* أكثر من 165 أردنياً عبروا حدود جابر في اليوم الأول

* إسرائيل تعيد فتح معبر القنيطرة على حدود الجولان المحتلة مع سوريا

عمان - غدير محمود، (وكالات)

فتحت السلطات المعبر الحدودي بين الأردن وسوريا رسمياً أمام المدنيين وحركة التجارة الإثنين بعد إغلاقه لمدة 3 أعوام ليعود العمل على طريق كان يحمل شحنات تجارية بقيمة مليارات الدولارات لدول في المنطقة.

وبدأت حركة المسافرين بين معبري جابر ونصيب منذ صباح الإثنين، في أعقاب افتتاح الحدود رسمياً بين الجانبين الأردني والسوري وذلك بعد اتفاق جرى بين الطرفين.

وشهدت الحدود حركة متواضعة من خلال مغادرة بعض المستثمرين إلى الجانب السوري والذين عبروا عن ارتياحهم لافتتاح الحدود التي تشكل شرياناً حيوياً للبلدين والدول المجاورة.

وتوافد العشرات من الأردنيين منذ الصباح الى مركز الحدود للعبور إلى الجانب السوري، وكان أول المسافرين مستثمر يحمل الجنسية السورية، كما عبرت أول شحنة خضار وفواكه من الأردن إلى الجانب السوري.

وعبرت الحدود الأردنية إلى الأراضي السورية عدد من المركبات في أولى مظاهر عودة العمل للمعبر المغلق منذ 3 سنوات.

وكانت وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات قالت في تصريحات صحافية "إن اللجان الفنية الأردنية السورية اتفقت على الإجراءات النهائية اللازمة، وأفضت الاجتماعات إلى الاتفاق على فتح المعبر".

وتستأنف حركة النقل البري للركاب والبضائع بموجب أحكام اتفاقية النقل البري، في حين يخضع سائقو الشحن والمركبات العمومية للإجراءات الحدودية فقط.

وبخصوص الإجراءات الجمركية، طلب الجانب السوري اعتماد مندوب على الجانب الأردني لاستكمال عمليات التفتيش نظراً لافتقار المعبر لأدوات التفتيش، وستكون طبيعة العمل للوقت من الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً.

ويمكن لمواطني البلدين التنقل عبر معبري جابر ونصيب، على أن يتمتع القادمون إلى الأردن بموافقة أمنية مسبقة.

وكشف مصدر مطلع عبور أكثر من 80 مركبة لمعبر جابر - نصيب، خلال ساعات العمل الرسمي في اليوم الأول لفتح المعبر، وعبور أكثر من 165 أردنياً وأكثر من 30 سورياً.

وزار وفد اقتصادي سوري مركز حدود جابر للتباحث في عدد من الشؤون الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وقال مدير حدود جابر في تصريحات صحافية إن "الأجهزة الأمنية العاملة على المركز الحدودي جاهزة تماما من حيث الكوادر البشرية والدعم اللوجستي والدعم الفني".

فيما قال القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن أيمن علوش إن "فتح معبر نصيب بداية لها ما بعدها إذ بدأت الوفود الاقتصادية بالتحدث عن المرحلة المقبلة".

وأكد علوش في حواره لقناة فضائية ان "ما يلمسه الجانب السوري من العديد من المسؤولين الأردنيين مواقف إيجابية جداً تجاه سوريا"، لافتاً إلى أن "كل شيء سيعود إلى وضعه الطبيعي تدريجاً بين الأردن وسوريا وهناك امتداد طبيعي بين البلدين".

وأضاف أن "العلاقة بين البلدين يجب أن تعود إلى طبيعتها"، وأكد علوش أن "هناك إرادة شعبية وأيضاً سياسية لعودة الأمور إلى طبيعتها بين الأردن وسوريا".

وقال مسؤول على الجانب الأردني من الحدود في جابر-نصيب إن "المعبر فتح الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي "05:00 بتوقيت جرينتش". وبحلول الساعة 11:30 بتوقيت جرينتش، شاهدت وفداً تجارياً سورياً يعبر الحدود إلى الأردن واثنين من المدنيين يعبران من الأردن لكن لم تشاهد شاحنات في أي الاتجاهين.

وقال عماد الريالات مدير المعبر "جاهزون بجهوزية تامة لاستقبال المسافرين وحركة نقل البضائع. نتوقع أن تكون حركة بطيئة الآن في البداية لكن في الأيام القادمة رح يصير حركة مسافرين أكبر وتعود طبيعية".

واستعادت الحكومة السورية المنطقة حول المعبر الحدودي مع الأردن في يوليو الماضي خلال هجوم مدعوم من روسيا لطرد مقاتلي المعارضة من معقلها في جنوب غرب سوريا. وبدأت الحرب الأهلية في سوريا منذ أكثر من سبع سنوات.

