عمان - غدير محمود، (وكالات)
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد أن العلاقات الأردنية الروسية التي بناها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أسس صلبة من الثقة والشفافية تسير بخطى متسارعة نحو المزيد من التعاون في جميع المجالات، فيما دعا وزير الخارجية الروسي، إلى "إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية"، مشدداً على "ضرورة إنهاء الاحتلال الأمريكي في تلك المنطقة السورية بهدف حل أزمة عشرات آلاف اللاجئين".
وشدد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك تبع محادثات أجرياها في وزارة الخارجية حرص البلدين إنجاز المزيد من الاتفاقات والبناء على الخطوات التي اتخذاها لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي.
وبحث الصفدي ولافروف خلال محادثاتهما سبل تعزيز التعاون إضافة إلى المستجدات الإقليمية، وفي مقدمها التطورات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة السورية والخرب على الإرهاب.
وثمن الصفدي موقف روسيا الثابت في دعم حل الدولتين سبيلاً وحيداً لحل الصراع وبما يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد الصفدي استمرار التعاون والتنسيق من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ينهي المآسي التي سببتها.
وقال الصفدي "أود أن أؤكد على أن العلاقات الأردنية الروسية تسير بشكل جيد. هذه العلاقات هي علاقات قوية في تعاوننا الثنائي في مجالات استثمارية تجارية وأيضاً في مجال السياحة ومجالات أخرى. كما تعلمون اجتمعت اللجنة المشتركة لأول مرة منذ حوالي 3 لـ 4 سنوات نهاية العام الماضي واتفقت على العديد من المشاريع والاتفاقات التي نأمل أن تنجز هذا العام لتؤدي إلى مزيد من التعاون والتنسيق.
وأضاف الصفدي، "علاقاتنا تستند إلى علاقات الصراحة والثقة المتبادلة التي بناها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهي تسير بشكل واضح نحو المزيد من التعاون وتنطلق من ارضية صلبة بناها جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس بوتين".
وزاد الصفدي أنه "بحث ووزير الخارجية الروسي القضايا الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية. وقال "كلنا قلقون من غياب آفاق التقدم نحو حل سلمي يحقق فعلا السلام الشامل والدائم الذي نطلبه جميعا والذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قامت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967".
وزاد "هنالك تطورات مقلقة نتيجة غياب هذه الآفاق ونحن أكدنا موقفنا المشترك في العمل معاً من أجل إيجاد أفق سياسي. وأود هنا أن اثمن بشكل كبير الموقف الروسي الداعم بشكل واضح لحل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام والدائم والشامل في المنطقة".
وأضاف الصفدي أن "حوار مستمر مع روسيا حول الأزمة السورية التي نريد لها ان تنتهي ونريد لسوريا الشقيقة أن تستعيد امنها واستقرارها وعافيتها ودورها في المنطقة وفي منظومة العمل العربي، وهذا طريقه حل سياسي نعمل معاً في إطار المجتمع الدولي من اجل أن نحققه". وأشار الصفدي إلى "الحصاد الجيد الذي نتج من التعاون الأردني الروسي في منطقة خفض التصعيد ومن ثم الحؤول دون حدوث مجازر في الجنوب الغربي السوري عندما تحركت القوات السورية باتجاه استرداد تلك المنطقة". وقال "إننا نعمل معاً أيضاً في إطار الحوار الثلاثي مع الولايات المتحدة في إطار مركز عمان من أجل معالجة قضية الركبان".
وأمد الصفدي أن "روسيا والأردن متفقتان على أن السبيل الوحيد لحل هذه القضية هو تامين العودة الآمنة لقاطني الركبان إلى المدن والقرى التي جاؤوا منها".
وقال "حوارنا مستمر، الصراحة هي عنوانه، وهذا حوار مرة أخرى يقوم بداية على مستوى جلالة الملك وفخامة الرئيس وهو حوار نتابعه وهو إن شاء الله سيأخذنا إلى مساحات أفضل من التعاون وسيسهم في حل الأزمات الإقليمية التي نعاني جميعا من تبعاتها".
