القاهرة - عصام بدوي
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى، أن "التاريخ يؤكد أن ما يربط بين مصر والسودان من علاقات ووحدة فى المسار والمصير هو رباط أزلى لا انفصام فيه"، فيما قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه "أطلع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تطورات الأوضاع في السودان"، مشيراً إلى أن "جهات، لم يسمها، تحاول استنساخ الربيع العربي في بلاده".
وأشار الرئيس السيسى، فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السودانى، في العاصمة المصرية القاهرة، إلى "التوجه الذى بات ثابتًا وواضحًا فى سياسة الدولتين الشقيقتين، وهو التنسيق الكامل بينهما والسعى المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين فى كل المجالات، وبما يتناسب مع الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بينهما، والتى يندر أن تتكرر بين بلدين على مستوى العالم".
وكان الرئيس السيسى، بدأ كلمته بالترحيب بالرئيس عمر البشير والوفد المرافق له فى بلدهم الثانى مصر، وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة التى تعكس عمق العلاقات والروابط التاريخية المشتركة بين شعبى وادى النيل.
وقال السيسى، إن "زيارة الرئيس البشير تأتى تتويجًا للعديد من الجهود التى بذلت على مدار العام الماضى، لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المتواصل بين البلدين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا لمصالح الشعبين، وتأسيسًا على القواسم العديدة والمصالح المترابطة التى طالما جمعت بينهما فى مسار ومصير واحد على مدار التاريخ".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن "هذه الجهود تكللت بعقد اللجنة الرئاسية المصرية السودانية بالخرطوم فى أكتوبر الماضى، والتى شهدت التوقيع على اثنتى عشرة اتفاقية، وساهمت فى تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين، ودعم آليات اللجان المتخصصة التى تشرف على أوجه التعاون بينهما فى مختلف المجالات".
وأضاف السيسى، "لقد تناولنا خلال المباحثات العديد من الموضوعات، وفى مقدمتها تعزيز التعاون الثنائى خاصة فى المجالات الاقتصادية، واستعرضنا التقدم الذى تشهده المشروعات المشتركة بين البلدين، كمشروع الربط الكهربائى، والدراسات الخاصة بمشروع الربط بين السكك الحديدية فى الدولتين، فضلًا عن التعاون القائم فى مجال بناء القدرات والتدريب فى جميع القطاعات".
وأوضح الرئيس، أن "المباحثات تطرقت للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة العمل على التوصل فى أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد".
وأكد السيسى، أنه "تم أيضا بحث التطورات الأخيرة فى القرن الأفريقى، وسبل دعم تنفيذ اتفاق السلام فى جنوب السودان، والذى تم توقيعه برعاية مقدرة من السودان الشقيق، وكذلك للجهود السودانية لحل الأزمة فى جمهورية أفريقيا الوسطى، ولسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر".
وقال السيسى، إن "لقائه مع الرئيس عمر البشير اليوم يعد اللقاء الثامن الذى يجمعنى به منذ يناير 2018، كما شهد العام الماضى العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من البلدين".
من جهته، قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه أطلع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تطورات الأوضاع في السودان، مشيراً إلى أن جهات، لم يسمها، تحاول "استنساخ الربيع العربي" في بلاده.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، أكد البشير، الذي وصل القاهرة في إطار زيارة تستمر يوماً واحداً، رضاه عن مستوى العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية.
وأشار إلى "تطابق وجهات النظر إزاء القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة"، مشدداً على "أهمية التعاون الثنائي الأمني" بين القاهرة والخرطوم.
وقال البشير، الذي تشهد بلاده منذ أكثر من شهر احتجاجات وصدامات بين الأمن ومتظاهرين أسفرت عن سقوط ضحايا، إن "هناك منظمات سالبة تعمل حالياً على زعزعة الأمن في المنطقة".
وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 ديسمبر، عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، وقد سقط خلالها 30 قتيلاً بحسب آخر حصيلة رسمية.
وكشف الرئيس السوداني أنه أطلع نظيره المصري "على تطورات الأوضاع في السودان بعيداً عما يثار في الإعلام"، مضيفاً: "هناك مشكلة ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام...".
وتابع "هناك محاولة لاستنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات، لكن الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار..".
