* اجتماعات مكثفة لعبدالمهدي مع قادة الكتل والأحزاب لحل أزمة الكابينة الوزارية
* "الفتح" متمسك بالفياض مرشحاً لـ "الداخلية" رغم الخلافات
بغداد – وسام سعد
عقدت الرئاسات الثلاث في العراق مساء الأربعاء اجتماعها في قصر السلام ببغداد لمناقشة التطورات التي تشهدها الساحة السياسية في البلاد.
وناقشت الرئاسات الثلاث المتمثلة برئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي التطورات التي تشهدها الساحة السياسية وملف إكمال الكابينة الوزارية وأسماء مرشحي الوزارات المتبقية لمنحهم الثقة.
في السياق ذاته وللخروج بموقف حاسم بخصوص أحداث البرلمان عقدت الهيئة العامة لتحالف الإصلاح والإعمار اجتماعاً في مكتب رئيس التحالف عمار الحكيم وذلك لبيان موقف سياسي مهم بشأن الأحداث السياسية الحالية وتعثر استكمال الكابينة الوزارية.
وأخفق مجلس النواب العراقي في التصويت على مناصب الوزراء الشاغرة في الحكومة فيما عزا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الفشل للفوضى داخل البرلمان.
وكان عبد المهدي قدم أسماء المرشحين لنيل ثقة النواب لتسلم الوزارات الشاغرة لكن الجلسة شهدت فوضى عارمة ومشادات كلامية بين النواب منعت من استكمال الحكومة وملء الوزارات الشاغرة.
ورفعت رئاسة البرلمان العراقي الجلسة إلى الخميس، بحسب ما أفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وأكد النائب عن تحالف الفتح انتصار الموسوي أن تحالفها متمسك بمرشحه فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية مبينة أن جلسة البرلمان المقبلة ستكون حاسمة لتمرير المرشحين بأغلبية الأصوات.
وقالت الموسوي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه، إن تحالف الفتح لن يستبدل مرشحه لمنصب وزارة الداخلية فالح الفياض بمرشح آخر مؤكدة أنه سيقدم مرة أخرى للتصويت في جلسة الخميس مبينة أن جلسة البرلمان المقبلة ستكون حاسمة للكابينة الوزارية، حيث ستعقد وسيصوت على المرشحين بأغلبية النواب بعد تحقيق النصاب.
وأضافت أن الاعتراضات التي حصلت والإخلال بنظام الجلسة لن يشكل عائقاً أمام تمرير المرشحين.
وأشارت عضو تحالف الفتح إلى أن الإخلال بالجلسة عطل الكثير من المشاريع والمواضيع التي كان من المؤمل أن يناقشها البرلمان خدمة للشعب، لكن تم عرقلة الجلسة ورفعها إلى الخميس.
وفي ضوء ذلك يرى الخبير في الشأن السياسي نبيل يزن أن الحكومة العراقية تواجه مهام صعبة في اكتمال الكابينة الحكومية مؤكداً أن تحالف سائرون تمكن من إفشال تمرير كابينة عبدالمهدي.
وقال يزن لـ "الوطن" إن عدم تمكن عادل عبدالمهدي في إكمال كابينته الوزارية وحسم وزارتي الدفاع والداخلية جاءت صفعة قوية لتحالف البناء بعد إصراره على تقديم فالح الفياض مرشحاً لمنصب وزير الداخلية ومتجاهلاً جميع التحذيرات التي اطلقها مقتدى الصدر ومرجعية النجف بضرورة ترشيح شخصية بعيدة عن الولاء لإيران.
وأضاف أن البرلمان العراقي تمكن من إفشال المشروع الذي تبناه تحالف البناء والذي يعول على وزارة الداخلية كثيراً باعتبارها ممراً اقتصادياً مهماً للبضائع الإيرانية إلى العراق، والممسك بزمام الأمور الأمنية في البلاد.
وأشار إلى أن جلسة البرلمان ليوم الثلاثاء أوجدت خلافاً حقيقياً بين رئيس الوزراء وتحالف سائرون وبالتالي فان الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد واقعاً سياسياً تحفه المخاطر بعد عجز عادل عبدالمهدي عن تقديم وزراء أكفاء غير مرتبطين بأجندات حزبية.
وبين أن الوضع في العراق مهدد بالتصعيد الخطير خلال الفترة المقبلة وقد تتجدد الاحتجاجات في بغداد ويتكرر سيناريو اقتحام البرلمان العراقي من قبل المتظاهرين مجدداً واستقالة جماعية لوزراء عبدالمهدي وإفشال العملية السياسية برمتها.
