بيروت - بديع قرحاني

كشفت مصادر لـ "الوطن" أنه "من المرتقب إعلان تشكيل الحكومة اللبنانية خلال الساعات المقبلة بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الفرقاء اللبنانيين، حول تمثيل أحد السنة المحسوبين على "حزب الله" اللبناني والمعروفين إعلاميا باسم "سنة "حزب الله" أن "سنة 8 آذار"، في تشكيلة الحكومة الجديدة".

وأضافت المصادر أنه تم التوافق على "تمثيل "سُنَّة 8 آذار" بجواد عدرا وزيراً للدولة دون حقيبة واحتمال لقاء مرتقب بين التكتل ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في القصر الجمهوري بحضور الرئيس اللبناني ميشال عون".

من ناحية أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي "بدء تدمير الأنفاق التي حفرتها ميليشيات "حزب الله" على الحدود مع لبنان، وذلك بعد أيام من اكتشافها".

وقال الجيش في بيان، إن "هذه المرحلة ستنفذ من خلال عدة طرق ووسائل ستخرج الأنفاق عن الخدمة، وستمنع ميليشيات حزب الله من استخدامها وتحقيق خطتها".

وأضاف البيان أن "الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حفر الأنفاق"، محذرا من الاقتراب من فتحات الأنفاق في الجانب اللبناني.

وأوضح أن قواته "تواصل النشاطات العملياتية وفق التخطيط، فيما تبقى في القيادة الشمالية قوات معززة ومستعدة مع قدرات متنوعة وفِي حالة جاهزية كبيرة لأي تطورات قد تحصل".

كانت إسرائيل أعلنت في وقت سابق من ديسمبر الجاري، اكتشاف شبكة أنفاق قالت إنها ضمن مخطط هجومي لميليشيات "حزب الله".

وحتى الآن، اكتشفت إسرائيل 4 أنفاق في عملية مفتوحة تستهدف تدمير الشبكة كاملة.

وقال الناطق باسم الجيش جوناثان كونريكوس، الخميس، إن القوات بدأت تدمير الأنفاق في مرحلة جديدة من العملية، لكنه لم يفصح عن عدد الأنفاق المستهدفة.

وأوضح المتحدث أن تدمير كل نفق سوف يستغرق ساعات عدة، وأن النشاط بأكمله يتم في الجانب الإسرائيلي.

من جهة ثانية، زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان د. وليد بخاري مخيم آدم للنازحين السوريين في بلدة بر الياس في البقاع الأوسط، ومدرسة بر الياس الرسمية، حيث وزع مساعدات مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بمناسبة اليوم العالمي للتضامن الإنساني.

وصرح السفير البخاري قائلا، "لقد سمعنا أمنية الطفلة سمية ذات الفستان الأزرق، والتي صرخت بالنداء من هذا المخيم. والحقيقة أن المملكة العربية السعودية دائما تلبي الحاجات الإنسانية وتسعى لتقديم هذه المنح التي تعبر عن الاهتمام بالإنسان أينما كان. فأمنية سمية لاقت الكثير من الاهتمام من المملكة العربية السعودية بفضل الله سبحانه وتعالى وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اللذين عملا على توجيه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة عبر منظمة "اليونيسكو" بتوقيع اتفاقية على بناء مدرستين في البقاع، لتلبية حاجات الطلاب من النازحين السوريين. وهناك أيضا برنامج خاص بالطلاب الفلسطينيين في لبنان. هذا الاهتمام يدل على أن المملكة العربية السعودية هدفها دائما لغة التسامح والبناء، ولا مجال لدينا لتكريس سياسات الشر والكراهية لدى أجيالنا في الأمة العربية، لذلك أتوجه بالشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي يرعى كل المبادرات الإنسانية، ونحن في هذا المخيم في البقاع نعبر عن دور المملكة الذي يقدم المملكة العربية السعودية على أنها من اكبر الدول المانحة للرسالات الإنسانية في العالم".

وأضاف "سيكون للطفلة سمية التي تمنت الفستان الأزرق النصيب الكبير من هذه المساعدات، كما تم تقديم مساعدات خاصة لإعادتها إلى الصفوف التعليمية. وإننا نهدف من خلال تقديم المبادرات المقبلة إلى الكثير من أبناء النازحين السوريين والفلسطينيين ليرجعوا إلى التعليم الأساسي، وهذه رسالة سامية للمملكة العربية السعودية ولغة تحض على البناء. ولقد عملت المملكة أيضا من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية واستجابة لصرخة سمية عندما أطلقتها من هذا المخيم خلال شهر حيث جرى تقديم 52538 حقيبة مدرسية، 22428 طقما شتويا، 8723 كنزة شتوية، 6162 سترة، وتم توزيعها على 132 مدرسة في لبنان، وهناك مشاريع بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية التعليم العالي في لبنان لتأمين التعليم الأساسي لشريحة كبيرة في المجتمع اللبناني".

وردا على سؤال عن تشييد المدرستين في البقاع الأوسط لتعليم النازحين، وعن امتداد الأزمة في سوريا التي يبدو أنها تؤخر عودة اللاجئين إلى بلادهم، قال السفير البخاري "إن تأمين هذه المدارس بعيدا عن أي توجهات سياسية، لأننا نؤمن التعليم للإنسان المحتاج، وهناك الكثير من أبناء المنطقة الذين سيلتحقون بهذه المدارس ويستفيدون منها، لكن نخص أبناء النازحين لأنهم في أمس الحاجة إلى الجانب التعليمي، وعودتهم إلى التعليم تدل على ضمان التعايش والمحبة والابتعاد عن لغة العنف والكراهية. لذلك حرصت المملكة على أن تساهم دائما في تأمين الجانب العلمي الذي يعتبر منارة لبناء المجتمع، وهي لغة العصر التي تبحث عن مستقبل زاهر وواعد، لذلك وجب أن نبدأ بالتعليم".

في سياق متصل، وقع سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في لبنان د. حمد سعيد الشامسي اتفاقية تعاون مع "هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية" التابعة لـ"دار الفتوى" بحضور مستشار رئيس مجلس العمدة محمد البرهومي.

وتهدف الاتفاقية التي ستشرف عليها "ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية" التابعة للسفارة إلى تنفيذ "دورة تدريبية لحياكة السجاد العرسالي" بدعم من "جمعية الشارقة الخيرية"، حيث تستمر على مدار 3 أشهر وتستفيد منها 40 امرأة من الجنسية السورية وذلك ضمن الخطط الموضوعة والهادفة لتمكين المرآة ومساعدتها على تطوير قدراتها ومهاراتها.

وقد نفذت "ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية" في وقت سابق عدد من دورات تمكين المرأة والتي ساهمت في صقل مواهبهن ومساعدتهن في ظل الظروف التي يعانين منها خاصة في المناطق المهمشة والمحرومة.

وقال السفير الشامسي خلال توقيع الاتفاقية، "وقع الخيار على السجاد العرسالي لمساعدة أهالي عرسال الذين فتحوا أبوابهم ومنازلهم للنازحين السوريين منذ بداية الأزمة السورية وهم يتحملون عبء كبير نتيجة ذلك". وأضاف، "الشكر دائماً لجمعية الشارقة الخيرية والقيمين عليها الذين يقدمون المساعدة والهبة تلو الأخرى من أجل دعم مشروعهم الإنساني والخيري الذي يتماشى مع فكر ونهج دولتنا التي تنشر رسالة الإنسان في كل محفل ومكان".