حسن عبدالنبي
قال رئيس الجمعية الوطنية للصناعة الفندقية في المغرب، لحسن زاملت، إن الجهات الرسمية في الدار البيضاء تركز على تنمية السياحة العائلية في استراتيجيتها للفترة المقبلة، حيث يرى أن المغرب قادرة على استضافة العوائل الخليجية بصورة أفضل من البلدان الأوروبية، لكونها تمتلك العديد من العوامل التي تجعلها وجهة مفضلة للعوائل الخليجية، ومن أبرز تلك العوامل هي اللغة العربية التي تساعد في التواصل مع الزوار من الخليج.
وأضاف في لقاء مع وفد إعلامي بحريني زار الدار البيضاء: "إن الشعب المغربي يحب كل أهالي الخليج من دون استثناء، كما أن العادات والتقاليد مشتركة، ولدينا الجو العائلي الذي يناسب أي عائلة خليجية، حيث إن راغبي التسوق سيجدون في الدار البيضاء كل المستلزمات التي يريدونها كما هو الحال في أوروبا تماماً، بالإضافة إلى الأجواء الترفيهية التي تتواجد فيها أو في مراكش، كما إن الدار البيضاء ونواحيها تضم مواقع مختلفة للإقامات العائلية التي يتطلع إليها الزوار من الخليج، والتي تتمتع بالأمان والعناية والرعاية"، مشيراً إلى أن المغرب لديها من التنوع السياحي الذي يلبي الاحتياجات المختلفة للسائح الخليجي وعائلته.
وأفاد بأن الجمعية الوطنية للصناعة الفندقية في المغرب طلبت من المكتب الوطني للسياحة إلى العمل على تعزيز الترويج والتسويق للسياحة العائلية في المغرب لدى دول الخليج العربية عبر مختلف وسائل الإعلام وخصوصا عبر الشبكات الإلكترونية حتى يمكن الوصول إلى العوائل لتغيير الصورة المغلوطة عن المغرب، مشيداً بمبادرة استقبال وفد إعلامي وصحفي وكذا وكالات السفر من مملكة البحرين للتعرف على السياحة المغربية ونقلها إلى البحرينيين.
وتابع: "إن مدينة مراكش تمتلك من المقومات الجاذبة التي تساعدها على استقطاب المزيد من الزوار من خلال التنوع الكبير، حيث لدينا السياحة الجبلية إذ يستطيع الزائر الخليجي أن يتمتع بالمناظر الخلابة للجبال والثلوج من خلال "التليفريك" كما يمكنه التزلج على الجليد أيضاً، بالإضافة إلى ركوب الخيل، هذا إلى جانب المناظر الطبيعية الجميلة والمواقع السياحية والأسواق التراثية، مؤكدا أن السائح الخليجي في المغرب هو في بلده".
وفيما يتعلق بعدد الفنادق في مراكش، قال إن لدينا في مراكش وحدها 250 فندقاً مصنفاً بالدرجات المختلفة، بالإضافة إلى عدد من المنازل التقليدية، مشيراً إلى توافر عدداً من الفيلات للعوائل الراغبة في الإقامة بها.
وأوضح لحسن زاملت رئيس الجمعية الوطنية للصناعة الفندقية أن العوائل تفضل الإقامة في فيلات خاصة بدلا من الفنادق حتى تبقى في أجواء عائلية وهو الأمر المتوفر في مراكش أيضاً، وبما يتيح لهم الفرصة للاستمتاع بالأجواء الترفيهية لكن فئات الأسرة، وذلك في ظل توافر حمام السباحة الخاص بهم إلى جانب كل الوظائف المساعدة في هذه الفيلات سواء من الخدم أو السائقين أو الممرضات مع الأمن.
ونوه إلى شيوع فكرة منقوصة عن المغرب لدى الخليجيين، إذ لا تأتي العوائل الخليجية إلى المغرب بسبب بعض الدعاية السلبية والسمعة غير الصحيحة عن المغرب، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنه لم يتم التسويق الصحيح للمغرب في الخليج لمساعدتهم على التعرف على هذا البلد، داعياً وسائل الإعلام البحرينية إلى المساعدة على محو الصورة السوداء عن السياحة المغربية.
وعن المشاريع المغربية المستقبلية لاستقطاب السياحة الخليجية، أكد رئيس الجمعية الوطنية للصناعة الفندقية المجلس الوطني للسياحة في بلاده بالتعريف بالصورة الحقيقية والصحيحة عن المغرب للأشقاء في الخليج العربي، والمزايا المتوافرة بها، لأننا نولي اهتماماً كبيراً باستقطاب السياحة العائلية الخليجية في المقام الأول.
