تونس - منال المبروكأنهى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي السبت الجدل حول إمكانية ترشحه لعهدة رئاسية جديدة بالجزم أمام عموم الحاضرين في مؤتمر حزبه "نداء تونس" بأنه "لا يرغب في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة آخر سنة 2019"، رغم أن الدستور يسمح له بالترشح لولاية ثانية. وتابع أن "تونس تستحق التغيير، ولا بد من منح الفرصة للشباب وتسهيل ذلك".ودعا الرئيس الباجي قائد السبسي في افتتاح مؤتمر مؤتمر "نداء تونس" السبت الحضور الى رفع التجميد عن رئيس الحكومة يوسف الشاهد وإعادته للحزب.وقال "قد تستغربون من طلبي هذا.. تعرفون مواقفي"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي موجب لتجميد عضوية رئيس الحكومة يوسف الشاهد".كما طلب السبسي الأب المنشقين عن الحزب والغائبين عن المؤتمر إلى العودة الى حظيرة الحزب معتبراً ذلك يندرج "في صميم المسؤولية الوطنية"، وفق قوله.وشدد على أن "دوره سيكون في تجميع كل القوى الوطنية لمواجهة التيارات التي يجب مواجهتها"، رافضاً أن يسميها، في إشارة إلى حركة "النهضة" الإسلامية.ومثل خطاب السبسي بمناسبة مؤتمر حزبه "نداء تونس" الذي ينظم في محافظة المنستير "في ذكرى وفاة وموطن الزعيم الحبيب بورقيبة"، نقلة تحوّل مهمة في المشهد السياسي التونسي بحسب متابعين للشأن السياسي، الذين أكدوا أن "دعوة الباجي قائد السبسي رفع التجميد عن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد فسح للمجال أمامه ليكون مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة".وعرفت العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة الباجي قائد السبسي ويوسف الشاهد توتراً كبيراً وصلت إلى حد القطيعة وإصرار السبسي على إقالة الشاهد وحكومته، ما دفع هذا الأخير إلى تكوين مشروعه السياسي الجديد "تحيا تونس" وسحب عدد كبير من نواب النداء بالبرلمان إلى صفه.وعلى مدار السنوات الأربعة الماضية عاش حزب "نداء تونس" الذي أسسه السبسي في 2012 للتصدي لمشروع النهضة الإسلامية تصدعات كبيرة أدت إلى انقسام الحزب إلى "حزيبات" ومغادرة عدد كبير من قياداته الذين حمّلوا الباجي قائد السبسي مسؤولية "التفريط في المشروع السياسي الذي أسسه بسبب الانحياز لرغبات ابنه حافظ السبسي الذي أسندت له مهمة الأمانة العامة للنداء.أزمة ما كان يسمى بالحزب الحاكم "نداء تونس"، تجاوزت حدود تأثيرها للبيت الداخلي الحزبي بسبب رفض قياداته لتصرفات السبسي الابن، لترمي بظلالها على المشهد العام في البلاد، وذلك من خلال إرباكها لمؤسسات الحكم، فقد كان لهذه الخلافات تأثير مباشر على أداء واستقرار حكومتي الحبيب الصيد ويوسف الشاهد.كما أثرت أيضاً، بصفة سلبية في مجلس نواب الشعب "البرلمان"، سواء فيما يتعلق بمراقبته للحكومة أو من حيث القيام بدوره التشريعي، فضلاً عن وقع هذه الأزمة على هيكلة البرلمان، وتوزيع الكتل والأغلبية البرلمانية.ولم يسلم قصر الرئاسة بقرطاج من شظايا نيران أزمة النداء، من ذلك أن الرئيس وكبار مستشاريه قد تحولوا إلى طرف في الأزمة، ما أثر سلباً على رمزية واعتبارية الرئيس ومؤسسة الرئاسة، وهو ما دفع الرئيس السبسي إلى التبرؤ في أكثر من مناسبة من "شبهة التوريث"، وذلك رداً على "اتهامات" له بأنه يسعى لتوريث نجله، في حزب "نداء تونس" وفي مؤسسات الحكم.ويتابع المراقبون للشأن السياسي نتائج مؤتمر حزب "نداء تونس" حيث ستكون نتائج المؤتمر مؤثرة في ما تبقى من المرحلة الحالية وربما نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة.وبمدينة المنستير ينتظم يومي السبت والأحد المؤتمر الوطني الانتخابي لحركة "نداء تونس"، تحت شعار" مؤتمر الإصلاح والالتزام وذلك بمشاركة أكثر من 10 آلاف من قواعد حركة "نداء تونس" وأنصارها من كامل المحافظات التونسية.ويتوافق المؤتمر مع الذكرى الـ19 لوفاة الرئيس السابق الحبيب بورقيبة.