وبالمقابل باشر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بعقد اجتماعات مكثفة مع قادة الكتل والأحزاب السياسية، بهدف التفاوض لحل أزمة اكمال كابينته الوزارية.
وبدا عبد المهدي منذ صباح الأربعاء، بخوض اجتماعات سياسية تفاوضية مكثفة مع قادة الكتل والأحزاب، بهدف التوصول إلى حل بشأن إكمال كابينته الوزارية، خصوصاً بعد احداث البرلمان.
من جهته، بيّن النائب عن تحالف سائرون جاسم الحلفي بأن التحالف أفشل الإرادة الخارجية لاستكمال كابينة عادل عبدالمهدي مضيفاً أن هناك قوى سياسية لا تزال تمثل الإرادة الإيرانية في إتمام تشكيل الحكومة.
وقال الحلفي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه، أن تحالف سائرون هي الكتلة النيابية الأكبر التي دعمت تولي عبد المهدي لرئاسة الحكومة، لكن اليوم بيّن عبدالمهدي أنه لا يمتلك فريقا إصلاحيا لقيادة البلد، كونه خلافاً للاتفاق المسبق مع تحالف سائرون لم يأت بوزراء مستقلين للحقائب الأمنية، مشيراً إلى أن جلسة الخميس أيضاً لن تشهد إكمال الكابينة الوزارية.
من جهته، علّل النائب عن تحالف المحور الوطني قتيبة الجبوري، فشل جلسة البرلمان إلى غياب الكتلة الأكبر، الذي عقّد من استكمال تشكيل الكابينة الوزارية مشيراً إلى أن البرلمان قد يطلب من عادل عبدالمهدي تقديم استقالته.
وقال الجبوري في تصريح صحافي أن التحديات السياسية طغت على جلسة البرلمان بعد أن ساهمت إيران بتشكيل الحكومة العراقية، مبيناً أن عددا من القوى السياسية مارست عملية كسر الإرادة في جلسة استكمال الكابينة الوزارية.
وتابع الجبوري أن تحالف البناء الذي يضم تحالف الفتح بقيادة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وجزءا من المحور الوطني الممثل للمكون السني لا يزال متمسكاً بترشيح فالح الفياض لحقيبة الداخلية مشيراً إلى وجود اتفاق مسبق داخل البناء بعدم التصويت لفيصل الجربا كمرشح لحقيبة الدفاع.
{{ article.visit_count }}
* "الفتح" متمسك بالفياض مرشحاً لـ "الداخلية" رغم الخلافات
بغداد – وسام سعد
عقدت الرئاسات الثلاث في العراق مساء الأربعاء اجتماعها في قصر السلام ببغداد لمناقشة التطورات التي تشهدها الساحة السياسية في البلاد.
وناقشت الرئاسات الثلاث المتمثلة برئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي التطورات التي تشهدها الساحة السياسية وملف إكمال الكابينة الوزارية وأسماء مرشحي الوزارات المتبقية لمنحهم الثقة.
في السياق ذاته وللخروج بموقف حاسم بخصوص أحداث البرلمان عقدت الهيئة العامة لتحالف الإصلاح والإعمار اجتماعاً في مكتب رئيس التحالف عمار الحكيم وذلك لبيان موقف سياسي مهم بشأن الأحداث السياسية الحالية وتعثر استكمال الكابينة الوزارية.
وأخفق مجلس النواب العراقي في التصويت على مناصب الوزراء الشاغرة في الحكومة فيما عزا رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الفشل للفوضى داخل البرلمان.
وكان عبد المهدي قدم أسماء المرشحين لنيل ثقة النواب لتسلم الوزارات الشاغرة لكن الجلسة شهدت فوضى عارمة ومشادات كلامية بين النواب منعت من استكمال الحكومة وملء الوزارات الشاغرة.
ورفعت رئاسة البرلمان العراقي الجلسة إلى الخميس، بحسب ما أفاد بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي.
وأكد النائب عن تحالف الفتح انتصار الموسوي أن تحالفها متمسك بمرشحه فالح الفياض لمنصب وزير الداخلية مبينة أن جلسة البرلمان المقبلة ستكون حاسمة لتمرير المرشحين بأغلبية الأصوات.
وقالت الموسوي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه، إن تحالف الفتح لن يستبدل مرشحه لمنصب وزارة الداخلية فالح الفياض بمرشح آخر مؤكدة أنه سيقدم مرة أخرى للتصويت في جلسة الخميس مبينة أن جلسة البرلمان المقبلة ستكون حاسمة للكابينة الوزارية، حيث ستعقد وسيصوت على المرشحين بأغلبية النواب بعد تحقيق النصاب.