من جانبه قال لافروف، "أجرينا مباحثات مثمرة ومهمة في ما يخص العلاقات الثنائية على أساس الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وأكدنا اهتمامنا المشترك فيما يخص تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي السنة الماضية شاهدنا ازدياد التبادل التجاري ونحن أكدنا ضرورة تحقيق اكثر من ذلك ونشيد بعمل اللجنة الحكومية المشتركة وخلال الجلسة السابقة تم التوصل إلى اتفاقات مهمة".
وزاد لافروف "أود أن أشكر مرة أخرى أصدقائنا الأردنيين في افتتاح فرع الجمعية الفلسطينية الأردنية الأرثوذكسية في عمان وهذا أمر مهم آخذين في عين الاعتبار عدد كبير من الحجاج الروس الذين يزورون الأردن كل سنة".
وقال إنه "بحث مع الصفدي تكثيف الجهود للقضاء على الإرهاب ومحاربة الإرهاب آخذين بعين الاعتبار خطورة نشر والأيدلوجية المتطرفة".
وأضاف لافروف، "بحثنا كذلك موضوع التسوية السياسية في سوريا على أساس القرارات الدولية خصوصاً القرار 2254 وعلى أساس مخرجات المسارات المختلفة ونحن نأمل أن زملاءنا من الأمم المتحدة سيتخذون الخطوات من اجل إعادة إطلاق الحوار حول الموضوع السوري في جنيف".
وقال "أكدنا اهتمامنا في تكثيف الجهود الرامية إلى عودة سوريا إلى العائلة العربية وكذلك تناولنا موضوع ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى عودة اللاجئين السوريين".
وقال الوزير الروسي، "في الأردن الآن هنالك مليون وثلاث مائة ألف من اللاجئين السوريين وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على الاقتصاد والبنية التحتية الأردنية ونحن نشارك الرأي العام أنه من الضروري حلحلة هذه القضية وكذلك نشير دائماً إلى أن تنشئ السلطة السورية الظروف المناسبة لعودة النازحين من ناحية الصحة والتعليم والبنية التحتية".
وبخصوص تجمع الركبان قال لافروف، "تناولنا موضوع مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية ونحن ندعو إلى إخلاء والتخلص من هذا المخيم وحسب المعلومات المراقبين الأممين الذين زاروا هذا المخيم أن أغلبية السكان من هذا المخيم يرغبون في العودة إلى بيوتهم ونحن ندعو إلى وقف المحاولات إلى منع خروج النازحين السوريين من هذا المخيم. بكل صراحة الأوضاع الإنسانية في داخل هذا المخيم غير مقبولة ونحن على استعداد في بحث الخطوات الرامية إلى خروج اللاجئين من المخيم ولكن أفضل شي في الوقت الراهن التخلص مما وصفه بالاحتلال الأمريكي في منطقة التنف".
ولفت إلى "مركز التنسيق الثلاثي بين روسيا والأردن والولايات المتحدة الذي يتم عبره إجراء محادثات ثلاثية حول الركبان".
وبما يتعلق بالعملية السلمية قال لافروف، "بحثنا في موضوع التسوية السياسية في الشرق الأوسطية. وطبعاً نحن قلقون من هذا التطورات الراهنة في المنطقة في الأراضي الفلسطينية وليس لدينا أي شكوك فأن المجتمع الدولي عليه أن يلتزم بالقرارات الدولية في هذا الخصوص والمبادرة العربية للسلام".
وأكد أن "الموقف الروسي واضح ويدعو إلى حل القضية على أساس حل الدولتين".
وقال لافروف "نحن ندين القرارات الأمريكية حول الجولان والقدس، هذه القرارات غير شرعية" لافتاً إلى أنه "سيلتقي الصفدي في موسكو خلال مشاركته في المنتدى الروسي العربي على مستوى الوزراء الشهر الحاري لمتابعة النقاش حول المستجدات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وفي رده على سؤال حول تجمع الركبان أكد لافروف "موقف بلاده الرافض للتواجد الأمريكي في التنف والداعي إلى حل قضية الركبان عبر عودة النازحين فيه إلى مناطقهم".