وأعرب عن تقديره لإرسال مصر "وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصا منها على استقرار السودان"، مضيفاً أن "البلدين مستمران في التواصل لدفع العلاقات في المجالات المختلفة..".
وذكر البشير أن دفع العلاقات يأتي من "خلال الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين في العديد من القطاعات حيث إن اللجنة العليا المشتركة تتابع تنفيذ هذه الاتفاقيات".
في سياق منفصل، قال البشير إن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان، مشيراً إلى أن للقاهرة "مصلحة كبيرة في مياه النيل، والنيل الأزرق يمثل 85 % من مياه النيل".
وأضاف أن "ما يدور الآن من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر، وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع أثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها".
أما السيسي، فقد قال إن مباحثاته مع البشير تناولت سبل تعزيز التعاون التجاري والتقدم في المشروعات المشتركة والخاصة بالربط الكهربائية ودراسات ربط السكك الحديدية وتدريب الكوادر في العديد من القطاعات.
وأوضح الرئيس المصري أن الجانبين تناولا أيضاً تطورات المفاوضات حول سد النهضة، وأهمية التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب وقت في هذا الشأن.
وأضاف أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى سبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وجهود السودان لحل الأزمة في أفريقيا الوسطى.
وأشار إلى أن هذه الزيارة وما جرى خلالها من مباحثات يأتي تتويجها لجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقاً لمصالح الشعبين، وتأسيساً على المصالح المترابطة التي تجمع البلدين.
وأضاف أن الجهود المشتركة التي جرت على مدى العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في أكتوبر الماضي بالخرطوم وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية مشتركة وشهدت تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات.
{{ article.visit_count }}
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسى، أن "التاريخ يؤكد أن ما يربط بين مصر والسودان من علاقات ووحدة فى المسار والمصير هو رباط أزلى لا انفصام فيه"، فيما قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه "أطلع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تطورات الأوضاع في السودان"، مشيراً إلى أن "جهات، لم يسمها، تحاول استنساخ الربيع العربي في بلاده".
وأشار الرئيس السيسى، فى كلمته بالمؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس السودانى، في العاصمة المصرية القاهرة، إلى "التوجه الذى بات ثابتًا وواضحًا فى سياسة الدولتين الشقيقتين، وهو التنسيق الكامل بينهما والسعى المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين فى كل المجالات، وبما يتناسب مع الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بينهما، والتى يندر أن تتكرر بين بلدين على مستوى العالم".
وكان الرئيس السيسى، بدأ كلمته بالترحيب بالرئيس عمر البشير والوفد المرافق له فى بلدهم الثانى مصر، وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة التى تعكس عمق العلاقات والروابط التاريخية المشتركة بين شعبى وادى النيل.
وقال السيسى، إن "زيارة الرئيس البشير تأتى تتويجًا للعديد من الجهود التى بذلت على مدار العام الماضى، لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المتواصل بين البلدين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقًا لمصالح الشعبين، وتأسيسًا على القواسم العديدة والمصالح المترابطة التى طالما جمعت بينهما فى مسار ومصير واحد على مدار التاريخ".
وأشار الرئيس السيسى، إلى أن "هذه الجهود تكللت بعقد اللجنة الرئاسية المصرية السودانية بالخرطوم فى أكتوبر الماضى، والتى شهدت التوقيع على اثنتى عشرة اتفاقية، وساهمت فى تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين، ودعم آليات اللجان المتخصصة التى تشرف على أوجه التعاون بينهما فى مختلف المجالات".
وأضاف السيسى، "لقد تناولنا خلال المباحثات العديد من الموضوعات، وفى مقدمتها تعزيز التعاون الثنائى خاصة فى المجالات الاقتصادية، واستعرضنا التقدم الذى تشهده المشروعات المشتركة بين البلدين، كمشروع الربط الكهربائى، والدراسات الخاصة بمشروع الربط بين السكك الحديدية فى الدولتين، فضلًا عن التعاون القائم فى مجال بناء القدرات والتدريب فى جميع القطاعات".
وأوضح الرئيس، أن "المباحثات تطرقت للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة العمل على التوصل فى أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد".