وقال محمد حمشو، الأمين العام للغرفة التجارية السورية، والذي كان جزءاً من وفد أعمال عبر الحدود للأردن، للتلفزيون الرسمي السوري إنه يأمل في أن يساعد فتح المعبر البلدين.

وتسبب إغلاق المعبر في 2015 في قطع طريق عبور مهم لمئات الشاحنات التي تنقل البضائع يومياً بين تركيا والخليج وبين لبنان والخليج في معاملات تجارية بمليارات الدولارات سنوياً.

ومنذ ذلك الحين كان المعبر الحدودي الوحيد لسوريا الذي يعمل بشكل طبيعي مع لبنان.

وسيكون تشغيل المعبر مهما أيضا للبنان، الذي يعتمد على سوريا في الاتصال البري بكل الدول الأخرى لأن حدوده الأخرى مع إسرائيل التي لا تربطها به أي علاقات.

وقالت وكالة بترا "يسمح للمواطن الأردني بالمغادرة لسوريا بسيارته الخاصة أو مسافر عادي كما يسمح للشحن الأردني بالمغادرة لسوريا حسب الاتفاقية الأردنية السورية".

وأضافت أن على السوريين الذين يدخلون الأردن الحصول على موافقة أمنية مسبقة من السلطات الأردنية.

من جانبه، قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن "الاتفاق الأردني والسوري على فتح معبر نصيب الحدودي سيعود بالفائدة أيضاً على لبنان، ويعيد وصله براً بعمقه العربي، ما يتيح انتقال الأشخاص والبضائع من لبنان إلى الدول العربية وبالعكس".

وأضاف "أن فتح هذا المعبر الحيوي بعد ثلاث سنوات على إقفاله سينعش مختلف القطاعات الإنتاجية، ويخفف كلفة تصدير البضائع من لبنان إلى الدول العربية".

وأشار إلى أن "على جميع المسؤولين في لبنان، أن يستغلوا جميع الفرص المتاحة لدعم الاقتصاد الوطني وتحقيق مصالح المواطنين، والالتفاف حول رؤية وطنية موحدة للنهوض بالاقتصاد، ومواجهة تحديات الأزمة الراهنة".

كما رحبت سفيرة لبنان لدى الأردن ترايسي شمعون "بإعاذة فتح معبر جابر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن"، وقالت "فتح الحدود هو إنجاز ويصب لمصلحة لبنان كما الأردن"، داعية المسؤولين اللبنانيين إلى "تخطي الخلافات السياسية، لما فيه مصلحة لبنان واقتصاده".

وأكدت شمعون بحسب وسائل إعلام لبنانية أننا "عانينا الكثير جراء اقفال معبر نصيب والمزارعون اللبنانيون تكبدوا خسائر كبيرة جراء هذا الإقفال"، مشيرة إلى أن "هذا الحصار أضر باقتصاد لبنان كما الأردن، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة في المنطقة وخسارة لبنان حوالي 10 مليارات دولار، منذ إقفال المعبر".

بدوره وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نقولا تويني دعا إلى أن "يكون فتح معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، مناسبة لتبدأ البضائع والمنتوجات الزراعية والصناعية اللبنانية بالتدفق من جديد عبر هذا المعبر نحو الخليج والعراق، ما سينعش حركة التصدير التي انخفضت نسبتها بشكل كبير منذ إغلاق المعابر السورية إلى الأردن والعراق".

وأشار تويني إلى أن "لبنان بحاجة ماسة إلى هذا الانفراج الاقتصادي وإلى أن تجوب الشاحنات اللبنانية جميع المعابر العربية، وعلينا الإسراع في الترتيبات العملية مع الأردن وسوريا لتحقيق ذلك بدون خجل أو عيب، كما يجب النأي بخلافاتنا الداخلية عن اقتصادنا".

وشدد الوزير على أن "الاعتبارات الأيديولوجية قد ولت منذ الحرب الباردة، والدول تتطلع إلى تحقيق مصالحها ومصالح شعوبها، ونحن بحاجة ماسة إلى تنشيط التصريف والإنتاج، ولا يوجد مخرج طبيعي بري للبنان إلا عبر سوريا، وعلينا التوجه نحو هذه المعابر وبإمكاننا التصدير إلى سوريا والأردن والعراق والخليج، وهذه أسواقنا الطبيعية، وعلينا الإسراع في تلقف الوضع وإعادته إلى طبيعته والاستفادة الاقتصادية من ذلك".

وصرح رئيس اتحاد المصدرين السوريين لوسائل إعلام، أن "لقاء رجال الأعمال السوريين ونظرائهم الأردنيين في معبر جابر نصيب على هامش افتتاحه، يهدف إلى إشراك الشركات الأردنية في إعادة إعمار سوريا".

وأضاف السواح وهو عضو وفد رجال الأعمال السوريين "نحن نعتبر الحدود السورية الأردنية شرياناً اقتصادياً أساسياً لسورية والأردن".