وفي رد على سؤال حول تجمع الركبان، قال الصفدي إن "الأردن أكد أن قضيه الركبان هي قضيه سورية أممية إذ إن قاطني الركبان مواطنون سوريون على ارض سوريه". ولفت إلى أنه "في السابق عندما لم يكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى التجمع عبر الأراضي السورية متاح قام الأردن بدوره الإنساني بشكل كامل وسمح بإدخال المساعدات عبر أراضيه".
وزاد "لكن الآن ليس فقط ظروف إدخال المساعدات إلى التجمع متاحه من الداخل السوري ولكن ظروف التوصل إلى حل جذري للمسألة وهو عودة قاطني الركبان إلى مناطقهم متاح أيضاً".
وزاد الصفدي "موقفنا واضح، الحل الجذري للركبان هو عودته قاطنيه إلى مناطقهم ونحن في حوار مع روسيا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع وهنالك اجتماعات ثلاثيه تمت ونتطلع إلى اجتماع ثلاثي قادم من أجل توافق على حل هذه القضية الإنسانية. كلنا ندرك حجم الصعوبات الإنسانية التي يواجهها سكان الركبان لكن 95 % من قاطني الركبان وفق استطلاعات للأمم المتحدة يقولون بانهم يريدون العودة إلى مناطقهم وهكذا نحل المشكلة بشكل عام".
وأضاف الصفدي أن "قضية الركبان هي جزء من الأزمة السورية بكليتها ونحن كلنا متفقون أن الحل للأزمة السورية هو حل سياسي عبر عمليه جنيف التي ندعمها جميعاً بهدف التوصل إلى وقف لكل الأعمال القتالية والتخلص من الإرهابيين وتحقيق أمن سوريا وضمان خروج كل القوات ألأجنبية من الأراضي السورية".
وتابع "نحن دوله مجاوره لسوريا بحدود طولها 378 كيلو متراً ولا نستطيع أن نتعايش مع حرب مفتوحه في سوريا ومن هنا العمل على إيجاد حل سياسي للازمه السورية هو أولوية أردنية ونعمل على ذلك بالتعاون والتشاور والتنسيق مع أصدقائنا في روسيا وأصدقائنا في الولايات المتحدة ومع أصدقائنا في المجتمع الدولي".
وأكد الصفدي أن "حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توافق أمريكي روسي مدعوم من المجتمع الدولي".
وفي رده على سؤال فيما إذا تم مناقشة تفاصيل جديدة حول صفقه القرن قال الصفدي، "نحن لا نعلم تفاصيل هذه الصفقة. لا نعرف ماذا ستقول الولايات المتحدة بشأن ذلك لكن بالنسبة لنا في الأردن نعرف ما هو موقفنا موقفنا واضح ثابت أكد عليه جلالة الملك أكثر من مرة. الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو بإنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة كامله للشعب الفلسطيني الشقيق وفق حل الدولتين وبما يضمن الحرية والدولة للشعب الفلسطيني على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الموقف وبغير ذلك نكون سنغرق في الصراع أكثر بشكل أكبر".
وقال الصفدي إن "التصريحات الإسرائيلية حول المستوطنات وفرض السيادة على الضفة الغربية "مؤشرات خطيره لن تدفع إلا باتجاه المزيد من التصعيد".
وقال "هناك احتلال، وهناك شعب يعيش تحت الاحتلال وهناك رغبة وإرادة دوليه عربيه حقيقيه في التوصل إلى سلام مقوماته وشروطه معروفة إن لم تلب سيكون هناك تصعيد جديد".
وحذر الصفدي من أن "الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو خطير خطير جداً وصعب جداً فقتل آفاق الحل لن يسهم إلا في تأجيج الصراع".
وبخصوص الجولان أكد الصفدي موقف المملكة في رفض قرار إسرائيل ضم الحولان والاعتراف الأمريكي به خرقاً للقانون الدولي واعتداء على حق ثابت تشكل وسابقة تخرق الموقف القانوني المستقر في القانون الدولي بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وتدفع باتجاه اليأس من التوصل إلى حل سياسي.
وأضاف، "مرة أخرى كلنا نريد السلام نعمل مع الولايات المتحدة، نعمل مع روسيا، نعمل مع أوروبا، نعمل مع اليابان والصين ومع كل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي من اجل التوصل إلى سلام ولنا علاقات قويه مع الولايات المتحدة ومع الجميع ونقول موقفنا بشكل واضح وصريح".
