القاهرة - عصام بدوي

وصفت العديد من وسائل الإعلام الشاب الذي تمكن من إنقاذ عدد من المنكوبين خلال الحريق الذي شهدته محطة رمسيس، وهي محطة القطارات الرئيسية بالعاصمة المصرية القاهرة بـ"بطل الجركن".

وكان 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 43 عندما اصطدم جرار قطار بحاجز في محطة القطارات الرئيسة بالقاهرة الشهر الماضي.

وسائل الإعلام تحدثت بإسهاب عن المنقذ التي تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صوره بإسهاب حيث تمّ بث العديد من المقاطع المصورة التي وضحت قيامه بمساعدة الضحايا ومحاولة إطفاء النيران المشتعلة فيهم إلى جانب أحد أصدقائه، إذ ساهما في إنقاذ 10 أشخاص.

البطل المنقذ يدعى وليد مرضي حسن الفقي، ذا الـ38 عاماً، ويعمل بالشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، وقد ظهر في كاميرات المراقبة وهو يركض نحو بعض الضحايا وألسنة النيران مشتعلة فيهم دون أن يبالي بالخطر ورشهم بالمياه في محاولة لإخماد النيران.

يقول وليد مرضي، الشاب الذي حاول أنقذ ضحايا حادث حريق محطة مصر، إنه يعمل في الشركة الوطنية لخدمات ركاب قطارات النوم، حيث كان يباشر أعماله ليتفاجأ بسماع دوي انفجار داخل المحطة، ما أسفر عن مطاردة ألسنة النار لبعض المواطنين المتواجدين قرب الانفجار.

وتابع وليد، خلال مكالمة هاتفية مع "الوطن"، أنه "بدأ في محاولة إطفاء النيران التي لحقت ببعض المصابين، وقد استعمل عبوة مملؤة بالمياه "جركن" وبطانية لإخماد النيران التي التهمت بعض المصابين، وأن زملاءه ساعدوه في إنقاذ المصابين والمتضررين من ذلك الحريق".

وقال بطريقة عفوية، "القطر كان جاي بسرعة وخرج منه نار رهيبة، طلعت من مكاني لقيت الناس ماسكة فيها النار ومولعين ملقتش غير جركن المية بتاع الغلاية، ففكرت أطفيهم بالبطانية أفضل واللي قدرت أعمله عملته، لحد ما تعبت ورجعت قعدت مكاني".

17 عاما قضاها وليد مرضي بين جدران محطة مصر، لم يرى حادثاً مثل ذلك، قائلاً، "بقالي سنين شغال هنا مشوفتش أي حادثة بالحجم ده، منظر الناس وهي بتولع قدامي مش بنساه وعملت اللي قدرت عليه".

وذكر أنه لم يشعر بأي إرهاق أو تعب إلا بعد إخماد الحريق بشكل كامل، حيث عانى كثيرا من المشاهد التي رآها للمصابين وقتلي الحادث.

وعلى ما يبدو، لم يفكر "البطل المنقذ" في شيء آخر سوى الوصول إلى المصابين وإنقاذهم بعدما سمع صراخهم وأصوات استغاثتهم، فهبّ لإخماد النيران التي نشبت في أجسادهم.

وتحدثت وسائل التواصل الاجتماعي بإعجاب عن وليد مرضي الذي تحرك بشجاعة نحو المصابين، وهو يحمل المياه دون خوف من النيران حيث كان يسابق الزمن، محاولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه.