واشنطن - نشأت الإمام

غادر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، برفقة زوجته ميلانيا، الأربعاء، العراق، بعد زيارة خاطفة استمرت 3 ساعات ونصف، فيما تقرر إلغاء اجتماعه مع رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي.

وعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى واشنطن العاصمة في وقت مبكر من الخميس بعد رحلة مفاجئة إلى العراق حيث استقبلته قوات الولايات المتحدة المتمركزة هناك لأول مرة خلال ما يقرب من عامين في منصبه.

وقام ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب برحلة غير معلنة إلى قاعدة الأسد الجوية بعد أسبوع من اتخاذ الرئيس القرار المثير للجدل بسحب القوات الأمريكية من سوريا المجاورة للعراق.

وأكد الرئيس الأمريكي خلال الزيارة أن "الولايات المتحدة لم تعد تستطيع أن تكون شرطي العالم"، مدافعا عن قراره سحب جنود بلاده من سوريا.

وأضاف "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم. إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا، على الولايات المتحدة".

ودافع ترامب عن قراره بشأن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا قائلا إنه "لن يكون هناك أي تأخير".

وأضاف أنه أبلغ القادة العسكريين أنه "لا يمكنكم الحصول على مزيد من الوقت. كان لديكم ما يكفي من الوقت".

وأكد خلال زيارته القصيرة لقاعدة الأسد الجوية أن الولايات المتحدة تخوض معارك نيابة عن دول أخرى منذ فترة طويلة.

وأضاف "نحن منتشرون في جميع أنحاء العالم. نحن في بلدان لم يسمع بها معظم الناس. بصراحة، هذا أمر سخيف"، وأعاد تكرار أن "تنظيم داعش هزم بشكل كامل تقريباً".

وفي السياق، أعلن مكتب رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، في بيان إن اجتماعا بين القيادة العراقية والرئيس الأمريكي أُلغي بسبب خلافات بشأن كيفية تنظيم اللقاء.

وقال البيان "تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع".

ورغم السرية، التي أحيطت بها الزيارة، إلا أن تكهنات سرت بشأن قيام ترامب بهذه الرحلة في أعقاب قراره خفض قواته في أفغانستان والانسحاب الكامل من سوريا.

يذكر أن الرحلات الرئاسية لتعزيز معنويات الجنود تقليد في سنوات الحرب في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، وقد تعرض ترامب لانتقادات لعدم توجهه حتى الآن إلى منطقة حرب.

ودافع ترامب عن القرار بينما كان يخاطب القوات الأربعاء ، قائلاً إن "داعش" تعرض للهزيمة في سوريا.

وقال، "لقد خرجنا منها".

وأضاف ترامب أن "الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان سينتهي من "أي بقايا" للتنظيم في سوريا، وأنه ينبغي على الدول الأخرى أن تبادر إلى إعادة بناء البلد المدمر".

وتابع ترامب "يجب على دول المنطقة أن تتقدم وتتحمل المزيد من المسؤولية عن مستقبلها".

وكانت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة ساندرز قدمت بياناً مقتضباً عن زيارة ترامب ، مع السيدة الأولى ميلانيا ترامب، بعد ظهر الأربعاء للعراق.

وقالت ساندرز "سافر الرئيس ترامب والسيدة الأولى إلى العراق في وقت متأخر من ليلة عيد الميلاد لزيارة قواتنا والقيادة العسكرية العليا لشكرهم على خدماتهم ، ونجاحهم ، وتضحياتهم ، والتمنيات لهم بعيد ميلاد سعيد" ، على حد قول ساندرز.

وقد أثار تحرك ترامب لسحب القوات من سوريا انتقادات من مسؤولين عسكريين مكلفين بإيجاد طريقة للانسحاب من البلاد دون التخلي عن الحلفاء أو عكس المكاسب التي تحققت ضد "داعش". وفي حين تم إخضاع المجموعة الإرهابية، فإنها لا تزال موجودة في سوريا.

وتأتي هذه الزيارة في لحظة مثيرة للانقسام بالنسبة للرئيس، الذي تعرض لانتقادات بسبب استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس على إثر إعلان خطة الانسحاب من سوريا، وكذلك الإغلاق الجزئي للحكومة الفيدرالية بسبب طلب ترامب توفير 5 مليارات دولار لبناء الجدار الحدودي مع المكسيك وهو الأمر الذي يلقى معارضة من الكونغرس.

وقال ترامب للقوات الأمريكية في العراق إن "اختياره الانسحاب من سوريا هو جزء من أجندة "أمريكا الأولى"، مضيفا "نحن محترمون مرة أخرى كأمة".

وخلال زيارته، تحدث ترامب عبر الهاتف مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي. وقال مكتب رئيس الوزراء إن "الاختلافات في وجهات النظر حول الترتيبات" منعت الاجتماع بين الزعيمين.

وفي برلمان العراق، أدان قسمان رئيسيان زيارة ترامب، قائلين إنها تنتهك سيادة البلاد.

كما رحب ترامب بقواته في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا خلال توقف طائرته للتزود بالوقود. وأثنى على أعضاء الخدمة في تغريدة عند عودته إلى واشنطن.

من جهته انتقد سيناتور روسي الرئيس دونالد ترامب الخميس، وقال إنه "يحتفظ بقاعدة عسكرية أمريكية في العراق فقط لأن الجمهوريين في واشنطن مستاؤون من قراره سحب القوات من سوريا".

وكتب قسطنطين كوساشيف، الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي، على صفحته على "فيسبوك"،

"من ناحية، ما زال يريد إظهار نية التخلي عن دور الشرطي العالمي بالمهمة اللاحقة حيث يتم سفك الدماء الأمريكية من أجل بلد، لا يستطيع معظمهم العثور عليه على الخريطة. من ناحية أخرى، يحتاج ترامب بالتأكيد إلى تهدئة الاستياء بين الجمهوريين فيما يتعلق بقراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا ".

وأعلن ترامب في 19 ديسمبر أنه "يخطط لسحب كل القوات الأمريكية البالغ عددها 2000 جندي المتمركزين في سوريا من البلاد. ويعتقد على نطاق واسع أن هذه الخطوة ساهمت في استقالة وزير الدفاع جيمس ماتيس، وزعم كوساشيف في موقع "فيسبوك"، أن "ماتيس أكثر شعبية في واشنطن من ترامب".