الخرطوم - كمال عوض، (بي بي سي العربية)
أنهى الرئيس السوداني عمر البشير الأحد زيارة سرية خاطفة لسوريا فاجأت الأوساط السياسية بمستوى كبير لجهة أنه أول رئيس عربي يكسر جدار العزلة منذ اندلاع الأزمة هناك.
وعقد البشير خلال الزيارة اجتماعا مغلقا مع الرئيس بشار الأسد ومباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأكد الرئيسان أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم علي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مما يقود لتحسين العلاقات العربية لخدمة مصلحة الشعب العربي.
وأوضح الرئيسان البشير والأسد أن التطورات في المنطقة خاصة في الدول العربية تؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود خدمة للقضايا العربية وتصدياً للمخططات التي تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.
وقال البشير إن "سوريا دولة مواجهة وإن إضعافها إضعاف للقضايا العربية"، مشدداً على "حرص السودان على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أراضيها بقيادتها الشرعية والحوار السلمي بين كافة مكونات شعبها والحكومة الشرعية".
وأبان الرئيس البشير بأن "السودان سيستمر في بذل الجهود حتى تستعيد سوريا عافيتها وتعود إلى حضن الأمة العربية".
من جانبه، أكد الرئيس الأسد أن "زيارة البشير تشكل دفعة قوية لتفعيل العلاقات بين البلدين".
وقال الأسد إن "بلاده ظلت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها"، مشيراً إلى أن "تعويل البعض على الغرب لن يعود بالمنفعة على شعوبهم".
في الوقت ذاته، قوبلت زيارة البشير المفاجئة لسوريا ولقاؤه بالأسد بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا فيها.
ولم يصدر أي تعليق من مسؤول رسمي في دول الجوار على الزيارة التي حظيت باهتمام وتعليقات متباينة في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفتها مصادر رسمية سورية بأنها مقدمة لعودة الاتصالات العربية بالعاصمة السورية.
وقد عاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم بعد هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقاً واستمرت بضع ساعات.
وبات البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الواسعة فيها وتحولها إلى حرب أهلية قبل سنوات.
وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن الرئيسين السوداني والسوري "أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وعلى الجانب السوري قال بيان صدر عن الرئاسة السورية إن البشير أوضح "أن سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية".
وأضاف البيان السوري أن البشير أعرب "عن أمله في أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية" مشدداً على "وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا".
وظلت الخرطوم تقول إنها تقف على الحياد في القضية السورية وإنها تتطلع إلى حل الأزمة عبر الحوار السلمي.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا فيها في أواخر عام 2011 في أعقاب أشهر من حملة قمع واسعة طالت مظاهرات الاحتجاج الواسعة المضادة للنظام في سوريا وحركات المعارضة التي حظيت بدعم من دول عربية.
ويرجع تاريخ آخر زيارة للرئيس السوداني إلى سوريا إلى عام 2008 لحضور مؤتمر القمة العربية الذي استضافته دمشق حينذاك.
وقد أودت الحرب الدائرة في سوريا بحياة أكثر من 360 ألف شخص، كما تسببت بنزوح ملايين منذ عام 2011.
وقد تطورت حركة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد إلى صراع معقد تدخلت فيه قوى دولية وجماعات مسلحة من أمثال تنظيم الدولة "داعش".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
بيد أن الرئيس السوداني سافر إلى عدد من البلدان الأفريقية والعربية من بينها الأردن، التي حضر فيها العام الماضي مؤتمر القمة العربي السنوي، ولم يعتقل في أي منها.
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية نقلت عن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، إشارته إلى ترحيب سوريا بأي خطوة من أجل أن تعيد كل الدول العربية التي أغلقت سفاراتها بدمشق العمل على الأراضي السورية.
بيد أن المقداد أوضح أن "قرار إعادة هذه السفارات يخص الدول المعنية ذات السيادة وهي التي تعلن وتذيع الخبر".
وأغلق عدد من الدول العربية سفاراته في دمشق، بيد أن دولاً عربية أخرى احتفظت بتمثيلها الدبلوماسي فيها كما هي الحال مع مصر والسودان والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان.
{{ article.visit_count }}
أنهى الرئيس السوداني عمر البشير الأحد زيارة سرية خاطفة لسوريا فاجأت الأوساط السياسية بمستوى كبير لجهة أنه أول رئيس عربي يكسر جدار العزلة منذ اندلاع الأزمة هناك.