وبين أن "رجال الأعمال السوريين بذلوا جهوداً كبيرة لإعادة فتح المعبر بين البلدين في أعقاب تحرير معبر نصيب من قبل الجيش العربي السوري، للبدء بعودة النشاط الاقتصادي بين البلدين وانسياب الحركة لرجال الأعمال والأفراد"، مشيراً إلى "دخول عدة سيارات أردنية إلى الداخل السوري".

وبحث الوفدان الاقتصاديان الأردني والسوري في مركز حدود جابر، سبل إعادة وتمتين العلاقات الاقتصادية وتعزيزها في أعقاب فتح معبري جابر ونصيب.

من جهته، قال رئيس غرفة وصناعة اربد هاني أبو حسان "نحن سعيدون أن نستقبل وفداً اقتصادياً سورياً بعد انقطاع طويل في المركز الحدودي الأردني جابر"، لافتاً إلى أن "الوفد الاقتصادي السوري يضم رجال أعمال من القطاع الصناعي والتجاري".

وبين أن "الوفد الأردني الذي ضم رجال أعمال وممثلين من غرف الصناعة والتجارة الأردنية لتسهيل مهمة تسير القافلات والشاحنات التجارية بين البلدين"، معرباً عن أمله في أن "يكون هناك عبور للشاحنات الأردنية إلى أوروبا وان يكون هذا المعبر رئة للبلدين".

وبحسب نقيب أصحاب الشاحنات محمد خير الداود فان "فتح معبر جابر- نصيب الحدودي أمام الحركة التجارية بين الأردن وسوريا سيشكل نقلة نوعية لها انعكاسات إيجابية على اقتصاد البلدين الشقيقين"، مؤكداً "جاهزية 5 آلاف شاحنة مبردة وغير مبردة لاستئناف الحركة التجارية وتبادل البضائع".

وأكد الداود أنه "لا يوجد إلى الآن أحمال جاهزة للتصدير للجانب السوري أو لبنان"، لافتاً إلى "توقعات ببدء النشاط التجاري وحركة الشاحنات بين البلدين مطلع الأسبوع المقبل".

هذا وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت عن تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه اللجان الفنية الأردنية السورية بشأن إعادة فتح معبر جابر - نصيب الحدودي، والذي تضمن ما يلي: يكون عمل الحدود بكلا الدولتين من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة مساء ويسمح للمواطن الأردني بالمغادرة لسوريا بسيارته الخاصة أو مسافر عادي، كما يسمح للشحن الأردني بالمغادرة لسوريا حسب الاتفاقية الأردنية – السورية.

ويسمح للأردني المقيم في سوريا بالدخول للأردن عبر المركز الحدودي كما يسمح للسوري المقيم بالأردن أو دولة ثالثة بالسفر لسوريا عبر المركز الحدودي على ان تكون وثائق السفر معه سارية المفعول.

كما يسمح للسوري القادم للأردن من سوريا بالدخول بعد حصوله على موافقة أمنية مسبقة مثلما يسمح للسوري القادم للأردن ترانزيت بالمرور على أن يكون حاصلاً على إقامة أو تأشيرة للدولة المسافر إليها أو القادم منها.

ويجيز الاتفاق للشحن السوري القادم للأردن بالدخول بعد اتخاذ إجراءات التفتيش المطبقة كما يسمح للسوري الحاصل على بطاقة مستثمر بالدخول بدون موافقة مسبقة ويسمح له بإدخال سيارته الخاصة.

كما يسمح للسوري بإدخال سيارته الخاصة التي لا تحمل لوحة سورية على أن تكون أوراقها القانونية كاملة وضمن قوانين الجمارك سواء قدوم للأردن او مرور عبر أراضيه مثلما يسمح لسائقي السيارات السورية العمومي بالدخول للأردن لنقل المسافرين دون موافقة مسبقة وضمن إليه تم الاتفاق عليها بين إدارة الحدين الأردني والسوري.

من ناحية أخرى، أعادت إسرائيل فتح معبر القنيطرة على حدود هضبة الجولان المحتلة مع سوريا الإثنين. وقال الجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح سوى بعبور قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

واحتلت إسرائيل الجولان من سوريا في حرب عام 1967. وقبل الحرب الأهلية في سوريا التي بدأت قبل أكثر من سبع سنوات، شهد معبر القنيطرة حركة مرور اعتيادية للدروز العرب الذين يعيشون على جانبي خط الهدنة.

واستعادت الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها هذا الجزء من جنوب سوريا من مقاتلي المعارضة في يوليو الماضي. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن المعبر مغلق منذ 5 أعوام.

وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم الاثنين إنه يأمل في إعادة فتح معبر البوكمال مع العراق في أسرع وقت ممكن.

وأضاف المعلم بعد اجتماع مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في دمشق إن فتح معبر البوكمال في شرق سوريا في منطقة كان يحتلها مقاتلو المعارضة ثم تنظيم الدولة "داعش"، لسنوات سيصب في مصلحة البلدين.