القاهرة - عصام بدوي

أطلق عدد من كباتن "سائقي" شركتي "أوبر" و"كريم" لخدمات النقل ‏الذكي التشاركي في مصر، حملة تحت عنوان "خليها تفلس.. ضد "أوبر" ‏و"كريم"، كنوع من التصعيد اعتراضًا على بعض سياسات الشركتين، ‏مهددين بالإضراب عن العمل خلال الأيام المقبلة. ‏

وطرحوا عبر صفحة أنشؤوها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ‏استطلاعاً لرأي الأعضاء حول إجراء ‏إضراب شامل عن العمل لمدة 4 أيام تبدأ من 20 إلى 24 فبراير الجاري على مستوى محافظات مصر ضد الشركتين من عدمه.‏

وجاءت غالبية آراء المشاركين فيه بالإيجاب، لتضع الشركتين في حرج ‏وتهديد شديدين، بتقليص أرباحهما وتهديد وجودهما بالسوق.

وحددت حملة "خليها تفلس"، التي دشنها عدد من كباتن الشركتين، أهدافها ‏في عدة محاور، أولها، خاص بتثبيت حد أدنى للرحلة وهو 10 جنيهات، ‏وثانيها، خفض نسبة الشركتين من عوائد رحلاتهما المالية التي تصل في ‏بعض الأحيان إلى 35%، وتثبيتها عند 15% فقط، وثالثها يختص ‏بإتاحة حق الرد للسائقين قبل إغلاق حساباتهم بالشركة، ومحاسبة العميل ‏بتعريفة أعلى من المعتادة في المناطق الوعرة وغير الممهدة. وسردت الحملة هدفها الرابع في ضرورة إضافة صورة العميل ورقمه ‏القومي إلى الحساب الخاص به، مع معرفة وجهة العميل المقصودة قبل ‏المغادرة، وصولاً إلى أحقية الكابتن في رفض 5 رحلات يوميًّا على ‏الأقل، شرط عدم التأثير على تقييمه في الشركة.

وأكد محمد إبراهيم، أحد الكباتن العاملين بالشركة، لـ"الوطن"، أن "الحملة ‏هدفها توفير الحماية والكرامة وحقوق العاملين بالشركة"، مشيراً إلى أنه ‏"اشترى السيارة بالتقسيط، ولديه التزامات مالية وعائلية أخرى، والعمل ‏بالشركة لا يوفر له الحد الأدنى من هذه الالتزامات، كما أن الشركة ‏تجور على حقه".

وتابع، "أعمل على سيارتي وأنا خائف من عسكري المرور، وأتعرض ‏لإهانات كثيرة، بخلاف أن الشركة دائماً ما تنصر العميل على الكابتن، ‏حتى وإن لم يكن على حق"، مستطرداً لذا "أدعو للمشاركة في الإضراب ‏لتحقيق مطالبنا المشروعة."

وقال إيهاب عبد المقصود، أحد كباتن شركة "كريم"، إنه "سيشارك في ‏إضراب الكباتن"، لأنه على حد وصفه "خربانة خربانة"، مضيفاً أنه "‏أجرى صيانة لسيارته بقيمة 3 آلاف جنيه، لكنه فشل في تجميع المبلغ، ‏نظراً لضعف العائد المادي من العمل بالشركة."

وأشار نورالدين أحمد، أحد العاملين بشركة كريم ومقيم بالإسكندرية، ‏لـ"الوطن" إلى أن "الشركة تحصل على نسبة 25% من ثمن الرحلة -أي ‏ربع المكسب-، دون فعل أي شيء مقابل هذه النسبة المرتفعة، سوى أنها ‏توفر العميل لسائق السيارة، فهل هذا عدل؟ في الوقت الذي أتكبد أنا فيه ‏كلفة الوقود ومصاريف الصيانة".

وذكر نورالدين، أن "الكباتن الداعين للإضراب يهدفون إلى إلغاء استخدام ‏العروض المجانية -البروموكود- بسبب إساءة العملاء استخدامها طوال ‏الوقت مهما كان بُعد المسافة"، مشيراً إلى أن "شركة أوبر تحصل على ‏عمولة 14.40 جنيه من تكلفة مشوار تصل تكلفته الإجمالية إلى 15 ‏جنيها."ً

يشار إلى أن البرلمان المصري أقر العام الماضي قانون تنظيم النقل ‏البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات، والمعني به في الأساس ‏شركتا "أوبر" و"كريم"، وكان من المتوقع صدور لائحته التنفيذية بنهاية ‏‏2018، لكنها لم تصدر بسبب وجود بعض الخلافات.‏