وعقد البشير خلال الزيارة اجتماعا مغلقا مع الرئيس بشار الأسد ومباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين.
وأكد الرئيسان أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم علي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية مما يقود لتحسين العلاقات العربية لخدمة مصلحة الشعب العربي.
وأوضح الرئيسان البشير والأسد أن التطورات في المنطقة خاصة في الدول العربية تؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود خدمة للقضايا العربية وتصدياً للمخططات التي تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.
وقال البشير إن "سوريا دولة مواجهة وإن إضعافها إضعاف للقضايا العربية"، مشدداً على "حرص السودان على استقرار سوريا وأمنها ووحدة أراضيها بقيادتها الشرعية والحوار السلمي بين كافة مكونات شعبها والحكومة الشرعية".
وأبان الرئيس البشير بأن "السودان سيستمر في بذل الجهود حتى تستعيد سوريا عافيتها وتعود إلى حضن الأمة العربية".
من جانبه، أكد الرئيس الأسد أن "زيارة البشير تشكل دفعة قوية لتفعيل العلاقات بين البلدين".
وقال الأسد إن "بلاده ظلت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها"، مشيراً إلى أن "تعويل البعض على الغرب لن يعود بالمنفعة على شعوبهم".
في الوقت ذاته، قوبلت زيارة البشير المفاجئة لسوريا ولقاؤه بالأسد بصمت وتجاهل رسمي إقليمي ومن جامعة الدول العربية التي علقت عضوية سوريا فيها.
ولم يصدر أي تعليق من مسؤول رسمي في دول الجوار على الزيارة التي حظيت باهتمام وتعليقات متباينة في وسائل التواصل الاجتماعي ووصفتها مصادر رسمية سورية بأنها مقدمة لعودة الاتصالات العربية بالعاصمة السورية.
وقد عاد الرئيس السوداني إلى الخرطوم بعد هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقاً واستمرت بضع ساعات.
وبات البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع حركة الاحتجاجات الواسعة فيها وتحولها إلى حرب أهلية قبل سنوات.
وقال بيان صادر عن الرئاسة السودانية إن الرئيسين السوداني والسوري "أكدا على أن الأزمات التي تعاني منها المنطقة العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".
وعلى الجانب السوري قال بيان صدر عن الرئاسة السورية إن البشير أوضح "أن سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية".
وأضاف البيان السوري أن البشير أعرب "عن أمله في أن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية" مشدداً على "وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا".
وظلت الخرطوم تقول إنها تقف على الحياد في القضية السورية وإنها تتطلع إلى حل الأزمة عبر الحوار السلمي.
وكانت جامعة الدول العربية قد علقت عضوية سوريا فيها في أواخر عام 2011 في أعقاب أشهر من حملة قمع واسعة طالت مظاهرات الاحتجاج الواسعة المضادة للنظام في سوريا وحركات المعارضة التي حظيت بدعم من دول عربية.
ويرجع تاريخ آخر زيارة للرئيس السوداني إلى سوريا إلى عام 2008 لحضور مؤتمر القمة العربية الذي استضافته دمشق حينذاك.
وقد أودت الحرب الدائرة في سوريا بحياة أكثر من 360 ألف شخص، كما تسببت بنزوح ملايين منذ عام 2011.
وقد تطورت حركة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد إلى صراع معقد تدخلت فيه قوى دولية وجماعات مسلحة من أمثال تنظيم الدولة "داعش".
وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة اعتقال بحق البشير متهمة إياه بارتكاب جرائم حرب وعمليات إبادة وجرائم ضد الإنسانية.
بيد أن الرئيس السوداني سافر إلى عدد من البلدان الأفريقية والعربية من بينها الأردن، التي حضر فيها العام الماضي مؤتمر القمة العربي السنوي، ولم يعتقل في أي منها.
وكانت وسائل إعلام سورية رسمية نقلت عن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل مقداد، إشارته إلى ترحيب سوريا بأي خطوة من أجل أن تعيد كل الدول العربية التي أغلقت سفاراتها بدمشق العمل على الأراضي السورية.
بيد أن المقداد أوضح أن "قرار إعادة هذه السفارات يخص الدول المعنية ذات السيادة وهي التي تعلن وتذيع الخبر".
وأغلق عدد من الدول العربية سفاراته في دمشق، بيد أن دولاً عربية أخرى احتفظت بتمثيلها الدبلوماسي فيها كما هي الحال مع مصر والسودان والجزائر والعراق ولبنان وسلطنة عمان.