وفي معرض إجابته على سؤال بخصوص الإجراءات الإسرائيلية في القدس، قال الصفدي، "بالنسبة للقدس جلاله الملك أكد أكثر من مره أن القدس خط أحمر والمملكة مستمره في جهودها للتصدي لأي خطوات أحادية تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات الإسلامية". وزاد الصفدي "كما قال جلاله الملك لا تنازل عن هذا ولا مساومة في هذا الموضوع. القدس فوق السياسة والقدس فوق النقاش فيما يتعلق في الثوابت التي تحكم سياسة المملكة. جلالة الملك هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهذه أمانة يؤديها جلاله الملك وتؤديها المملكة بكل قدراتها".
وقال الوزير لافروف في إجابته على سؤال حول آليات عوده اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا خصوصاً إلى تلك المناطق التي تم تحريرها من قبل السلطات السورية وفي مناطق مجاورة للأردن، "قلنا في تصريحاتنا ناقشنا هذا الموضوع. وهذا كان محل اهتمامنا وخصوصاً عوده اللاجئين من الأردن إلى بيوتهم لذلك نحن نشجع السلطات السورية بإنشاء الظروف الملائمة والمناسبة لعوده النازحين، وحسب معلوماتنا حوالي 30 ألفاً من المواقع تم تأسيسها مع البيوت والطاقة والمياه والبنية التحتية".
وقال إن "بلاده تؤيد الأردن حول عوده اللاجئين إلى سوريا وكذلك وحول ضرورة إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا وتثبيت الاستقرار"، لافتاً إلى ما وصفه "معارضة بعض الدول لذلك".
{{ article.visit_count }}
أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن أيمن الصفدي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأحد أن العلاقات الأردنية الروسية التي بناها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أسس صلبة من الثقة والشفافية تسير بخطى متسارعة نحو المزيد من التعاون في جميع المجالات، فيما دعا وزير الخارجية الروسي، إلى "إغلاق مخيم الركبان على الحدود الأردنية السورية"، مشدداً على "ضرورة إنهاء الاحتلال الأمريكي في تلك المنطقة السورية بهدف حل أزمة عشرات آلاف اللاجئين".
وشدد الوزيران في مؤتمر صحافي مشترك تبع محادثات أجرياها في وزارة الخارجية حرص البلدين إنجاز المزيد من الاتفاقات والبناء على الخطوات التي اتخذاها لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري والسياحي.
وبحث الصفدي ولافروف خلال محادثاتهما سبل تعزيز التعاون إضافة إلى المستجدات الإقليمية، وفي مقدمها التطورات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والأزمة السورية والخرب على الإرهاب.
وثمن الصفدي موقف روسيا الثابت في دعم حل الدولتين سبيلاً وحيداً لحل الصراع وبما يؤدي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما أكد الصفدي استمرار التعاون والتنسيق من أجل التوصل لحل سياسي للأزمة السورية ينهي المآسي التي سببتها.
وقال الصفدي "أود أن أؤكد على أن العلاقات الأردنية الروسية تسير بشكل جيد. هذه العلاقات هي علاقات قوية في تعاوننا الثنائي في مجالات استثمارية تجارية وأيضاً في مجال السياحة ومجالات أخرى. كما تعلمون اجتمعت اللجنة المشتركة لأول مرة منذ حوالي 3 لـ 4 سنوات نهاية العام الماضي واتفقت على العديد من المشاريع والاتفاقات التي نأمل أن تنجز هذا العام لتؤدي إلى مزيد من التعاون والتنسيق.
وأضاف الصفدي، "علاقاتنا تستند إلى علاقات الصراحة والثقة المتبادلة التي بناها جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وهي تسير بشكل واضح نحو المزيد من التعاون وتنطلق من ارضية صلبة بناها جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس بوتين".
وزاد الصفدي أنه "بحث ووزير الخارجية الروسي القضايا الإقليمية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية. وقال "كلنا قلقون من غياب آفاق التقدم نحو حل سلمي يحقق فعلا السلام الشامل والدائم الذي نطلبه جميعا والذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا قامت الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو 1967".