وأضافت أن الاعتراضات التي حصلت والإخلال بنظام الجلسة لن يشكل عائقاً أمام تمرير المرشحين.
وأشارت عضو تحالف الفتح إلى أن الإخلال بالجلسة عطل الكثير من المشاريع والمواضيع التي كان من المؤمل أن يناقشها البرلمان خدمة للشعب، لكن تم عرقلة الجلسة ورفعها إلى الخميس.
وفي ضوء ذلك يرى الخبير في الشأن السياسي نبيل يزن أن الحكومة العراقية تواجه مهام صعبة في اكتمال الكابينة الحكومية مؤكداً أن تحالف سائرون تمكن من إفشال تمرير كابينة عبدالمهدي.
وقال يزن لـ "الوطن" إن عدم تمكن عادل عبدالمهدي في إكمال كابينته الوزارية وحسم وزارتي الدفاع والداخلية جاءت صفعة قوية لتحالف البناء بعد إصراره على تقديم فالح الفياض مرشحاً لمنصب وزير الداخلية ومتجاهلاً جميع التحذيرات التي اطلقها مقتدى الصدر ومرجعية النجف بضرورة ترشيح شخصية بعيدة عن الولاء لإيران.
وأضاف أن البرلمان العراقي تمكن من إفشال المشروع الذي تبناه تحالف البناء والذي يعول على وزارة الداخلية كثيراً باعتبارها ممراً اقتصادياً مهماً للبضائع الإيرانية إلى العراق، والممسك بزمام الأمور الأمنية في البلاد.
وأشار إلى أن جلسة البرلمان ليوم الثلاثاء أوجدت خلافاً حقيقياً بين رئيس الوزراء وتحالف سائرون وبالتالي فان الأيام المقبلة من المتوقع أن تشهد واقعاً سياسياً تحفه المخاطر بعد عجز عادل عبدالمهدي عن تقديم وزراء أكفاء غير مرتبطين بأجندات حزبية.
وبين أن الوضع في العراق مهدد بالتصعيد الخطير خلال الفترة المقبلة وقد تتجدد الاحتجاجات في بغداد ويتكرر سيناريو اقتحام البرلمان العراقي من قبل المتظاهرين مجدداً واستقالة جماعية لوزراء عبدالمهدي وإفشال العملية السياسية برمتها.
وبالمقابل باشر رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي بعقد اجتماعات مكثفة مع قادة الكتل والأحزاب السياسية، بهدف التفاوض لحل أزمة اكمال كابينته الوزارية.
وبدا عبد المهدي منذ صباح الأربعاء، بخوض اجتماعات سياسية تفاوضية مكثفة مع قادة الكتل والأحزاب، بهدف التوصول إلى حل بشأن إكمال كابينته الوزارية، خصوصاً بعد احداث البرلمان.
من جهته، بيّن النائب عن تحالف سائرون جاسم الحلفي بأن التحالف أفشل الإرادة الخارجية لاستكمال كابينة عادل عبدالمهدي مضيفاً أن هناك قوى سياسية لا تزال تمثل الإرادة الإيرانية في إتمام تشكيل الحكومة.
وقال الحلفي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه، أن تحالف سائرون هي الكتلة النيابية الأكبر التي دعمت تولي عبد المهدي لرئاسة الحكومة، لكن اليوم بيّن عبدالمهدي أنه لا يمتلك فريقا إصلاحيا لقيادة البلد، كونه خلافاً للاتفاق المسبق مع تحالف سائرون لم يأت بوزراء مستقلين للحقائب الأمنية، مشيراً إلى أن جلسة الخميس أيضاً لن تشهد إكمال الكابينة الوزارية.
من جهته، علّل النائب عن تحالف المحور الوطني قتيبة الجبوري، فشل جلسة البرلمان إلى غياب الكتلة الأكبر، الذي عقّد من استكمال تشكيل الكابينة الوزارية مشيراً إلى أن البرلمان قد يطلب من عادل عبدالمهدي تقديم استقالته.
وقال الجبوري في تصريح صحافي أن التحديات السياسية طغت على جلسة البرلمان بعد أن ساهمت إيران بتشكيل الحكومة العراقية، مبيناً أن عددا من القوى السياسية مارست عملية كسر الإرادة في جلسة استكمال الكابينة الوزارية.
وتابع الجبوري أن تحالف البناء الذي يضم تحالف الفتح بقيادة هادي العامري وائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وجزءا من المحور الوطني الممثل للمكون السني لا يزال متمسكاً بترشيح فالح الفياض لحقيبة الداخلية مشيراً إلى وجود اتفاق مسبق داخل البناء بعدم التصويت لفيصل الجربا كمرشح لحقيبة الدفاع.