القاهرة - عصام بدوي
قبل أكثر من 100 عام، كتبت شهادة ميلاد مدرسة راهبات القديس يوسف بمحافظة المنيا في صعيد مصر، لتكون واحدة من مدارس الراهبات المنتشرة بأنحاء محافظات مصر، والتي ترفع شعار بناء الإنسان أولاً.
وعلى إيقاع إنساني لا يعرف التمييز على أي أساس، يتربى تلاميذ المدرسة التي يبلغ عددهم نحو ألف من المسلمين والمسيحيين.
وافتتحت المدرسة في يناير الماضي، والتي جرى حرقها خلال أحداث العنف التي شهدتها محافظة المنيا في 2013 بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وذلك بعد أن انتهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية من إعادة ترميمها بالكامل.
وخرج وقتها، الأنبا مكاريوس المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات بمطرانية المنيا مصرحاً، بأنَّ ثمن تدمير وحرق الكنائس تعدى الـ100 مليون جنيه كتقديرات، لإعادة بناء الكنائس من جديد خاصة، موضحاً أنّه جرى تدميرها رأساً على عقب وأنَّها أصبحت غير صالحة للترميم.
وكلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقتها الهيئة الهندسية، بإعادة ترميم تلك المنشآت التي تعرضت للتخريب، وعددها 69 كنيسة وملحقاتها للطوائف الثلاث الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، في يوم فض الاعتصام، وتم الترميم على 3 مراحل، من بينها الكنيسة الإنجيلية ببني مزار، وكذلك الكنيسة الخمسينية، ومدرسة راهبات القديس يوسف.
من جانبه، قال يسري كمال مدير مدرسة راهبات القديس يوسف، لـ"الوطن"، "استحدثنا حصة للحياة.. نعلم فيها التلميذ إزاي يتكلم.. إزاي يتعامل مع زمايله.. إزاي يتعامل مع الناس خارج المدرسة.. نعلمهم طريقة الكلام.. حتى طريقة الأكل والشرب.. نعلمهم الإتيكيت، ولدينا معلمة مخصوصة لذلك".
وعرفت مصر هذا النوع من المدارس في أواخر القرن التاسع عشر في صورة إرساليات تقدم خدمات اجتماعية في مجالات التعليم والصحة على أيدي راهبات أجنبيات، ثم تطورت في القرن العشرين، وحلت الراهبات المصريات محل الأجنبيات في خمسينات القرن الماضي، ليصل عددها الآن إلى 170 مدرسة في مختلف محافظات مصر.
وقالت مارسيل بشري، الراهبة المسؤولة عن مدرسة راهبات القديس يوسف لـ"الوطن"، "المدرسة لها رسالة مهمة جداً منذ أن بدأت، وهي كيفية تكوين الإنسان من أخلاق وقيم مجتمعية وكيف يصبح شخصاً مرتبطاً بالله أياً كانت ديناته، وهذه هي رسالة المدرسة".
وأوضحت أنه "عبر آليات متنوعة ووسائل إيضاح مختلفة، تسعى المدرسة لتشكيل وعي التلاميذ، وصياغة وجدانهم على نحو يؤكد تلك المعاني الإنسانية الجامعة لتبقى معهم بعد تخرجهم من المدرسة.. وعلى هذه القيم، تواصل المدرسة رسالتها التربوية".
{{ article.visit_count }}
قبل أكثر من 100 عام، كتبت شهادة ميلاد مدرسة راهبات القديس يوسف بمحافظة المنيا في صعيد مصر، لتكون واحدة من مدارس الراهبات المنتشرة بأنحاء محافظات مصر، والتي ترفع شعار بناء الإنسان أولاً.
وعلى إيقاع إنساني لا يعرف التمييز على أي أساس، يتربى تلاميذ المدرسة التي يبلغ عددهم نحو ألف من المسلمين والمسيحيين.
وافتتحت المدرسة في يناير الماضي، والتي جرى حرقها خلال أحداث العنف التي شهدتها محافظة المنيا في 2013 بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، وذلك بعد أن انتهت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة المصرية من إعادة ترميمها بالكامل.
وخرج وقتها، الأنبا مكاريوس المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات بمطرانية المنيا مصرحاً، بأنَّ ثمن تدمير وحرق الكنائس تعدى الـ100 مليون جنيه كتقديرات، لإعادة بناء الكنائس من جديد خاصة، موضحاً أنّه جرى تدميرها رأساً على عقب وأنَّها أصبحت غير صالحة للترميم.
وكلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقتها الهيئة الهندسية، بإعادة ترميم تلك المنشآت التي تعرضت للتخريب، وعددها 69 كنيسة وملحقاتها للطوائف الثلاث الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية، في يوم فض الاعتصام، وتم الترميم على 3 مراحل، من بينها الكنيسة الإنجيلية ببني مزار، وكذلك الكنيسة الخمسينية، ومدرسة راهبات القديس يوسف.
من جانبه، قال يسري كمال مدير مدرسة راهبات القديس يوسف، لـ"الوطن"، "استحدثنا حصة للحياة.. نعلم فيها التلميذ إزاي يتكلم.. إزاي يتعامل مع زمايله.. إزاي يتعامل مع الناس خارج المدرسة.. نعلمهم طريقة الكلام.. حتى طريقة الأكل والشرب.. نعلمهم الإتيكيت، ولدينا معلمة مخصوصة لذلك".
وعرفت مصر هذا النوع من المدارس في أواخر القرن التاسع عشر في صورة إرساليات تقدم خدمات اجتماعية في مجالات التعليم والصحة على أيدي راهبات أجنبيات، ثم تطورت في القرن العشرين، وحلت الراهبات المصريات محل الأجنبيات في خمسينات القرن الماضي، ليصل عددها الآن إلى 170 مدرسة في مختلف محافظات مصر.
وقالت مارسيل بشري، الراهبة المسؤولة عن مدرسة راهبات القديس يوسف لـ"الوطن"، "المدرسة لها رسالة مهمة جداً منذ أن بدأت، وهي كيفية تكوين الإنسان من أخلاق وقيم مجتمعية وكيف يصبح شخصاً مرتبطاً بالله أياً كانت ديناته، وهذه هي رسالة المدرسة".
وأوضحت أنه "عبر آليات متنوعة ووسائل إيضاح مختلفة، تسعى المدرسة لتشكيل وعي التلاميذ، وصياغة وجدانهم على نحو يؤكد تلك المعاني الإنسانية الجامعة لتبقى معهم بعد تخرجهم من المدرسة.. وعلى هذه القيم، تواصل المدرسة رسالتها التربوية".