وأكد السيسى، أنه "تم أيضا بحث التطورات الأخيرة فى القرن الأفريقى، وسبل دعم تنفيذ اتفاق السلام فى جنوب السودان، والذى تم توقيعه برعاية مقدرة من السودان الشقيق، وكذلك للجهود السودانية لحل الأزمة فى جمهورية أفريقيا الوسطى، ولسبل تعزيز التعاون بين الدول العربية والأفريقية المشاطئة للبحر الأحمر".
وقال السيسى، إن "لقائه مع الرئيس عمر البشير اليوم يعد اللقاء الثامن الذى يجمعنى به منذ يناير 2018، كما شهد العام الماضى العديد من الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين من البلدين".
من جهته، قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه أطلع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، على تطورات الأوضاع في السودان، مشيراً إلى أن جهات، لم يسمها، تحاول "استنساخ الربيع العربي" في بلاده.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، أكد البشير، الذي وصل القاهرة في إطار زيارة تستمر يوماً واحداً، رضاه عن مستوى العلاقات في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والعسكرية.
وأشار إلى "تطابق وجهات النظر إزاء القضايا المتعلقة بالعلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة"، مشدداً على "أهمية التعاون الثنائي الأمني" بين القاهرة والخرطوم.
وقال البشير، الذي تشهد بلاده منذ أكثر من شهر احتجاجات وصدامات بين الأمن ومتظاهرين أسفرت عن سقوط ضحايا، إن "هناك منظمات سالبة تعمل حالياً على زعزعة الأمن في المنطقة".
وتهز احتجاجات دامية السودان منذ 19 ديسمبر، عقب قرار الحكومة رفع سعر الخبز ثلاثة أضعاف، وقد سقط خلالها 30 قتيلاً بحسب آخر حصيلة رسمية.
وكشف الرئيس السوداني أنه أطلع نظيره المصري "على تطورات الأوضاع في السودان بعيداً عما يثار في الإعلام"، مضيفاً: "هناك مشكلة ولكنها ليست بالحجم الذي يعكسه الإعلام...".
وتابع "هناك محاولة لاستنساخ الربيع العربي في السودان بنفس المواقف والشعارات، لكن الشعب السوداني واع ويفوت الفرصة على كل من يحاول زعزعة الاستقرار..".
وأعرب عن تقديره لإرسال مصر "وفد رفيع المستوى للخرطوم في بداية الأزمة حرصا منها على استقرار السودان"، مضيفاً أن "البلدين مستمران في التواصل لدفع العلاقات في المجالات المختلفة..".
وذكر البشير أن دفع العلاقات يأتي من "خلال الاتفاقيات التي وقعت بين الجانبين في العديد من القطاعات حيث إن اللجنة العليا المشتركة تتابع تنفيذ هذه الاتفاقيات".
في سياق منفصل، قال البشير إن سد النهضة يعد قضية حيوية لمصر والسودان، مشيراً إلى أن للقاهرة "مصلحة كبيرة في مياه النيل، والنيل الأزرق يمثل 85 % من مياه النيل".
وأضاف أن "ما يدور الآن من بناء وتشغيل سد النهضة يهم السودان ومصر، وعلينا مواصلة الاتفاق بشأن معدلات ملء السد بالاتفاق مع أثيوبيا لضمان حقوق مصر والسودان في مياه النيل وعدم التأثير عليها".
أما السيسي، فقد قال إن مباحثاته مع البشير تناولت سبل تعزيز التعاون التجاري والتقدم في المشروعات المشتركة والخاصة بالربط الكهربائية ودراسات ربط السكك الحديدية وتدريب الكوادر في العديد من القطاعات.
وأوضح الرئيس المصري أن الجانبين تناولا أيضاً تطورات المفاوضات حول سد النهضة، وأهمية التوصل إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا في أقرب وقت في هذا الشأن.
وأضاف أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى سبل دعم تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان، وجهود السودان لحل الأزمة في أفريقيا الوسطى.
وأشار إلى أن هذه الزيارة وما جرى خلالها من مباحثات يأتي تتويجها لجهود تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين تحقيقاً لمصالح الشعبين، وتأسيساً على المصالح المترابطة التي تجمع البلدين.
وأضاف أن الجهود المشتركة التي جرت على مدى العام الماضي تكللت بانعقاد اللجنة العليا المشتركة في أكتوبر الماضي بالخرطوم وشهدت التوقيع على 12 اتفاقية مشتركة وشهدت تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقيات القائمة بين البلدين في مختلف المجالات.