بيروت - بديع قرحاني

أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل أن "لبنان يحترم القرار 1701 ومدرجاته"، مضيفاً "نريد أمناً واستقراراً في الجنوب والجيش يقوم بالمطلوب وحقنا على مجلس الأمن إلزام إسرائيل وقف الخروقات".

في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن ""حزب الله" أغلق وحدات لإنتاج صواريخ دقيقة التوجيه في لبنان كانت إسرائيل كشفتها في سبتمبر الماضي". وأوضح في تصريحات صحفية بمؤتمر اقتصادي، الأربعاء، أن "ميليشيات "حزب الله" ليس لديها حالياً سوى بضع عشرات من الصواريخ دقيقة التوجيه في ترسانتها".

وأشار نتنياهو إلى أن "تلك الميليشيات المدعومة من إيران تحاول إقامة وحدات بديلة لإنتاج الصواريخ دقيقة التوجيه"، مؤكدا أن "الولايات المتحدة ستتخذ خطوات غير مسبوقة ضد "حزب الله"".

وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أصدرت بياناً أعربت عن قلقها من بيان "اليونيفيل" الصادر، الإثنين، مشددة على "موقف لبنان الواضح لجهة الالتزام الكامل بالقرار 1701 ورفضها جميع الخروقات له من أي نوع كانت"، مؤكدة "طلب الحكومة اللبنانية إلى الجيش اللبناني للقيام بكل الإجراءات اللازمة للسهر على حسن تطبيقه، وذلك بالتنسيق مع قوات "اليونيفيل"، خصوصاً في ظل التوتر الذي ساد الحدود في الأيام الماضية، ووجوب تكثيف نشاطه ومتابعة الوضع لمنع تفاقم الأمور على الحدود الجنوبية". في المقابل، يطالب لبنان مجلس الأمن "بإلزام إسرائيل وقف جميع خروقاتها للسيادة اللبنانية، والتي تزيد على 1800 خرق سنوياً جواً وبحراً وبراً، أي بمعدل 5 خروقات يومياً".

وأضاف البيان، "فيما لم يكتشف لبنان والأمم المتحدة منذ صدور القرار 1701 أي أعمال هندسية تجرى على الجانب اللبناني، يسجل كل يوم خروقات خطيرة جداً على أمن اللبنانيين المدنيين وعلى سيادة الدولة اللبنانية، تتمثل بتحليق الطيران الحربي الإسرائيلي مدججاً بأطنان من الصواريخ التقليدية وغير التقليدية والذخائر الحربية، وذلك على ارتفاعات منخفضة أحياناً تؤدي إلى إحداث حالات رعب وبلبلة بين السكان الآمنين وتؤدي إلى أضرار في الممتلكات وخسائر في الاقتصاد اللبناني، ناهيك بزرع إسرائيل لأجهزة تجسس داخل لبنان ومن ثم تفجيرها عن بعد عند اكتشافها، كذلك خرق نظام الاتصالات وحرمة اللبنانيين والدخول على هواتفهم الخاصة برسائل تهديدية، وغيرها الكثير من الخروقات الأخرى التي تمس خصوصية اللبنانيين وكرامتهم".

وخلص البيان إلى أن "لبنان يؤكد حرصه وعمله على استتباب الأمن والاستقرار على حدوده الجنوبية، وسعيه الدائم مع المجتمع الدولي واليونيفيل للحفاظ على هذا الوضع دون أي مس بسيادة أراضيه".

وقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن المخصصة لبحث قضية الأنفاق، حمّل رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو "لبنان المسؤولية عن ذلك"، مشيراً إلى أن "الأنفاق اعتداء من قبل "حزب الله" على إسرائيل".

ودعا نتنياهو في كلمة بعد أن استعرض أحد الضباط صورا لأنفاق "حزب الله" العابرة للحدود مجلس الأمن إلى "منح قوات "اليونيفيل"حرية الوصول إلى أي مكان في جنوب لبنان لكشف الأنفاق قبل أن يقوم الحزب بإخفاء الأدلة"، حسب تصريحه.

وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن "تل أبيب ستقوم بكل ما يلزم لحماية حدودها ومواطنيها"، حاثاً مجلس الأمن على "إدانة "حزب الله".

إلى ذلك، أكد نتنياهو في مؤتمر صحافي أن "الحزب خطط للهجوم على إسرائيل عبر الأنفاق الحدودية"، داعياً المجتمع الدولي إلى "وقف أنشطة إيران و"حزب الله" في المنطقة". واعتبر أن "الجيش اللبناني لم يدافع عن أراضيه وفشل في تفكيك "حزب الله"، بل يوجه أسلحته ضد الإسرائيليين كما فعل أخيراً". وشدد على "وجوب معاقبة الحزب"، كاشفاً أن "الولايات المتحدة ستتخذ خطوات غير مسبوقة ضده خلال اجتماع مجلس الأمن الليلة". وأشار إلى أن "روسيا تقول إنها تريد منع حرب مقبلة"، داعياً إياها إلى "منع "حزب الله" وإيران من العمل ضد إسرائيل في لبنان وسوريا".

واعتبر نتنياهو إن ""حزب الله" يمتلك على الأكثر بضع عشرات" من الصواريخ دقيقة التوجيه، بعد أن أغلق مصانعه، اثر كشفها من قبل إسرائيل في أيلول الماضي"، وأضاف أن "الحزب أغلق مواقع إنتاج الصواريخ الدقيقة التي تقع تحت الأرض قرب مطار بيروت"، مشيراً إلى أنهم "يحاولون فتح مواقع جديدة، لكن من خلال هذه الإجراءات نحرمهم من امتلاك أسلحة دقيقة".

يذكر أن نتنياهو كان عرض في 27 سبتمبر الماضي خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صورة، قال إنها لثلاثة مخازن أسلحة تابعة لـ"حزب الله"، تحتوي على ألف صاروخ، موضحاً أن "الموقع في محيط منطقة الأوزاعي القريبة من مطار بيروت". وأضاف أن "الموقع الثاني، يقع تحت مدينة كميل شمعون الرياضية، فيما زعم أن الموقع الثالث محاذٍ لمطار بيروت نفسه".

وفي حين هددت إسرائيل أكثر من مرة أنها لن تسمح لـ "حزب الله" ببناء تلك المصانع، مهددة بالتحرك"، نفت الخارجية اللبنانية وجود مثل تلك المصانع في محيط المطار. واصطحب وزير الخارجية اللبنانية، جبران باسيل، قبل أشهر، عدداً من الصحافيين ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية في جولة على تلك المواقع، لنفي الاتهامات الإسرائيلية.