حد الآن 5 وفيات والبحث جار عن مفقود مُسن بمنطقة تاكلسة".
وأكد الزعق أن 2500 مسكن لحقت بها أضرار من بينها 150 مسكنا متداعية للسقوط بسبب تأثير المياه الجارفة على أساساتها.
وغمرت مياه بلغ ارتفاعها أكثر من 1.70 متر بعض أحياء ولاية نابل وأدت إلى تدمير عدد من الجسور والطرقات، وذلك إثر هطول أمطار تناهز نصف التساقطات المطرية السنوية.
كما تضررت 3 جسور وكذلك طرقات في مختلف مناطق الولاية، وفقا للزعق.
وقال رئيس الوزراء يوسف الشاهد أثناء زيارته المنطقة الأحد، إن الأساسي اليوم هو إعادة فتح الطرقات ومساعدة المنكوبين مشيرا إلى أن بعض المناطق لا تزال معزولة.
وشهدت مناطق من الولاية تظاهرات احتجاج وغضب في حين دعا رئيس الحكومة إلى الهدوء وتمت تعبئة تجهيزات هامة لتطهير وشفط المياه.
وأكد الناطق الرسمي باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي أن 5 طرقات مؤدية لمحافظة نابل لا تزال مغلقة بسبب احتجاجات الأهالي في حين تم فك عزلة كل المناطق المتضررة.
وعلقت وزارة التربية التونسية الدروس بالمعاهد والمدارس بأغلب ولاية نابل طيلة يومي الاثنين والثلاثاء على أن تستأنف الأربعاء بعد أن يتم تنظيف وإعادة تهيئة المؤسسات التي لحقت بها أضرار نتيجة تسرب المياه.
ومن المنتظر تخصيص مجلس وزاري لبحث الوضع في الولاية وجرد الخسائر المادية التي لحقت بالسكان والتجار والمؤسسات الحكومية.
وأطلق نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملات تنظيف لأحيائهم والأسواق.
وتراجع منسوب المياه في معظم المناطق سريعا لكن حصيلة الوفيات ارتفعت إلى 5 إثر وفاة شاب الأحد بصعقة كهربائية، بحسب وزارة الداخلية.
وقضى شاب عمره 26 عاما الأحد بصعقة كهربائية في بوعرقوب التي تقع على بعد 45 كلم جنوب شرق العاصمة، بحسب المتحدث باسم الداخلية سفيان الزعق.
وفي البلدة ذاتها جرفت المياه شقيقتين "21 و24 عاما"، مساء السبت عندما حاولتا عبور وادي للعودة من العمل إلى المنزل.
كما توفي رجلان غرقا، الأول في تاكلسة على بعد سبعين كلم من العاصمة والثاني في بئر بورقبة قرب منتجع الحمامات، بحسب المصدر ذاته.
وبحسب "المعهد الوطني للرصد الجوي" التونسي فان كمية الأمطار بلغت 200 ملم في نابل ووصلت في غضون ساعات إلى 225 ملم في بني خلاد في وسط الوطن القبلي.
وسيبث تلفزيون الحوار التونسي "خاص" مساء الاثنين حوارا مع رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي والذي سيتطرق فيه للأزمة السياسية في البلاد ومخلفات الفيضانات بولاية نابل.