* الفلسطينيون يضربون ضد "يهودية الدولة"
القدس المحتلة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)
بعد انتهاء مهلة الهدم الذاتي للخان الأحمر، التي جاءت بأوامرٍ من المحكمة العليا الإسرائيلية إلى سكانه، وأرسلت إخطارات للسكان بأنّ بداية أكتوبر الجاري، هو الموعد الأخير لهدم الخان الأحمر ويمكن للسكان هدم منازلهم ذاتيًا، زاد الاعتصام والتضامن داخل القرية البدوية لمنع جنود الاحتلال من تنفيذ قرار الهدم، فيما أغرق الاحتلال الإسرائيلي المنطقة بالمياه العادمة عبر ضخها من مستوطنة "كفار أدوميم"، بهدف ترحيل سكانها الصامدين في وجه قرارات الهدم الإسرائيلية.
لكن جنود الاحتلال الذين يفرضون حصارا على الخان منذ شهرين، ويغلقون الطرق الواصلة له، ويمنعون المتضامنين من الوصول للخان، ابتكروا أسلوبا جديدا في تهجير الناس، وإفساد أساس منازلهم المبنية من الطوب وبعض الحجارة القديمة.
وتستعد السلطات الإسرائيلية لهدم قرية الخان الأحمر البدوية، الواقعة شرق مدينة القدس على الشارع الرابط بين مدينتي القدس وأريحا، وذلك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضي بهدم التجمع الذي يأوي 42 عائلة بدوية فلسطينية من قبيلة "الجاهلين".
وتقطن العائلات، المكان منذ عشرات السنين، حيث يلوح خطر التهجير على 200 فرد يقطنون المنطقة التي تحتوي على خيام وبيوت مبنية من الصفيح، فضلا عن أن التجمع البدوي يحتوي على مدرسة بُنيت من إطارات المركبات، لتقديم الخدمات التعليمية لأطفال الخان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة.
ولجأت قبيلة "الجهالين" نتيجة التهجير عام 1948 إلى الضفة الغربية، ويعيشون في مناطق شبه قاحلة تمتد بين القدس وأريحا ويتوزعون على 23 تجمعا في أربع مناطق أساسية هي عناتا ووادي أبو هندي وخان الأحمر والجبل، ويقدر عددهم بنحو سبعة آلاف نسمة، وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بوجودهم في هذه المناطق وتسعى لطردهم منها، وتضيق عليهم في ظروف عيشهم.
ويواصل الأهالي والمتضامنون الفلسطينيون اعتصامهم في قرية الخان الأحمر منذ نحو شهرين، تنديدا بقرار السلطات الإسرائيلية القاضي بتهجير السكان الأصليين تحت ذرائع ودواع أمنية وسط حالة قلق كبيرة خيمت عليهم وعلى مستقبل التهجير الذي ظل يساورهم، رغم ذلك يواصلون رفضهم وتصديهم للقرارات الإسرائيلية الرامية لاقتلاعهم من أراضيهم.
واستخدم الاحتلال المياه العادمة لإغراق القرية، وضخّ عبر خراطيم كبيرة كميات ضخمة من المياه العادمة التي جلبها من مستوطنة كفار أدوميم القريبة من الخان الأحمر، وقام بإغراق منازل وشوارع ومسالك ومدرسة الخان فيها.
وقال أهالي من الخان في تصريحات لـ "الوطن"، إنّهم "استيقظوا صباح الخميس على عدوان جديد في الخان الأحمر، وأسلوب مبتذل من جنود الاحتلال، فمنذ الصباح وهم يستخدمون خراطيم كبيرة لإغراق الخان بالمياه العادمة، كأحد وسائل إجبار السكان لمغادرة القرية".
وأضاف سكان من الخان لـ "الوطن"، "منذ 3 أيام والاحتلال يقوم بضخ كميات من المياه العادمة على منازل القرية وسكانها، واليوم زادت كميات ضخ المياه العادمة حتى أغرقت محيط القرية ومنازل المواطنين، وبقيت المياه على شكل برك حتى الآن".
ووصف الأهالي المياه العادمة بأنها "قاتمة اللون، وكريهة الرائحة، وتحتوي على مواد صلبة، وتمّ ضخّ كمّيات كبيرة منها على كافة مناطق الخان الأحمر، وركز الاحتلال على إغراق مناطق الاعتصام، ومركز القرية، ومنازل الأهالي".
الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي قال إنّ "إغراق الخان الأحمر بالمياه العادمة خطوة جديدة في أساليب الاضطهاد الإسرائيلي لسكان الخان، وأسلوب مبتذل ورخيص منهم"، مشيرًا إلى أنّ "السكان صادمين في القرية ولا يمكن مغادرتها تحت أيّ ظرف".
وبين البرغوثي في تصريح لـ "الوطن" أنّ "قوات الاحتلال متواجدة بكثافة في محيط الخان الأحمر"، لافتا إلى أنّ "الاحتلال لا يؤمن غدره، وفي أيّ لحظة من المتوقع تنفيذ قرار الهدم وعلى مرأى العالم أجمع".
وأكّد أنّ "الجمعة سيشهد اعتصامًا كبيرًا في أرجاء فلسطين للتضامن مع الخان الأحمر"، موضحًا أنّ "وقف قرار الهدم يكون بالاعتصام المستمر ومشاركة حشد كبير من المواطنين في الاعتصام داخل القرية المهددة بأيّ لحظة بالهدم، وتهجير سكانها".
وعن المياه المستخدمة في إغراق الخان، أوضح البرغوثي أنها "مياه صرف صحي عادمة، تؤثر على صحة الإنسان، وتجلب الأوبئة والأمراض لأهالي القرية، كما تؤثر بشكل وآخر على الحيوانات وقد تفتك بالمواشي التي يعتاش منها أهل القرية".
وأكد البرغوثي أن "الاحتلال يستخدم أساليب إجرامية بشعة بهدف الضغط على أهالي التجمع الصامدين وتحويل محيطهم إلى منطقة موبوءة بالأمراض".
ولم يقتصر الاعتداء الإسرائيلي على الخان الأحمر فقط، فهدمت جرافات الاحتلال بحماية قوة عسكرية معززة، منشأة تجارية، شمال شرق القدس المحتلة بحجة عدم الترخيص، إلى جانب هدم عدد من منشآت المواطنين ومشاتل زراعية ومغاسل ومحال لتصليح المركبات وكل ذلك بذريعة عدم الترخيص، وهي الذريعة نفسها لتهدم وتهجير الخان.
دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير، اعتبرت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، التي قالت فيها إن "قرار المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء الخان الأحمر، مقبول لدى الحكومة الأمريكية" أنها "تصريحات تحريضية وتدفع لارتكاب الإرهاب، واستهتار بالإرادة الدولية الرافضة للقرار الإسرائيلي".
أما منظمة العفو الدولية فقالت من جانبها إنّ "عملية الهدم المزمعة لقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية، والتهجير القسري لسكانها، لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات اليهودية غير القانونية، بمثابة جريمة حرب وازدراء من الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين".
وفي وقت سابق، نظم الفلسطينيون إضرابا عاما للاحتجاج على قانون الدولة القومية " يهودية الدولة" المثير للجدل، وأيضا لإحياء ذكرى 13 فلسطينيا من "عرب 48" سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية في أكتوبر 2000.
وفي القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، أغلقت المدارس والمؤسسات والدكاكين والجامعات.
وسقط في بداية أكتوبر 2000 في "هبة الأقصى" 13 فلسطينيا من "عرب 48" برصاص الشرطة الإسرائيلية، وأغلقت دولة الاحتلال ملفات المتهمين من عناصر الشرطة، وطالب العرب مطولا بإعادة فتح هذه الملفات.
وسقط الشهداء الـ 13 خلال تظاهرات كانت تندد بالقمع الإسرائيلي في القدس الذي أدى إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين بعيد زيارة أرييل شارون الى الحرم القدسي الشريف أواخر سبتمبر 2000 ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
وأقرّ البرلمان الإسرائيلي في يوليو الماضي قانونا ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن "حق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي فقط"، ما أثار جدلا واتهامات بان هذا القانون عنصري تجاه "عرب 48".
