الجزائر - جمال كريميأعلن الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، تأجيل الانتخابات الرئاسية التي كان مقرراً أن تجرى في 18 أبريل المقبل، مع تأكيده عدم ترشحه مجدداً، وتنظيم ندوة وطنية جامعة، يعهد لها اعداد اصلاح سياسي شامل ودستور جديد للبلاد. وكإجراءات تهدئة سارع بوتفليقة للإطاحة بحكومة أحمد اويحيى، حيث قدم الأخير استقالته، فيما شهدت المدن الجزائرية احتفالات كبيرة بإنسحاب بوتفليقة.إجراءات "ثورية" لكنها متوقعة، اتخذها الرئيس بوتفليقة، بعد عودته من رحلة علاجية في جنيف السويسرية دامت 14 يوماً، شهدت فيها البلاد حالة غليان، كان يمكن أن تؤدي إلى انفجار وشيك، لكن بوتفليقة نجح إلى حد ما في تهدئة خواطر "الغاضبين" وإيجاد مخرج يرضي جميع الأطراف، يضمن له "خروجاً مشرفاً" من الحياة السياسية التي استمرت لعقود من الزمن.وفي رسالة مطولة بعث بها إلى الجزائريين، مساء الاثنين، قال "تمُرُّ الجزائر بمرحلة حساسة من تاريخها. ففي 8 مارس الجاري، وفي جُمعةِ ثالثة بعد سابقتيها، شهِدت البلادُ مسيرات شعبية حاشدة. ولقد تابَعـْتُ كل ما جرى، و كما سبق لي وأن أفضيت به إليكم في الثالث من هذا الشهر، إنني أتفهمُ ما حرك تِلكَ الجُموعِ الغفيرة من المواطنين الذين اختاروا الأسلوب هذا للتعبيرِ عن رأيهم، ذلكم الأسلوب الذي لا يفوتني، مرَّة أخرى، أن أنوه بطابعه السلـمي".وبعد شرحه للوضع الحساس الذي تمر به البلاد، استعض القرارات المتخذة، وأولها، تأجيل الرئاسيات، وتأكيده أن سنه وصحته لا يسمحان له بقيادة البلاد، وذكر انه "لا محلَّ لعهدة خامسة، بل إنني لـم أنْوِ قط الإقدام على طلبها حيـث ان حالتي الصحية، وسِنّي لا يتيحان لي سوى أن أؤدي الواجب الأخير تجاه الشعب الجزائري"، وتابع "لن يُجْرَ انتخاب رئاسي يوم 18 أبريل المقبل، والغرض هو الاستجابة للطلب الـمُلِح الذي وجهتموه إلي، حرصا منكم على تفادي كل سوء فهم فيما يخص وجوب وحتمية التعاقب بين الأجيال الذي اِلْتزمت به".ووفقا لما أكدته "الوطن"، أطاح بوتفليقة بحكومة أحمد أويحيى، واعلن عزمه إجراء تعديل حكومي شامل، وأفادت برقية موجزة لوكالة الانباء الجزائرية، أن رئيس الوزراء قد قدم استقالته، مع استحداث منصب نائب رئيس الوزراء، وعلمت "الوطن" من مصادر متطابقة، أن اويحيى قد أصيب بأزمة قلبية جراء الضغط الذي تعرض له في الايام الماضية، ونُقل على جناح السرعة للمستشفى العسكري بعين النعجة في العاصمة، وأفاد صاحب الرسالة بأنه سيتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية، وعين وزير الداخلية نورالدين بدوي رئيسا للوزراء، مع حل الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات.ومن التصورات التي قدمها بوتفليقة، تنظيم ندوة وطنية، قال بشأنها "الندوة الوطنية الجامعة المستقلة ستكون هيئة تتمتع بكل السلطات اللازمة لتدارس وإعداد واعتماد كل أنواع الاصلاحات التي ستشكل أسيسة النظام الجديد الذي سيتمخض عنه إطلاق مسار تحويل دولتنا الوطنية، هذا الذي أعتبر أنه مهمتي الأخيرة، التي أختم بها ذلكم الـمسار الذي قطعته بعون الله تعالى ومَدَدِهِ، وبتفويض من الشعب الجزائري"، وحاليا يتم تسريب اسم المبعوث الاممي السابق الاخضر الابراهيمي لترأس الندوة.وما مميز "رسالة الوداع"، لبوتفليقة، تعهّدُه أمام الله وأمام الشعب الجزائري، بعدم إدخِار "أيَّ جهدٍ في سبيل تعبئة مؤسسات الدّولة وهياكلها ومختلفِ مفاصلها وكذا الجماعات الـمحليّة، من أجل الإسهام في النجاح التام لخطة العمل هذه. كما أتعهّدُ بأن أسهر على ضمان مواظبة كافة المؤسسات الدّستورية للجمهورية".وحرصت رئاسة الجمهورية، على إظهار بوتفليقة، الذي تناقلت تسريبات إعلامية أنه في وضع صحي حرج، حيث نشرت وكالة الانباء الجزائرية، صورا له اثناء استقباله قائد الجيش الفريق أحمد قايد صالح، حيث قدم الاخير تقريرا له عن الوضع الأمني في البلاد خاصة بالحدود، واخرى لرئيس الوزراء الجديد نور الدين، ومع المقال أحمد اويحيى.وعاد الرئيس الجزائري إلى بلاده، مساء الأحد، بعد قضاء أسبوعين في مستشفى سويسري "لإجراء فحوص طبية روتينية"، بحسب الرئاسة الجزائرية.وكان بوتفليقة، البالغ من العمر 82 عاما، قد سافر إلى جنيف في 24 فبراير بعد يومين من خروج عشرات الآلاف من الجزائريين في مظاهرات احتجاج ضد ترشحه لولاية رئاسية خامسة.