عمان - غدير محمود

ناشدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" دول العالم الثلاثاء مساعدتها في الوصول إلى ميزانيتها البالغة 1.2 مليار دولار للعام 2019، بعد أن سحبت الولايات المتحدة تمويلها للوكالة العام الماضي.

وتمكنت الوكالة من تمويل ميزانيتها بالكامل بنفس القيمة لعام 2018 رغم النقص الحاد في البداية، عندما أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سحب مجمل دعمها للوكالة.

وصرح مدير "الأونروا"، بيير كرينبول أن "الحملة العام الماضي كانت ناجحة".

وأضاف "لقد تمكنا من سد النقص بأكمله والذي كان نقصا كبيراً بلغ 226 مليون دولار.. بفضل الدعم الرائع والسخي للدول الأعضاء".

وكانت واشنطن خفضت أساساً بداية العام الحالي من مساهمتها للأونروا، ولم تقدم سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017.

وطلب كرينبول 1.2 مليار دولار من أجل تمويل خدمات الوكالة الحيوية الرئيسة والمساعدات الإنسانية المنقذة للأرواح لما مجموعه 5.4 مليون لاجئ من فلسطين في الشرق الأوسط. وهذا المبلغ هو المطلوب من أجل المحافظة على مستوى عمليات "الأونروا" كما كانت في عام 2018.

وتقديم أولويات "الأونروا" لعام 2019 والمتطلبات المالية يأتيان في أعقاب عملية حشد دولية لافتة للتغلب على عجز مالي غير مسبوق وأزمة وجودية بعد قرار أكبر مانح للوكالة بوقف 300 مليون دولار من تبرعاتها في العام الماضي.

وقدم كرينبول تحية كبيرة لكافة شركاء "الأونروا" بالقول، "في الوقت الذي واجهنا فيه أكبر تحدي مالي على مدار تاريخنا الذي نفخر به، فلقد كان أمرا ملهما أن نشهد مدى السخاء والاستجابة من الحكومات المانحة والمضيفة، من داخل منظومة الأمم المتحدة ومن شركائنا في المنظمات غير الحكومية، ومن المجتمع المدني والأفراد، وإنني أود أن أنقل امتناني العميق لهذا الالتزام والتضامن المثاليين".

وكشف أنه "من المحتمل أن يواجه لاجئو فلسطين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وغزة والأردن ولبنان وسوريا تحديات صعبة على صعيد التنمية البشرية والحماية في 2019".

وقال إن "أحد المخاوف الكبرى للاجئي فلسطين يتمثل في الغياب شبه الكامل للآفاق، السياسية والشخصية على حد سواء. وفي خضم كل هذا، فإنه من الضروري المحافظة على الخدمات الرئيسة التي يقوم بها موظفو "الأونروا" الشجعان في واحدة من أكثر المناطق صعوبة واستقطابا في الشرق الأوسط".

وتابع أن "ندائي موجه لكافة شركائنا بالعمل على استدامة مستويات التمويل السخي التي تم تحقيقها فرديا وجماعيا في عام 2018. إن ما هو على المحك هنا هي كرامة وحقوق لاجئي فلسطين – وتحديدا الحق في التعليم لما مجموعه 530 ألف فتاة وصبي، علاوة على الاستقرار الإقليمي والدفاع عن نظام التعددية القوي"، مضيفا أن ""الأونروا" من جهتها لا تزال ملتزمة بالكامل بالمحافظة على توجهها الإصلاحي وانضباطها المالي".

ومن إجمالي المبلغ المطلوب، تحتاج الوكالة إلى 750 مليون دولار من أجل مواصلة خدماتها الرئيسة التي تشمل التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وأجندة 2030. وتحتاج الوكالة أيضا إلى 138 مليون دولار من أجل تقديم المساعدة الإنسانية الطارئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة "غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية"، إلى جانب 277 مليون دولار من أجل دعم نداء الطوارئ للأزمة الإقليمية السورية، "في سوريا ومن أجل لاجئي فلسطين من سوريا في لبنان والأردن".

كما أن هنالك حاجة لتمويل إضافي من أجل المشاريع ذات الأولوية، وتحديدا الحاجة لمشاريع الإنشاء التي نتجت جراء النزاع "نهر البارد في لبنان، وفي غزة ايضا"، علاوة على المبادرات التي تم تصميمها لإكمال الإصلاحات البرامجية أو لتعزيز تقديم البرامج.

كما خاطب كرينبول أيضا لاجئي فلسطين وموظفي الأونروا بالقول، "خلال الأزمة الشديدة التي واجهناها في العام الماضي، أطلقنا وعدا بإظهار أقصى درجات العزم والإبداع. وقد ارتقينا إلى مستوى هذا الالتزام ونحن فخورون بذلك. وفي الوقت نفسه، فإننا نتذكر أن الحملة الناجحة للتغلب على العجز قد كان لها ثمنها. لقد تأثرت بعض الخدمات وفقد بعض الموظفين وظائفهم، وذلك أمر نأسف له كثيرا. ومن منطلق احترامنا لمجتمع اللاجئين ولموظفي الأونروا، فإننا سنواصل العمل على إظهار تصميم مطلق على صعيد الحشد السياسي والدعم المالي للوكالة. كما أننا سنبقى أيضا على درجة عالية من المصارحة حيال مدى الصعوبة التي سيكون عليها ذلك الأمر وعلى صعيد حقيقة أن الأونروا ستستمر بمواجهة تحديات كبيرة. إن علينا أن نبقى متحدين وأن نظهر التماسك الذي كان جزءا هاما من نجاحنا في العام الماضي".

وتواجه "الأونروا" طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل "الأونروا" بشكل كامل تقريباً من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات، ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو "الأونروا" كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج "الأونروا" الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.

وتأسّست "الأونروا" في 1949، وهي تقدّم مساعدات لأكثر من 3 ملايين فلسطيني من أصل 5 ملايين مسجلين لاجئين في الأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان وسوريا.