القاهرة – عصام بدوي

عقب كل حديث أو ظهور للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يندلع نقاش بين المصريين حول ‏نقاط أو رسائل معينة، في خطبه، ودائماً ما يتلقفها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لتصبح ‏بعدها تريند على الـ"فيسبوك" و"تويتر"، حيث تتفاعل أجهزة الدولة المختلفة مع تلك النقاط والرسائل. وكان آخرها ‏تصريحات السيسي الأخيرة، والتي انتقد فيها ارتفاع نسبة البدانة بين المواطنين، حيث دق ناقوس الخطر بشأن انتشار السمنة بين المصريين، ومدى خطرها، وذلك خلال ‏عرض نتائج المسح الطبي لمبادرة ‏"100 مليون صحة"، الخاصة بمكافحة وعلاج "فيروس ‏سي".‏

وطالب السيسي، خلال افتتاحه لعدة مشروعات تنموية مؤخراً، المجتمع ومؤسسات الدولة للتدخل ‏في حل مشكلة البدانة، مشيراً إلى أن أصحاب الأوزان الطبيعية وما أقل يمثلون تقريبا 25% من ‏السكان، بينما يعاني البقية من البدانة وزيادة الوزن.‏

وأكد الرئيس المصري، أن أكثر من 11 مليونا و700 ألف مواطن من أصل 17 مليون شملهم ‏المسح، لديهم مشاكل صحية، مستنداً لنتائج المسح الطبي لمبادرة 100 مليون صحة، الخاصة ‏بمكافحة فيروس سي، والذي كشف عن أن أصحاب الأوزان الطبيعية وما أقل ويقدرون بـ 25% من سكان مصر، والباقي يعانى السمنة وزيادة الوزن.‏

وقال السيسي، "نحن بحاجة إلى برنامج يمكن أن تكون الرياضة فيه جزءاً من الشهادة الدراسية، ‏وذلك كي ينزل الآباء ويمارسوا الرياضة مع أبنائهم".‏

وشدد خلال تصريحاته الأخيرة على "ضرورة التوعية بخطورة الوزن الزائد وتأثيره السلبي على ‏حياة الإنسان، ومشاركة وسائل الإعلام ووزارة الصحة والتعليم في الجهود الرامية للحد من ‏ارتفاع نسبة البدانة لدى المواطنين، وتشجيع المسابقات في هذا المجال، وإشراك مراكز الشباب ‏في توجيه رسائل تتعلق بذلك".‏

وفى المقابل، نوه مغردون على مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات السيسي الأخيرة، ‏وعدوها دليلاً على حرصه واهتمامه بصحة مواطنيه، بينما وصف البعض تصريحاته بالعفوية.‏

وقد أطلقت وزارتا التربية والتعليم والصحة مبادرة الكشف المبكر عن السمنة والأنيميا، لدى ‏طلاب المدارس تنفيذاً لتصريحات السيسي.‏

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم المصري، د. طارق شوقي، إن المناهج ستتضمن خطر ‏أمراض السمنة، بحيث تكون في الأنشطة الطلابية في المدارس بشكل مبسط وغير إنشائي.‏

وتقدم عضو بمجلس النواب المصري فور تصريحات السيسي باقتراح موجه للحكومة المصرية ‏بإضافة نتيجة الامتحان في مادة التربية الرياضية إلى المجموع الأساسي للطلاب بداية من ‏الصف الثالث لمرحلة التعليم الابتدائي.‏

من ناحية أخرى، تجاوب التلفزيون المصري "ماسبيرو"، وتبعه بقية شاشات الفضائيات الخاصة ‏المصرية مع حديث السيسي، وذلك من خلال وضع شروط خاصة بالوزن للمذيعين والمذيعات قبل ‏ظهورهم على الشاشات، وقد تم تسريب تلك الشروط بين كل فضائية

وأخرى على حدا، ومن بينها ألا تزيد كتلة الجسم عن 20 إلى 22 من الوزن الطبيعي، لأن ‏الظهور أمام الكاميرا يزيد من الوزن للمذيع فتخرج الصورة للمشاهد بأبعاد أكبر من الحقيقة.‏

والملفت للنظر، أن أغلب الفضائيات والمواقع الإخبارية المصرية، فور حديث السيسي عن ‏أوزان الجسم وصحة المواطنين، تبنت حملة من البرامج الطبية التى تتحدث عن تلك المشكلات ‏وكيفية علاجها وبث مخاطر السمنة وزيادة الأوزان.‏

وقالت أستاذ الطب الطبيعي وعلاج السمنة بكلية الطب جامعة عين ‏شمس، د. عزة الجوجري، إن "زيادة الوزن لها تأثير سلبي مباشر على المفاصل المسئولة عن حمل الجسم، والعمود ‏الفقري".‏

وأوضحت الجوجري، أن "الوزن الزائد يؤدي إلى زيادة التحميل على هذه المفاصل، الأمر الذي ‏يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها وزيادة الاحتكاك بين غضاريف المفاصل والعظام"، مشيرة إلى ‏أن "لدهون البطن آثار جانبية على العمود الفقري، لأنها تسبب انزلاق غضروفي، آلام أسفل ‏الظهر، وخشونة المفاصل، كما يؤثر "الكرش" على عظام الحوض لشدة تحميل البطن".‏

وتوصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن "الوزن الخاطئ للإنسان، سواء كان يعاني زيادة أو ‏نقصان الوزن، ينقص من سنوات العمر المتوقع بمقدار أربع سنوات". ‏

وتعتبر هذه الدراسة هي الأكبر من نوعها، حيث أُجريت على مليوني شخص تم تسجيلهم مع ‏أطباء في المملكة المتحدة، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتؤثر السمنة على إنتاج الحيوانات المنوية، حيث قال استشاري العقم ‏والضعف الجنسي والحقن المجهري بكلية طب قصر العيني، د. أدهم زعزع، إن "السمنة تضر بالصحة العامة ‏وأي شيء مضر بالصحة العامة يكون مضر بالتبعية بالصحة الجنسية".‏

وأضاف زعزع، أن "هناك إنزيمات وخلايا دهنية، ويوجد إنزيم يحدث تشبعاً للخلايا الدهنية ‏الموجود بداخلها، فإذا حدث تشبع أكثر بالدهون ينشط الإنزيم ويحول هرمون الذكورة إلى ‏هرمون أنوثة".‏

وأشار إلى أن "بعض الرجال أصحاب السمنة لديهم هرمون ذكورة مضطرب وهرمون ‏أنوثة بنسبة أكبر، وهو ما يؤثر على السائل المنوي، وقد يؤدي لانعدام الحيوانات المنوية في ‏السائل المنوي"، قائلاً، "الوزن الزائد يؤدي إلى تقليل هرمونات الأنوثة وزيادة هرمونات الذكورة، ‏فتُنتج الحيوانات المنوية بشكل طبيعي".‏