أبوظبي - (سكاي نيوز عربية): يروي اسم هشام عشماوي قصة غريبة، تحول خلالها من ضابط كفء في سلاح الصاعقة إلى إرهابي خطير وواحد من أكثر المطلوبين أمنياً في مصر.

صاحب الـ39 عاماً، الذي سقط الإثنين في قبضة الجيش الوطني الليبي بمدينة درنة، بات اسمه مقترنا بهجمات إرهابية كبرى شهدتها مصر، بدأت بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في سبتمبر 2013.

تخرج عشماوي في الكلية الحربية المصرية عام 2000، وأصبح ضابط صاعقة يشهد له بالكفاءة والالتزام بشهادة رؤسائه، وحصل على تدريب في الولايات المتحدة.

لكن مع التزامه الديني، سرعان ما تحول عشماوي إلى التشدد، وللمفارقة فإن سيناء التي كانت المحطة الأطول في خدمته كضابط هي نفسها التي تشرب منها أفكار التشدد والإرهاب، بوصفها معقل تنظيم "أنصار بيت المقدس".

وكان عام 2010 نقطة التحول في حياة الضابط السابق، حيث أصيب بالاكتئاب بعد وفاة والده وبات غير قادر على ممارسة عمله، حتى تم فصله من الجيش عام 2012 حسبما قالت زوجته لوسائل إعلام مصرية.

وبعد فض اعتصامي تنظيم الإخوان في القاهرة عام 2013، على خلفية عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، قرر عشماوي الانضمام إلى "أنصار بيت المقدس" بعد أن أقنعه كبار قادة التنظيم.

وكانت العملية الأولى محاولة اغتيال وزير الداخلية، على إثر مشاركته اقتحمت قوات الأمن منزل عشماوي وحصلت على أدلة تثبت تورطه في العملية الفاشلة، والزي العسكري الذي كان يستخدمه.

وارتبط اسم عشماوي بعمليات كبيرة لاحقة، منها تفجير مقر مديرية أمن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة حيث قتل 14 شخصا، ثم مذبحة كمين الفرافرة بالصحراء الغربية في يوليو عام 2014 التي راح ضحيتها 28 عسكريا، وبعدها حكم عليه بالإعدام غيابيا.

ووفقاً لروايات مصرية، فإن عشماوي كان على اتصال دائم بمتشددين في ليبيا، معتمداً على خبرته في طرق السير في الصحراء، وأصبح قائدا لمجموعة إرهابية يتولى تدريبها بنفسه بين البلدين.

ومع مبايعة تنظيم "أنصار بيت المقدس" لـ"داعش" في نوفمبر 2014، انشق عشماوي عن الأولى وأسس تنظيماً موالياً للقاعدة في ليبيا سماه "المرابطون"، فأصدر "داعش" بياناً يبيح فيه إهدار دمه.

والعشماوي متهم في عدة عمليات إرهابية أخرى في مصر، أهمها استهداف الكتيبة 101 في العريش واغتيال النائب العام السابق هشام بركات عام 2015، واستهداف حافلات الأقباط في المنيا والهجوم على الأمن الوطني في طريق الواحات عام 2017.