دبي - (العربية نت): قال اللواء أحمد خليفة الشامي، الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، الثلاثاء، إن "التعليمات صدرت بفض الاعتصام وفق القانون"، مضيفا في مداخلة مع "الحدث" إن "التظاهرات دوافعها معروفة وباتت تشكل الآن خطرا على البلاد".

وأرجع الشامي حدوث إصابات في صفوف المتظاهرين والجيش إلى مجموعات وصفها بالمندسة أطلقت النار من وسط المحتجين، لافتا إلى أن "فض الاعتصام تم بواسطة الأجهزة الأمنية"، نافيا حصول خلافات بين القوات المسلحة والأمنية.

وأكد أن "المسائل السياسية ليست من اختصاص القوات المسلحة، أما فيما يتعلق بانحياز القوات المسلحة للشعب فهو باب الدفاع عن الوطن بكل مكوناته".

وكانت قوات الشرطة أصدرت توجيهات لمنسوبيها بالمركز والولايات بعدم التعرض للمواطنين والتجمعات السلمية وأن تعمل على حفظ الأرواح والممتلكات ومنع الجريمة وتنظيم المرور وإجراءات السلامة العامة.

وأكدت الشرطة في بيان صحافي باسم الناطق الرسمي لقوات الشرطة اللواء هاشم علي عبدالرحيم أن قواتها ظلت خلال الأحداث الأخيرة تؤدي واجباتها في إطار القانون، بعد اطلاع هيئة الإدارة على تطورات الأحداث الأمنية والجنائية في البلاد.

ودعا تجمع المهنيين السودانيين الجيش لمفاوضات تبحث ترتيبات الانتقال السياسي.

وكان التجمع قد أعلن، في وقت سابق، فشل محاولة تفريق اعتصامهم أمام مقر القيادة العامة، لافتاً إلى أن الجيش فتح بوابات القيادة لحماية المتظاهرين.

وأظهرت المشاهد التي نقلها متظاهرون من ساحة الاعتصام، عبر حساباتهم الخاصة بمواقع التواصل، تعالي أصوات كثيفة لإطلاق الرصاص.

فيما أصدرت الشرطة السودانية توجيهات لعناصرها بعدم التعرض للتجمعات السلمية.

من جهتها، أشارت مصادر لـ"العربية" و"الحدث" إلى أنه من المرجح أن تكون القوى المهاجمة من الكتائب الخاصة التابعة للحزب الحاكم تحت مظلة الحركة الإسلامية.

وكانت وسائل إعلام سودانية وعالمية قد أفادت، الثلاثاء، بارتفاع عدد قتلى التظاهرات في السودان إلى 7، فيما أعلنت لجنة أطباء السودان في وقت سابق عن وفاة اثنين من المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش في العاصمة الخرطوم.

وأطلقت قوات الأمن السودانية النار في الهواء في محاولة جديدة، الثلاثاء، لتفريق المحتجين خارج وزارة الدفاع، كما حاولت اقتحام الاعتصام بشاحنات بيك آب، وفق شهود.

وهذه هي المرة الثانية التي تحاول فيها قوات الأمن تفريق المتظاهرين اليوم، حيث تدخلت في المحاولة السابقة، قوات من البحرية السودانية صباح الثلاثاء لحماية المتظاهرين، وفق رويترز.

ويأتي ذلك فيما أغلق الأمن السوداني مكتبي "العربية" و"الحدث" بشكل نهائي في الخرطوم.

وقد طالبت قوى إعلان الحرية والتغيير السودانيين بالتوافد إلى ساحة الاعتصام في محيط قيادة الجيش، تأكيداً لمطالبهم بتنحي الرئيس عمر البشير.

وتوافدت أعداد كبيرة من السودانيين إلى مقر الاعتصام في ليلته الثالثة، تلبية لدعوة القوى التي دعت أيضاً القوات المسلحة بالانحياز لمطالب الشعب وحمايته.

وأصدرت قوى إعلان الحرية والتغيير بياناً صحافياً شمل تأكيد مطلب الشعب بالتنحي الفوري للبشير، وتكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة ليتولى مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً، من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة.

ودعا البيان القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديمقراطي، بالإضافة إلى دعوة المجتمع الإقليمي والدولي لدعم مطالب ثورة الشعب السوداني، مع التأكيد على الرغبة الجادة في بناء علاقات متوازنة تقوم على احترام أسس الجوار.