غزة - عز الدين أبو عيشة

توقع الكاتب والمحلل السياسي وسام الفقعاوي، إبرام حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، صفقة أسرى كبيرة مع إسرائيل، لا سيما وأنّ العديد من قيادات الحركة، تحدثوا عن ذلك، لاسيما بعد عملية الإفراج عن معتقلي "حماس" في السجون المصرية بواسطة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.

ورأى الفقعاوي في تصريحات لـ "الوطن" أنه "لا يوجد شيء مجاني في السياسية والمصالح السياسية المتبادلة تكون وفق اشتراطات معروفة".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد تدخل للإفراج عن المختطفين الأربعة الذين اعتقلوا قبل 4 سنوات، من حافلة ترحيلات مصرية، أثناء مغادرتهم قطاع غزّة عبر معبر رفح البري.

وعادة يجري نقل المسافرين من معبر رفح إلى مطار القاهرة الدولي عبر باص ترحيلات بسبب سوء الأوضاع الأمنية في سيناء، حفاظاً على أمن المسافرين، ويكون الباص بحماية الجيش المصري طوال الطريق.

وفيما يتعلق بما ستقدمه "حماس" خلال المرحلة المقبلة على خلفية الإفراج عن عناصرها الأربعة، قال الفقعاوي، "الثمن الأول المتوقَّع هو، إنجاز صفقة أسرى كبيرة مع إسرائيل، لا سيما وأنّ العديد من قيادات الحركة يتحدث عن ذلك، أما الثمن الثاني المطلوب من "حماس" هو التنسيق الأمني مع مصر، والثمن الثالث، هو المصالحة، بين "فتح" و"حماس"، وهو ثمن إعلامي، وليس حقيقيا".

وتوقع الفقعاوي "ألا يكون هناك تغييرًا في السياسة المصرية نحو غزة، باستثناء بعض التسهيلات في معبر رفح مثلًا، وكذلك إدخال بعض السلع التجارية، وستبقى مصر تتعامل مع حركة حماس وفق ملف استخباري فقط، ولن تتعامل معها كدولة، لأن مصر لن تخرق القانون الدولي، في اعتبار السلطة الفلسطينية هي الجهة الرسمية الوحيدة لعقد الاتفاقات".

وأرجع المحلل "الإفراج عن المختطفين أيضا في سياق حديث هنية والإعلان المتكرر من قبل حركة حماس عن قطع علاقتها بحركة الإخوان المسلمين، بعدما أكد أن لا صلة تربط بين الحركة والإخوان المسلمين وأن وجود الحركة ينحصر في فلسطين فقط".

وأضاف الفقعاوي، "لا يمكن عزل، هذه الانفراجة عن الحاجة المصرية لتعاون حركة حماس معها في معالجة المسألة الأمنية في سيناء المقلقة جدًا، وتملك حماس قدرة على المساعدة، من خلال كم المعلومات التي قد تمد الأمن المصري بها، بما يساعد في ضبط الأوضاع هناك".

وأوضح أنّ "مصر تريد أن تبقى حاضرة وبقوة فيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، وانعكاساته على الأمن القومي المصري، سواء لجهة تخفيف حدة الاحتقان داخله أو إحداث بعض الانفراجات التي تحول دون انفجار الأوضاع في القطاع".

وأشار إلى أن "مصر معنية أن تبقى حلقة وصل بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة، وحركة حماس من جهة أخرى، فيما يتعلق بوضع قطاع غزة إجمالًا، ودورها في إتمام صفقة تبادل أسرى متوقعة بين الطرفين".

ولفت إلى "وجود مصالح مشتركة بين مصر وحركة حماس تجعل أولوية العلاقة بينهما تتقدم على ما عداها، خاصة وأن حماس تدرك أن منفذها شبه الوحيد للاتصال بالعالم الخارجي يمر عبر مصر في الوقت الحالي لا غير".