وزاد "هنالك تطورات مقلقة نتيجة غياب هذه الآفاق ونحن أكدنا موقفنا المشترك في العمل معاً من أجل إيجاد أفق سياسي. وأود هنا أن اثمن بشكل كبير الموقف الروسي الداعم بشكل واضح لحل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام والدائم والشامل في المنطقة".
وأضاف الصفدي أن "حوار مستمر مع روسيا حول الأزمة السورية التي نريد لها ان تنتهي ونريد لسوريا الشقيقة أن تستعيد امنها واستقرارها وعافيتها ودورها في المنطقة وفي منظومة العمل العربي، وهذا طريقه حل سياسي نعمل معاً في إطار المجتمع الدولي من اجل أن نحققه". وأشار الصفدي إلى "الحصاد الجيد الذي نتج من التعاون الأردني الروسي في منطقة خفض التصعيد ومن ثم الحؤول دون حدوث مجازر في الجنوب الغربي السوري عندما تحركت القوات السورية باتجاه استرداد تلك المنطقة". وقال "إننا نعمل معاً أيضاً في إطار الحوار الثلاثي مع الولايات المتحدة في إطار مركز عمان من أجل معالجة قضية الركبان".
وأمد الصفدي أن "روسيا والأردن متفقتان على أن السبيل الوحيد لحل هذه القضية هو تامين العودة الآمنة لقاطني الركبان إلى المدن والقرى التي جاؤوا منها".
وقال "حوارنا مستمر، الصراحة هي عنوانه، وهذا حوار مرة أخرى يقوم بداية على مستوى جلالة الملك وفخامة الرئيس وهو حوار نتابعه وهو إن شاء الله سيأخذنا إلى مساحات أفضل من التعاون وسيسهم في حل الأزمات الإقليمية التي نعاني جميعا من تبعاتها".
من جانبه قال لافروف، "أجرينا مباحثات مثمرة ومهمة في ما يخص العلاقات الثنائية على أساس الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الروسي فيلاديمير بوتين وأكدنا اهتمامنا المشترك فيما يخص تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وفي السنة الماضية شاهدنا ازدياد التبادل التجاري ونحن أكدنا ضرورة تحقيق اكثر من ذلك ونشيد بعمل اللجنة الحكومية المشتركة وخلال الجلسة السابقة تم التوصل إلى اتفاقات مهمة".
وزاد لافروف "أود أن أشكر مرة أخرى أصدقائنا الأردنيين في افتتاح فرع الجمعية الفلسطينية الأردنية الأرثوذكسية في عمان وهذا أمر مهم آخذين في عين الاعتبار عدد كبير من الحجاج الروس الذين يزورون الأردن كل سنة".
وقال إنه "بحث مع الصفدي تكثيف الجهود للقضاء على الإرهاب ومحاربة الإرهاب آخذين بعين الاعتبار خطورة نشر والأيدلوجية المتطرفة".
وأضاف لافروف، "بحثنا كذلك موضوع التسوية السياسية في سوريا على أساس القرارات الدولية خصوصاً القرار 2254 وعلى أساس مخرجات المسارات المختلفة ونحن نأمل أن زملاءنا من الأمم المتحدة سيتخذون الخطوات من اجل إعادة إطلاق الحوار حول الموضوع السوري في جنيف".
وقال "أكدنا اهتمامنا في تكثيف الجهود الرامية إلى عودة سوريا إلى العائلة العربية وكذلك تناولنا موضوع ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى عودة اللاجئين السوريين".
وقال الوزير الروسي، "في الأردن الآن هنالك مليون وثلاث مائة ألف من اللاجئين السوريين وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على الاقتصاد والبنية التحتية الأردنية ونحن نشارك الرأي العام أنه من الضروري حلحلة هذه القضية وكذلك نشير دائماً إلى أن تنشئ السلطة السورية الظروف المناسبة لعودة النازحين من ناحية الصحة والتعليم والبنية التحتية".
