القاهرة - عصام بدوي، (وكالات)

أعلنت وزارة الداخلية المصرية "مقتل 19 إرهابياً من المتورطين في تنفيذ عمليات ‏عدائية بالبلاد، ومنها حادث المنيا الإرهابي الأخير، الذي استهدف أقباطاً في دير ‏الأنبا صموئيل وأسفر عن مقتل 7 وإصابة العشرات".

وقالت الداخلية المصرية، إن "قوات الأمن تمكنت من تحديد موقع هؤلاء الإرهابيين ‏وقامت بمداهمتهم، حيث حدث تبادل لإطلاق النار أدى لمقتلهم جميعا"، مضيفة أنه "‏تم العثور على 9 بنادق وكميات من الطلقات بحوزتهم".

وأضافت أنه "عثر بحوزة الإرهابيين على عدد من الأوراق التنظيمية والكتب ‏التكفيرية ومواد الإعاشة".‏

وقالت الوزارة، إنه "عقب وقوع حادث المنيا تم تشكيل مجموعات عمل ميدانية ‏وفنية بمشاركة قطاعات الوزارة المعنية، ووضع خطة بحث اعتمدت على جمع ‏المعلومات وتتبع خط سير هروب الجناة والاستعانة في ذلك بوسائل التقنية الحديثة ‏وتمشيط أماكن تردد وتمركز العناصر المشتبه فيها، خاصة الواقعة بالمناطق النائية ‏والتي يتخذها هؤلاء العناصر كملاذ للاختفاء والانطلاق لتنفيذ مخططاتهم العدائية".‏

وأضافت، أن "معلومات قطاع الأمن الوطني المصري، كشفت عن تمركز مجموعة ‏من العناصر الإرهابية الهاربة من الملاحقات الأمنية وهم من عناصر الخلية المنفذة ‏للحادث بإحدى المناطق الجبلية بالظهير الصحراوي الغربي لمحافظة المنيا، ‏واتخاذها مأوى لهم بعيداً عن الرصد الأمني".

وقالت انه "تم مداهمة المنطقة، وأنه حال اتخاذ إجراءات حصار المنطقة قامت ‏العناصر الإرهابية بإطلاق النيران تجاه القوات، مما دفعها للتعامل مع مصدر ‏النيران، وعقب انتهاء المواجهة القتالية، تبين أنها أسفرت عن مقتل 19 من ‏العناصر الإرهابية يجري تحديدهم."

وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط نقلا عن وزارة الداخلية قولها إنها تقوم حاليا باستكمال عمليات البحث لضبط العناصر الهاربة المتورطة في الهجوم.

ولم يذكر بيان الوزارة إلى أي جماعة متشددة ينتمي المسلحون الذين قُتلوا الأحد، لكن صورا مرفقة أظهرت صورة علم يستخدمه تنظيم الدولة "داعش"، المتشدد داخل خيمة في موقع المداهمة. وظهر في الصور أيضا قتلى يرتدون ملابس مدنية وبجوارهم أسلحة.

وأعلن تنظيم الدولة "داعش"، مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف حافلتين للأقباط قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا على بعد 260 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة.

ومن بين القتلى ضحايا الهجوم 6 أفراد من نفس العائلة. ووقع الهجوم أثناء عودتهم بعد تعميد طفل في الدير.

وكانت مصر قد أعلنت الجمعة الماضي "مقتل 7 مسيحيين وإصابة نحو 14 ‏آخرين، إثر هجوم إرهابي بإطلاق نار على حافلتين تقلان أقباطاً في المنيا جنوب ‏مصر"، فيما تبنى تنظيم الدولة "داعش"، "الهجوم الإرهابي".‏

وقالت مصادر أمنية، إن "الهجوم استهدف حافلتين تقلان أقباطاً، كانتا متجهتين إلى ‏دير الأنبا صموئيل، في محافظة المنيا بصعيد مصر".‏

وذكرت مصادر قبطية أن "مسلحين مجهولين أطلقوا وابلاً من النيران على حافلتين ‏تقلان أقباطاً كانوا في طريقهم لدير الأنبا صموييل بالمنيا جنوب البلاد، ما أسفر ‏عن سقوط 7 قتلى وعشرات المصابين".‏

ورجح مصدر أمني، أن "يكون هذا الهجوم جاء رداً على اعتقال زعيم تنظيم ‏‏"مرابطون" المتطرف، المصري هشام عشماوي داخل ليبيا، والذي تم القبض عليه ‏في ليبيا الشهر الماضي".‏

وقال المصدر الأمني، إن "إلقاء القبض على عشماوي زعيم تنظيم "المرابطون" ‏بداية الشهر الماضي، يعتبر ضربة للمتشددين، الذين يشنون هجمات في مصر عبر ‏حدودها الشرقية والغربية، وجميعهم مرتبطون فكريا وتنظيميا ببعض بشكل أو ‏بآخر".‏

وعشماوي الضابط السابق بالجيش المصري، كان يسعى لتشكيل ما أطلق عليه ‏‏"الجيش المصري الحر" التابع لتنظيم القاعدة في درنة في ليبيا، بهدف نقله إلى ‏الأراضي المصرية، وفق مصادر عسكرية ليبية، قبل أن يتلقى تنظيمه ضربة ‏موجعة أسفرت عن اعتقاله ومقتل أبرز مساعديه.‏

وكان تنظيم الدولة "داعش"، أعلن مسؤوليته عن عدة هجمات على الأقباط بمصر بما في ذلك هجوم أسفر عن مقتل 28 شخصا في نفس المنطقة تقريبا في مايو أيار 2017.

وجاء هجوم الجمعة عقب فترة من الهدوء في الهجمات التي تستهدف أقباطا منذ ديسمبر عندما قتل مسلح 11 شخصا عند كنيسة ومتجر يملكه مسيحيون قرب القاهرة.

ويشن الجيش والشرطة عملية أمنية واسعة النطاق ضد الجماعات المتشددة منذ فبراير الماضي.

ونعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الضحايا وقال إنهم شهداء وتعهد بمواصلة الحملة.

ويشكل الأقباط في مصر نحو 10 % من سكان مصر الذين يفوق عددهم 90 مليون نسمة وهم بذلك أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط.