الخرطوم - كمال عوض

يحل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صباح الخميس ضيفاً علي الخرطوم في زيارة تستغرق يوماً واحداً يجري خلالها مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير والتي تاتي ضمن لقاءات اللجنة الرئاسية العليا المشتركة بين القاهرة والخرطوم، وينظر الكثيرون الى الزيارة الحالية على أنها تختلف عن سابقاتها وأن الجوانب الاقتصادية ستكون طاغية فيها على الأبعاد السياسية. ومن المتوقع أن تسبق المباحثات المشتركة بين الرئيسين عمر البشير ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي احتماعات اللجنة الوزراية والفنية المشتركة فضلاً عن اجتماع رباعي بين وزير الخارجية الدرديري محمد احمد ونظيره سامح شكري ومدير جهاز الأمن والمخابرات صلاح قوش ونظيره المصري عباس كامل. وبحسب البرنامج الذي حصلت الصحف علي بعض من تفاصيله فإن زيارة الرئيس المصري الذي يزور الخرطوم علي راس وفد وزاري رفيع وكبير سيتخلله اجتماعات بين رجال المال والأعمال بالبلدين، فضلاً عن معرض للأدوية والمستلزمات الطبية.

سفير الخرطوم بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم أبان في تصريحات صحفية قبل أيام بأن "الزيارة ستستعرض عدداً من الملفات المهمة كما أنها ستخوض في سبل تعزيز العلاقات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك". وأضاف عبد المحمود أن "المباحثات ستتطرق كذلك للاتفاق الذي تم بين البشير والسيسي خلال الاجتماع الذي عقد على هامش منتدى التعاون الصيني- الإفريقي علي تطوير مصفوفة لتنفيذ المشاريع المشتركة المتفق عليها بين البلدين".

مراقبون سياسييون شددوا على أهمية زيارة الرئيس المصري لأنها تعكس تميز العلاقات بين البلدين بصورة عامة والبشير والسيسي بصورة خاصة.

وفي يوليو الماضي زار الرئيس المصري الخرطوم في اولي زياراته الخارجية عقب تنصيبه بدورة رئاسية جديدة ونوقش خلال تلك الزيارة التي استمرت ليومين كثير من القضايا المشتركة، إلى جانب توقيع عدد من الاتفاقيات كما انها كانت الاولى بعد ان شهدت العلاقات بعض التوتر، واتفق رئيسا البلدين خلال الزيارة التي كانت في أوخر يوليو الماضي على ضرورة العمل على بدء علاقات استراتيجية والعمل علي التبادل التجاري بين البلدين وذلك بإزالة أي عائق أمام الحركة التجارية بين السودان ومصر.

وأكد السيسي خلال حديثه في ختام زيارته الماضية "بذل الجهود وتفعيل اللجنة المشتركة لمناقشة كافة القضايا وذلك عبر أزمان محددة وأهداف واضحة"، مؤكداً "سعيهم لبناء شراكة استراتيجية بين الخرطوم والقاهرة وذلك بالعمل وتطوير التعاون والتنسيق والاستفادة من الفرص المتاحة على حد تعبيره آنذاك".

العلاقات بين الخرطوم والقاهرة ظلت تتسم بالتقلبات في بعض الأحيان رغم أن في غالبها تتسم بالقوة والمتانة ولكن ثمة قضايا ظلت تؤرق العلاقات خلال السنوات الماضية ولعل منها تباين في بعض القضايا الخلافية ورغم ذلك ظلت العلاقات بين البلدين محتفظة ببعض دفئها والدليل علي ذلك استمرار المباحثات بين البلدين على أعلى المستويات.