وبخصوص تجمع الركبان قال لافروف، "تناولنا موضوع مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية ونحن ندعو إلى إخلاء والتخلص من هذا المخيم وحسب المعلومات المراقبين الأممين الذين زاروا هذا المخيم أن أغلبية السكان من هذا المخيم يرغبون في العودة إلى بيوتهم ونحن ندعو إلى وقف المحاولات إلى منع خروج النازحين السوريين من هذا المخيم. بكل صراحة الأوضاع الإنسانية في داخل هذا المخيم غير مقبولة ونحن على استعداد في بحث الخطوات الرامية إلى خروج اللاجئين من المخيم ولكن أفضل شي في الوقت الراهن التخلص مما وصفه بالاحتلال الأمريكي في منطقة التنف".
ولفت إلى "مركز التنسيق الثلاثي بين روسيا والأردن والولايات المتحدة الذي يتم عبره إجراء محادثات ثلاثية حول الركبان".
وبما يتعلق بالعملية السلمية قال لافروف، "بحثنا في موضوع التسوية السياسية في الشرق الأوسطية. وطبعاً نحن قلقون من هذا التطورات الراهنة في المنطقة في الأراضي الفلسطينية وليس لدينا أي شكوك فأن المجتمع الدولي عليه أن يلتزم بالقرارات الدولية في هذا الخصوص والمبادرة العربية للسلام".
وأكد أن "الموقف الروسي واضح ويدعو إلى حل القضية على أساس حل الدولتين".
وقال لافروف "نحن ندين القرارات الأمريكية حول الجولان والقدس، هذه القرارات غير شرعية" لافتاً إلى أنه "سيلتقي الصفدي في موسكو خلال مشاركته في المنتدى الروسي العربي على مستوى الوزراء الشهر الحاري لمتابعة النقاش حول المستجدات المرتبطة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وفي رده على سؤال حول تجمع الركبان أكد لافروف "موقف بلاده الرافض للتواجد الأمريكي في التنف والداعي إلى حل قضية الركبان عبر عودة النازحين فيه إلى مناطقهم".
وفي رد على سؤال حول تجمع الركبان، قال الصفدي إن "الأردن أكد أن قضيه الركبان هي قضيه سورية أممية إذ إن قاطني الركبان مواطنون سوريون على ارض سوريه". ولفت إلى أنه "في السابق عندما لم يكن إيصال المساعدات الإنسانية إلى التجمع عبر الأراضي السورية متاح قام الأردن بدوره الإنساني بشكل كامل وسمح بإدخال المساعدات عبر أراضيه".
وزاد "لكن الآن ليس فقط ظروف إدخال المساعدات إلى التجمع متاحه من الداخل السوري ولكن ظروف التوصل إلى حل جذري للمسألة وهو عودة قاطني الركبان إلى مناطقهم متاح أيضاً".
وزاد الصفدي "موقفنا واضح، الحل الجذري للركبان هو عودته قاطنيه إلى مناطقهم ونحن في حوار مع روسيا والولايات المتحدة حول هذا الموضوع وهنالك اجتماعات ثلاثيه تمت ونتطلع إلى اجتماع ثلاثي قادم من أجل توافق على حل هذه القضية الإنسانية. كلنا ندرك حجم الصعوبات الإنسانية التي يواجهها سكان الركبان لكن 95 % من قاطني الركبان وفق استطلاعات للأمم المتحدة يقولون بانهم يريدون العودة إلى مناطقهم وهكذا نحل المشكلة بشكل عام".
وأضاف الصفدي أن "قضية الركبان هي جزء من الأزمة السورية بكليتها ونحن كلنا متفقون أن الحل للأزمة السورية هو حل سياسي عبر عمليه جنيف التي ندعمها جميعاً بهدف التوصل إلى وقف لكل الأعمال القتالية والتخلص من الإرهابيين وتحقيق أمن سوريا وضمان خروج كل القوات ألأجنبية من الأراضي السورية".
وتابع "نحن دوله مجاوره لسوريا بحدود طولها 378 كيلو متراً ولا نستطيع أن نتعايش مع حرب مفتوحه في سوريا ومن هنا العمل على إيجاد حل سياسي للازمه السورية هو أولوية أردنية ونعمل على ذلك بالتعاون والتشاور والتنسيق مع أصدقائنا في روسيا وأصدقائنا في الولايات المتحدة ومع أصدقائنا في المجتمع الدولي".