ومن ناحية الاستثمار العقاري في المغرب، قال إن الدار البيضاء ونواحيها ومراكش ونواحيها يتوافر بها من الشقق التي يمكن للخليجيين التملك بها، والتي يمكن أن تتيح لهم فرص الاستثمار السياحي طوال العام، إذ يتمتع الخليجي بهذه الوحدة السكنية خلال عطلته السنوية، وفي المقابل يمكن استثمارها لصالحه في بقية العام وبعوائد مغرية، كما أن الأسعار التي تتوافر بها هذه الوحدات في متناول المواطن الخليجي، بعكس الأسعار في البلدان الأوروبية.
وأضاف أن الهدف الأساس من هذه التسهيلات ليس فقط الاستثمار العقاري ولكننا نتطلع إلى استقطاب الخليجيين إلى المغرب.
وأكد أن المواطن الخليجي في المغرب هو في بلده الثاني ويتم معاملته مثل شقيقه المغربي ولا يتم التمييز ضده بأي شكل من الأشكال.
من جانبه قال المدير العام للمجلس الجهوي للسياحة في الدار البيضاء، سعيد موهيد، إنه وفقاً للأرقام الرسمية فإن مراكش تحوي 100 ألف سرير معروضة في السوق السياحي بينها 75 ألفاً مصنفة فندقياً، موضحاً أن عدد الليالي السياحية في مراكش يصل إلى 4.5 مليون ليلة مبيت، وتصل عدد الليالي السياحية في المغرب إلى 25 مليون ليلة مبيت.
وأفاد بأنهم يتطلعون لزيادة حصة السياحية الخليجية في المغرب، حيث يصل عدد السياح الخليجيين إلى المغرب 150 ألف زائر بالمقارنة مقارنه بالعدد الإجمالي للسياح في المغرب الذي من المتوقع أن يصل هذا العام إلى 12.5 مليون سائح.
وأكد المدير العام للمجلس الجهوي للسياحة أن حرص المغرب على استقطاب السياحة الخليجية لا يهدف إلى العدد فحسب ولكن النوعية والمردود الذي يأتي من الخليج، لأننا نعتبر أن السائح الذي يأتي من الخليج أفضل 10 مرات من السائح الأوروبي، وذلك من الناحية البيئية بما يخدم مفهوم التنمية المستدامة، خاصة أن السنوات المقبلة ستشهد تناميا في التأثير البيئي للسياحة، لأن البلدان التي لن تحترم البيئة وتطبق مفاهيم الطاقة النظيفة سوف تتأثر من ناحية استقطاب السائحين.
من جانبه أوضح المدير العام للمجلس الجهوي للسياحة أن هناك خطط في المدى القريب والطويل لتشجيع السياحة الخليجية إلى المغرب، لذا فإننا عملنا على توفير خطوط طيران مباشرة بين دول الخليج ومطارات المغرب المختلفة، وهو ما تحقق مع شركة طيران الخليج التي أعادت تشغيل خط البحرين /كازابلانكا، منوها بخطوة طيران الخليج في هذا الشأن.
ولفت إلى أنه أصبح هناك 2000 مقعد يوميا على مختلف شركات الطيران الخليجية إلى المغرب، وهذا الانفتاح من الشركات على المغرب، لم يكن انفتاحاً عشوائياً ولكنه كان نتاجاً لدراسات واحصاءات مدروسة، تؤكد الرغبة المشتركة من الجانبين للتعرف على الوجه السياحي في المغرب.
وأعرب سعيد موهيد عن سعادته بالثقة التي يشهدها اليوم من شركات الطيران الخليجية في تشغيل رحلات مباشرة إلى المغرب، مؤكداً أن مقال واحد يرصد الصورة الحقيقية عن المغرب يساعد في تغيير الصورة النمطية السلبية التي يحاول البعض تكريسها بشكل خاطئ.
وأعتبر أن الوفد الإعلامي هم سفراء المغرب السياحيين في البحرين، لخلق حلقة وصل بين الإعلام البحريني والمغرب، وكشف عن أن هناك اتفاقاً مع "طيران الخليج" لاستقبال وفد من وكالات السفريات البحرينية في المغرب والالتقاء بنظرائهم المغاربة للاتفاق على الخطوات الترويجية عن البرامج السياحية.
وحول سياحة المؤتمرات في المغرب قال المدير العام للمجلس الجهوي للسياحة إن المملكة المغربية استضافت مؤتمر المناخ الدولي في 2017 بحضور أكثر من 22 ألف مشارك في مراكش.
وكشف عن إقامة أكبر مستشفى في أفريقيا بأموال خليجية وتضم كل التخصصات والخبراء العالميين والأخصائيين المغاربة في إطار العمل على تشجيع السياحة الطبية في المملكة المغربية، حيث سيتم افتتاحها خلال شهر يونيو القادم، وهو ما سيعد أكثر توفيراً على المريض ومرافقيه من عائلته، حيث سيتم إقامة فندق كبير إلى جانب هذا المستشفى بهذا الشأن.