بيروت - بديع قرحاني

شن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع هجوماً على "حزب الله" اللبناني"، مؤكداً أن "الحزب يسعى لاختراق سنة لبنان، من خلال افتعاله أزمة توزير أحد النواب الستة السنة المحسوبون على الحزب، والمعروفون إعلامياً باسم "سنة "حزب الله"". من جانبه، شدد رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي على "ضرورة متابعة تنفيذ اتفاق الطائف الذي هو الأساس، وتطبيق الدستور كاملاً لأنه سبيل النجاة للجميع". تصريح الرئيس ميقاتي جاء من دار الفتوى حيث استقبله مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، وتم البحث معه في الشؤون الوطنية ولا سيما تشكيل الحكومة. ثم انضم ميقاتي إلى اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى بصفته عضواً في المجلس الذي ترأسه المفتي دريان واستهله بالترحيب بميقاتي ومشاركته في الاجتماع وخصوصاً في الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن. وخلال الاجتماع قال ميقاتي "البلد يمر بمخاطر كبيرة، ما يقتضي تعزيز وحدة الصف الإسلامي والوطني، والحرص على حضور اجتماع المجلس الشرعي لما يمثل من دور جامع وأساسي لندعم معا مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري ومواجهة المخاطر التي تهدد اتفاق الطائف، وبحكم مسؤوليتنا عن البلد ومصلحته، ندافع عن هذا الاتفاق، ونتمسك بوثيقة الوفاق الوطني ونطالب بتنفيذ بنودها كاملة ونتمسك بصلاحيات رئاسة الحكومة التي كفلها الدستور". وتحدث عن "التحديات الاقتصادية التي يعاني منها البلد بسبب التأخير في تشكيل الحكومة إضافة إلى تهديدات العدو الإسرائيلي المستمرة للبنان وضرورة تحصين الوضع الداخلي لمواجهتها". وتطرق إلى أهمية تفعيل عمل المؤسسات التابعة لدار الفتوى وخصوصا في هذه الظروف الدقيقة". وبعد خروجه من اجتماع المجلس الشرعي، قال ميقاتي، "ينبغي علينا تعزيز الوضع الداخلي للطائفة أمام كل التحديات الموجودة اليوم على الساحة، والأساس هو متابعة تنفيذ اتفاق الطائف وتطبيق الدستور كاملاً لأنه سبيل النجاة للجميع".

من جانبه، كشف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث صحافي، أنّه "لا يعارض الحكومة المصغّرة من 18 وزيراً، التي يتمّ التداول عنها، بل يحبّذها أيضاً، خصوصا، أنّ الحقائب الأساسية هي 18 حقيبة ويمكن ضمّ الحقائب الست الأخرى إليها، وهذا عددٌ كافٍ، في رأيه، إلاّ انّه في الوقت نفسه، يكشف أنّ هذا العرض الذي يتداوله الأفرقاء غير جدّي ولم يطرحه الرئيس ميشال عون مع من التقاهم في بعبدا، بمن فيهم النواب السنّة الستّة "نواب سنة "حزب الله""، الذين لا يعترف جعجع أساساً بأحقيتهم بالتمثيل الوزاري، بسبب توزّيع العدد الأكبر منهم على كتل أخرى شاركوا معها في استشارات التكليف والتأليف"، لافتاً إلى أنّ "الرئيس عون اكتفى بإعطائهم نصائح وتوجيهات وطنية، الكتلة المُستحدثة ليست سبب العقدة الحكومية في نظر جعجع، بل هي مجرّد غطاء لعقدة أعمق وأكبر، كما لا يعتبر أنّ القصة هي حكاية مقعد وزاري في الأساس بل شيء آخر"، مضيفاً أنّها "لو كانت كذلك، ولو أراد "حزب الله" حلّها، لكان وزّر السُنّي المعترض من حصّته، مثلما فعل في عهد ميقاتي". أما بالنسبة إلى إصرار "حزب الله" على توزير أحد من النواب السنة الستة المعروفون إعلامياً باسم "سنة "حزب الله""، فهو إصرار من قبل الحزب لاستهداف الرئيس المكلف سعد الحريري، لأنّه يسعى حالياً إلى اختراق الساحة السنّية بكل قوته ومن بعيد"، وفقا لجعجع. "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، هذه هي أولوية "حزب الله"، في رأي جعجع، في المرحلة الحالية، إذ إنّها همّه الوحيد من دون استبعاد إضعاف الحالة السنّية من باله. ويرى جعجع أنّ ""حزب الله" يخطّط ويفكّر كيف يمكن له اختراق الساحة السنّية، خصوصاً في هذه المرحلة، ولكنه متيقظ للدعم الكبير الذي يحظى به الحريري داخلياً وخارجياً". ويلفت إلى أنّ "الحزب" يُدرك انّه لا يستطيع التخلي عن الحريري ولو أنّ ذلك مُنى عينه، إلا انّه عملياً يعلم انّ حكومة لا يترأسها الحريري ستدفع لبنان نحو المجهول وتصيب اقتصاده بالضربة القاضية". وأضاف أن "الحزب مرغمٌ على القبول بالحريري هو وغيره، ولا قدرة لهم على استبداله"، ما حدا بيسترجي"، لأنّ أي حكومة أخرى ستُعتبر خارجياً حكومة "حزب الله" وستسقط فوراً".