وأكد الصفدي أن "حل الأزمة السورية لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال توافق أمريكي روسي مدعوم من المجتمع الدولي".
وفي رده على سؤال فيما إذا تم مناقشة تفاصيل جديدة حول صفقه القرن قال الصفدي، "نحن لا نعلم تفاصيل هذه الصفقة. لا نعرف ماذا ستقول الولايات المتحدة بشأن ذلك لكن بالنسبة لنا في الأردن نعرف ما هو موقفنا موقفنا واضح ثابت أكد عليه جلالة الملك أكثر من مرة. الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو بإنهاء الاحتلال وتلبية الحقوق المشروعة كامله للشعب الفلسطيني الشقيق وفق حل الدولتين وبما يضمن الحرية والدولة للشعب الفلسطيني على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. هذا هو الموقف وبغير ذلك نكون سنغرق في الصراع أكثر بشكل أكبر".
وقال الصفدي إن "التصريحات الإسرائيلية حول المستوطنات وفرض السيادة على الضفة الغربية "مؤشرات خطيره لن تدفع إلا باتجاه المزيد من التصعيد".
وقال "هناك احتلال، وهناك شعب يعيش تحت الاحتلال وهناك رغبة وإرادة دوليه عربيه حقيقيه في التوصل إلى سلام مقوماته وشروطه معروفة إن لم تلب سيكون هناك تصعيد جديد".
وحذر الصفدي من أن "الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة هو خطير خطير جداً وصعب جداً فقتل آفاق الحل لن يسهم إلا في تأجيج الصراع".
وبخصوص الجولان أكد الصفدي موقف المملكة في رفض قرار إسرائيل ضم الحولان والاعتراف الأمريكي به خرقاً للقانون الدولي واعتداء على حق ثابت تشكل وسابقة تخرق الموقف القانوني المستقر في القانون الدولي بعدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة وتدفع باتجاه اليأس من التوصل إلى حل سياسي.
وأضاف، "مرة أخرى كلنا نريد السلام نعمل مع الولايات المتحدة، نعمل مع روسيا، نعمل مع أوروبا، نعمل مع اليابان والصين ومع كل القوى الفاعلة في المجتمع الدولي من اجل التوصل إلى سلام ولنا علاقات قويه مع الولايات المتحدة ومع الجميع ونقول موقفنا بشكل واضح وصريح".
وفي معرض إجابته على سؤال بخصوص الإجراءات الإسرائيلية في القدس، قال الصفدي، "بالنسبة للقدس جلاله الملك أكد أكثر من مره أن القدس خط أحمر والمملكة مستمره في جهودها للتصدي لأي خطوات أحادية تهدف إلى تغيير الهوية العربية الإسلامية والمسيحية للمقدسات الإسلامية". وزاد الصفدي "كما قال جلاله الملك لا تنازل عن هذا ولا مساومة في هذا الموضوع. القدس فوق السياسة والقدس فوق النقاش فيما يتعلق في الثوابت التي تحكم سياسة المملكة. جلالة الملك هو الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وهذه أمانة يؤديها جلاله الملك وتؤديها المملكة بكل قدراتها".
وقال الوزير لافروف في إجابته على سؤال حول آليات عوده اللاجئين السوريين من الأردن إلى سوريا خصوصاً إلى تلك المناطق التي تم تحريرها من قبل السلطات السورية وفي مناطق مجاورة للأردن، "قلنا في تصريحاتنا ناقشنا هذا الموضوع. وهذا كان محل اهتمامنا وخصوصاً عوده اللاجئين من الأردن إلى بيوتهم لذلك نحن نشجع السلطات السورية بإنشاء الظروف الملائمة والمناسبة لعوده النازحين، وحسب معلوماتنا حوالي 30 ألفاً من المواقع تم تأسيسها مع البيوت والطاقة والمياه والبنية التحتية".
وقال إن "بلاده تؤيد الأردن حول عوده اللاجئين إلى سوريا وكذلك وحول ضرورة إرسال مساعدات إنسانية إلى سوريا وتثبيت الاستقرار"، لافتاً إلى ما وصفه "معارضة بعض الدول لذلك".