القدس المحتلة - عز الدين أبو عيشة، (وكالات)
بعد انتهاء مهلة الهدم الذاتي للخان الأحمر، التي جاءت بأوامرٍ من المحكمة العليا الإسرائيلية إلى سكانه، وأرسلت إخطارات للسكان بأنّ بداية أكتوبر الجاري، هو الموعد الأخير لهدم الخان الأحمر ويمكن للسكان هدم منازلهم ذاتيًا، زاد الاعتصام والتضامن داخل القرية البدوية لمنع جنود الاحتلال من تنفيذ قرار الهدم، فيما أغرق الاحتلال الإسرائيلي المنطقة بالمياه العادمة عبر ضخها من مستوطنة "كفار أدوميم"، بهدف ترحيل سكانها الصامدين في وجه قرارات الهدم الإسرائيلية.
لكن جنود الاحتلال الذين يفرضون حصارا على الخان منذ شهرين، ويغلقون الطرق الواصلة له، ويمنعون المتضامنين من الوصول للخان، ابتكروا أسلوبا جديدا في تهجير الناس، وإفساد أساس منازلهم المبنية من الطوب وبعض الحجارة القديمة.
وتستعد السلطات الإسرائيلية لهدم قرية الخان الأحمر البدوية، الواقعة شرق مدينة القدس على الشارع الرابط بين مدينتي القدس وأريحا، وذلك بعد قرار المحكمة العليا الإسرائيلية، القاضي بهدم التجمع الذي يأوي 42 عائلة بدوية فلسطينية من قبيلة "الجاهلين".
وتقطن العائلات، المكان منذ عشرات السنين، حيث يلوح خطر التهجير على 200 فرد يقطنون المنطقة التي تحتوي على خيام وبيوت مبنية من الصفيح، فضلا عن أن التجمع البدوي يحتوي على مدرسة بُنيت من إطارات المركبات، لتقديم الخدمات التعليمية لأطفال الخان الأحمر والتجمعات البدوية المحيطة.
ولجأت قبيلة "الجهالين" نتيجة التهجير عام 1948 إلى الضفة الغربية، ويعيشون في مناطق شبه قاحلة تمتد بين القدس وأريحا ويتوزعون على 23 تجمعا في أربع مناطق أساسية هي عناتا ووادي أبو هندي وخان الأحمر والجبل، ويقدر عددهم بنحو سبعة آلاف نسمة، وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بوجودهم في هذه المناطق وتسعى لطردهم منها، وتضيق عليهم في ظروف عيشهم.
ويواصل الأهالي والمتضامنون الفلسطينيون اعتصامهم في قرية الخان الأحمر منذ نحو شهرين، تنديدا بقرار السلطات الإسرائيلية القاضي بتهجير السكان الأصليين تحت ذرائع ودواع أمنية وسط حالة قلق كبيرة خيمت عليهم وعلى مستقبل التهجير الذي ظل يساورهم، رغم ذلك يواصلون رفضهم وتصديهم للقرارات الإسرائيلية الرامية لاقتلاعهم من أراضيهم.
واستخدم الاحتلال المياه العادمة لإغراق القرية، وضخّ عبر خراطيم كبيرة كميات ضخمة من المياه العادمة التي جلبها من مستوطنة كفار أدوميم القريبة من الخان الأحمر، وقام بإغراق منازل وشوارع ومسالك ومدرسة الخان فيها.
وقال أهالي من الخان في تصريحات لـ "الوطن"، إنّهم "استيقظوا صباح الخميس على عدوان جديد في الخان الأحمر، وأسلوب مبتذل من جنود الاحتلال، فمنذ الصباح وهم يستخدمون خراطيم كبيرة لإغراق الخان بالمياه العادمة، كأحد وسائل إجبار السكان لمغادرة القرية".
وأضاف سكان من الخان لـ "الوطن"، "منذ 3 أيام والاحتلال يقوم بضخ كميات من المياه العادمة على منازل القرية وسكانها، واليوم زادت كميات ضخ المياه العادمة حتى أغرقت محيط القرية ومنازل المواطنين، وبقيت المياه على شكل برك حتى الآن".
ووصف الأهالي المياه العادمة بأنها "قاتمة اللون، وكريهة الرائحة، وتحتوي على مواد صلبة، وتمّ ضخّ كمّيات كبيرة منها على كافة مناطق الخان الأحمر، وركز الاحتلال على إغراق مناطق الاعتصام، ومركز القرية، ومنازل الأهالي".
الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي قال إنّ "إغراق الخان الأحمر بالمياه العادمة خطوة جديدة في أساليب الاضطهاد الإسرائيلي لسكان الخان، وأسلوب مبتذل ورخيص منهم"، مشيرًا إلى أنّ "السكان صادمين في القرية ولا يمكن مغادرتها تحت أيّ ظرف".
وبين البرغوثي في تصريح لـ "الوطن" أنّ "قوات الاحتلال متواجدة بكثافة في محيط الخان الأحمر"، لافتا إلى أنّ "الاحتلال لا يؤمن غدره، وفي أيّ لحظة من المتوقع تنفيذ قرار الهدم وعلى مرأى العالم أجمع".
وأكّد أنّ "الجمعة سيشهد اعتصامًا كبيرًا في أرجاء فلسطين للتضامن مع الخان الأحمر"، موضحًا أنّ "وقف قرار الهدم يكون بالاعتصام المستمر ومشاركة حشد كبير من المواطنين في الاعتصام داخل القرية المهددة بأيّ لحظة بالهدم، وتهجير سكانها".
وعن المياه المستخدمة في إغراق الخان، أوضح البرغوثي أنها "مياه صرف صحي عادمة، تؤثر على صحة الإنسان، وتجلب الأوبئة والأمراض لأهالي القرية، كما تؤثر بشكل وآخر على الحيوانات وقد تفتك بالمواشي التي يعتاش منها أهل القرية".
وأكد البرغوثي أن "الاحتلال يستخدم أساليب إجرامية بشعة بهدف الضغط على أهالي التجمع الصامدين وتحويل محيطهم إلى منطقة موبوءة بالأمراض".
ولم يقتصر الاعتداء الإسرائيلي على الخان الأحمر فقط، فهدمت جرافات الاحتلال بحماية قوة عسكرية معززة، منشأة تجارية، شمال شرق القدس المحتلة بحجة عدم الترخيص، إلى جانب هدم عدد من منشآت المواطنين ومشاتل زراعية ومغاسل ومحال لتصليح المركبات وكل ذلك بذريعة عدم الترخيص، وهي الذريعة نفسها لتهدم وتهجير الخان.
دائرة العلاقات الدولية في منظمة التحرير، اعتبرت تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، التي قالت فيها إن "قرار المحكمة العليا الإسرائيلية إخلاء الخان الأحمر، مقبول لدى الحكومة الأمريكية" أنها "تصريحات تحريضية وتدفع لارتكاب الإرهاب، واستهتار بالإرادة الدولية الرافضة للقرار الإسرائيلي".
أما منظمة العفو الدولية فقالت من جانبها إنّ "عملية الهدم المزمعة لقرية الخان الأحمر بالضفة الغربية، والتهجير القسري لسكانها، لإفساح الطريق أمام بناء المستوطنات اليهودية غير القانونية، بمثابة جريمة حرب وازدراء من الحكومة الإسرائيلية للفلسطينيين".
وفي وقت سابق، نظم الفلسطينيون إضرابا عاما للاحتجاج على قانون الدولة القومية " يهودية الدولة" المثير للجدل، وأيضا لإحياء ذكرى 13 فلسطينيا من "عرب 48" سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية في أكتوبر 2000.
وفي القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، أغلقت المدارس والمؤسسات والدكاكين والجامعات.
وسقط في بداية أكتوبر 2000 في "هبة الأقصى" 13 فلسطينيا من "عرب 48" برصاص الشرطة الإسرائيلية، وأغلقت دولة الاحتلال ملفات المتهمين من عناصر الشرطة، وطالب العرب مطولا بإعادة فتح هذه الملفات.
وسقط الشهداء الـ 13 خلال تظاهرات كانت تندد بالقمع الإسرائيلي في القدس الذي أدى إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين بعيد زيارة أرييل شارون الى الحرم القدسي الشريف أواخر سبتمبر 2000 ما أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.
وأقرّ البرلمان الإسرائيلي في يوليو الماضي قانونا ينص على أن إسرائيل هي "الدولة القومية للشعب اليهودي" وأن "حق تقرير المصير فيها حصري للشعب اليهودي فقط"، ما أثار جدلا واتهامات بان هذا القانون عنصري تجاه "عرب 48".