بغداد - وسام سعدانشغلت الكتل السياسية العراقية بمستقبل ومصير التواجد العسكري الأمريكي بالعراق ليعود من جديد إلى الواجهة السياسية بالتزامن مع حراك نيابي لتشريع قانون ينهي هذا الوجود بالإضافة إلى استضافة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في البرلمان العراقي مع بداية الفصل التشريعي الثاني.من جانبه، أكد الخبير الأمني والباحث الاستراتيجي أيوب عبيد لـ "الوطن" أن "العراق يحتاج الآن للقوات الأمريكية لأسباب عدة منها عدم انتهاء الحرب مع تنظيم الدولة "داعش" بالإضافة إلى حاجة العراق إلى هذه القوات من اجل تدريب القوات العراقية وتقديم الاستشارة والتعاون الأمني".وأضاف عبيد أن "القوات الأمريكية متواجدة في العراق بطلب من الحكومة العراقية وتوجد اتفاقية أمنية واضحة بين البلدين تشرع وجود القوات الأمريكية في العراق".ويأتي هذا الانشغال مع تفاقم الأزمة السياسية ويزيدها تعقيداً خصوصاً تباين مواقف القوى السياسية بشأن الوجود الأمريكي وسط تزايد ضغوط ممثلي الحشد الشعبي في البرلمان لإنهائه حيث أعلن تحالف البناء عن أن تحالفه والكتل السياسية الرافضة للتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية ستستضيف رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي داخل قبة البرلمان في بداية الفصل التشريعي المقبل، کما كشف تحالف الفتح، عن الجهات السياسية الرافضة للتوقيع على مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد المتواجدة بشكل غير شرعي.ومما أثار تصاعد الدعوات لإنهاء الوجود الأمريكي بالعراق هو تصاعد الخلاف بين واشنطن وطهران تزامن مع تجوال قوات أمريكية بوضع قتالي في الأنبار والفلوجة ووسط بغداد وأمام مقرات مسلحي الحشد الشعبي المتواجدين في تلك الأماكن.وكشف نائب عن تحالف البناء عن قرب استضافة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي في البرلمان لاستبيان موقف الحكومة من التواجد الأمريكي في العراق.وقال النائب منصور البعيجي في بيان صحافي تلقت"الوطن" نسخة منه، إن تحالفه والكتل السياسية الرافضة للتواجد الأمريكي على الأراضي العراقية ستستضيف رئيس الوزراء داخل قبة البرلمان في بداية الفصل التشريعي المقبل لاستيضاح موقف الحكومة الرسمي من التواجد الأمريكي وماهو موقف الحكومة من هذا التواجد.وأضاف البعيجي "يجب على الحكومة متمثلة بعبد المهدي أن تحدد موقفها داخل قبة البرلمان من هذا التواجد الأمريكي هل هي من طلبت هذا التواجد أو لا، خصوصا بعد تصريح السفارة الامريكية الذي اعلنته بان تواجد قواتهم بطلب الحكومة العراقية وخروجهم مرهون بطلب من الحكومة العراقية.ودعا البعيجي الحكومة العراقية لأن تاخذ بعين الاعتبار قرار الكتل السياسية الرافض للتواجد الامريكي على اراضينا وتعمل على تنفيذ هذا الرفض على أرض الواقع من خلال إبلاغ الجانب الأمريكي بالخروج من أراضينا بأسرع وقت دون أي قيد أو شرط والالتزام بالاتفاقية الأمنية التي خرجت بموجبها القوات الأمريكية وهم خرقوها من جانبهم عندما هجمت عصابات داعش على محافظاتنا ولم يقدموا أي دعم للعراق والجميع يعلم بهذا الأمر.وأوضح أن الخراب الذي سببه الأمريكيون عند دخولهم العراق عند سقوط النظام البائد قد انتهى ولن نسمح بعودته ثانياً وعلى الحكومة العراقية استيضاح موقفها الرسمي من هذا التواجد والقواعد الأمريكية وإذا كانت عاجزة على ان تخرج القوات الأمريكية عندها سيكون لنا موقف وكلمة داخل قبة البرلمان ضد هذا التواجد لاتخاذ كافة الاجرأت لاخراج القوات الامريكية والاجنبية من اراضينا ومهما كان عنوان تواجدها لن نسمح به.وكشف عضو تحالف الفتح حنين قدو عن الجهات السياسية الرافضة للتوقيع على مسودة قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد وعلى رأسها القوات الأمريكية المتواجدة بشكل غير شرعي.وقال قدو في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه أن تحالفي الفتح وسائرون قادرين على تحقيق أغلبية داخل مجلس النواب لتمرير القانون، لافتاً أن أغلب القيادات السنية والكردية سترفض التصويت والتوقيع على قرار إخراج القوات الأجنبية وعلى رأسها القوات الأمريكية لافتاً إلى أن سنة الإصلاح والبناء ونوابهم الكرد أيضاً سيمتنعون عن التصويت على مسودة قانون طرد القوات الأمريكية.وأكد النائب عن كتلة بابليون أسوان سالم الكلداني أن مجلس النواب سيشرع بتعديل بنود فقرات الاتفاقية الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي وقعت عام 2011، مبيناً أن إخراج القوات الأجنبية من صلاحية الحكومة ومدى حاجتها للتواجد الأجنبي من عدمه مشيراً إلى أن إخراج القوات الأجنبية والأمريكية من صلاحية الحكومة.واتهم الكلداني في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه الولايات المتحدة بالوقوف وراء عمليات الخطف والاغتيالات التي تصاعدت وتيرتها خلال الأيام القليلة الماضية مضيفاً أن المرجعية بينت عدم قبولها بقواعد أو قوات أجنبية دون موافقة الحكومة ومجلس النواب وهو ما نصت عليه الاتفاقية الأمنية مع واشنطن.وأضاف أن الاتفاقية أصبحت ملغية ولا قيمة لها بعدما خرقتها واشنطن حين دخول زمر "داعش" الإرهابية إلى عدة محافظات ووصولها إلى أسوار بغداد دون أن تتحرك الولايات المتحدة لضرب تلك الزمر بحسب ما نصت عليه الاتفاقية بل على العكس عملت على مساعدة تلك المجاميع الإرهابية داخل العراق.بدوره، أكد النائب عن تحالف الإصلاح مضر خزعل أن الطرق الدبلوماسية التي ستتخذها الحكومة ستنجح بإخراج القوات الأجنبية من البلاد وعلى رأسها القوات الأمريكية المتواجدة بشكل غير شرعي.وقال خزعل في تصريح صحافي إن غالبية الكتل السياسية خولت الحكومة بإخراج جميع القوات الأجنبية من الأراضي العراقية لافتاً إلى أن الوضع الأمني في البلاد لا يحتاج للتواجد الأمريكي بأي شكل من الأشكال.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90