صنعاء - سرمد عبدالسلام

كعادتها في التنصل من كل الاتفاقات، لا تبدو ميليشيات الحوثي الانقلابية جادة في المضي في تنفيذ التفاهمات التي تم التوصل إليها مؤخراً في مفاوضات ستوكهولم منتصف الشهر الماضي بشأن فتح الحصار عن مدينة تعز جنوب غرب اليمن.

وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في الثالث عشر من ديسمبر عبر مبعوثها الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث عن الوصول إلى تفاهمات بين الحكومة الشرعية والمتمردين الحوثيين بشأن ملف حصار تعز، بالإضافة إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار وإعادة انتشار القوات في مدينة الحديدة وكذلك إطلاق الأسرى والمختطفين، وذلك خلال مفاوضات السلام التي حضرها الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس وممثلين عن الدول العشر الراعية للسلام في اليمن.

وتقضي التفاهمات التي جرى التوصل لها فيما يتعلق بملف حصار تعز، بإعادة فتح المعابر من وإلى مدينة تعز أمام المواطنين لتسهيل الدخول والخروج بدلاً من قطع مسافات طويلة عبر طرق خطرة، وتسهيل عملية وصول المساعدات الإنسانية، غير أن ميليشيا الحوثي لاتزال تقف حجر عثرة أمام كل المساعي لبدء تنفيذ تلك التفاهمات لتبقى مجرد حبرا على ورق، كما يقول المراقبون.

المتحدث الرسمي للجيش الوطني في محور تعز العقيد عبدالباسط البحر أكد لـ"الوطن" أن "مليشيات الحوثي الانقلابية لم تكتفِ بعرقلة جهود تنفيذ تفاهمات ستوكهولم الأخيرة فحسب، بل إنها عملت على تشديد الحصار بالإضافة إلى استقدام تعزيزات كبيرة وبالأخص إلى الجبهة الغربية للمدينة".

وتجددت خلال الأسبوع الماضي المواجهات العسكرية في مدينة تعز بين الجيش الوطني وميليشيا الحوثي الانقلابية التي تحاول قطع المنفذ الوحيد لمدينة تعز الذي يربطها بمدينة عدن عبر الجهة الجنوبية الغربية وفقاً لتأكيدات الناطق العسكري لقيادة محور تعز.

كما شهدت الأيام القليلة الماضية قصفاً مدفعياً مكثفاً من قبل ميليشيا الحوثي على الأحياء السكنية في تعز من مواقع تمركزها في أطراف المدينة.

ويعاني نحو مليوني شخص من قاطني مدينة تعز الواقعة جنوب غرب اليمن أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، جراء حصار خانق فرضته ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا عليهم، منذ مطلع العام 2015، ما تسبب بعزل شبه كامل للمدينة التي تعد الأعلى كثافة بالنسبة للسكان في اليمن.

وإلى جانب صعوبة وصول المساعدات الإنسانية والسلع التجارية إلى تعز، يواجه الأهالي تعقيدات كبيرة ومتاعب جمة في الانتقال إلى ضواحي المدينة او التوجه نحو المدن الأخرى.

يقول خالد علي الذي يعمل موظفاً إدارياً في إحدى شركات القطاع الخاص إنه "قبل عام 2015 كان يقطع المسافة بين مسكنه في قلب المدينة ومقر عمله الواقع في ضاحية الحوبان والتي لاتزال تحت سيطرة الحوثيين ما بين 15 إلى 20 دقيقة فقط لكنه الآن يحتاج إلى أكثر من 4 ساعات للوصول".

وأضاف في تصريح لـ"الوطن" أنه "بفعل حصار الميليشيات للمدينة أصبح مضطراً لأن يسلك طرقاً جبلية وعرة وطويلة بالإضافة لتكاليف مالية باهظة من أجل الوصول لوجهته، الأمر الذي يجعله مجبراً على المكوث طوال فترة الدوام الأسبوعي بعيداً عن منزله وأسرته".