القاهرة - عصام بدوي، الخرطوم - الخرطوم - عبدالناصر الحاج، (وكالات)

قال مدير مكتب حزب الأمة السوداني بالقاهرة، د. عثمان البشرى المهدي، إن "كل المتواجدين بساحات الاعتصام يرفعون شعار إنقاذ السودان دون الانتماء لأي مجموعات أو أحزاب سياسية أو فصائل"، لافتاً إلى أن "العسكرية السودانية لديها عقيدة ثابتة وهي الانتماء الدائم للوطن والمواطن".

وأضاف البشري المهدي، خلال مداخلته بالفقرة الإخبارية المذاعة على قناة الغد، التي تبث من القاهرة، أن "القيادة السياسية للمؤسسة العسكرية هي قيادة معينة"، موضحاً أن "المتظاهرين لا يمتلكون سوى هتافاتهم فقط".

وأشار مدير مكتب حزب الأمة السوداني بالقاهرة، إلى أننا "نأمل بأن يحسم الجيش العبث الذي يفعله حزب المؤتمر الوطني".

يذكر أن تجمع المهنيين السودانيين والقوى السياسية المتحالفة معه دعوا إلى مواصلة الاحتجاجات والاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في العاصمة الخرطوم، فيما حذر التجمع الحكومة من محاولة فض الاعتصام بالقوة، بينما استبعد حزب المؤتمر الوطني الحاكم تنحي الرئيس السوداني عمر البشير.

في السياق ذاته، أظهرت مقاطع فيديو جرى تداولها في المنصات الاجتماعية، حشوداً غفيرة في العاصمة السودانية الخرطوم، خلال احتجاجات عارمة ضد نظام الرئيس عمر البشير، الأربعاء.

وواصل المتظاهرون، الأربعاء، الاعتصام أمام قيادة الجيش السوداني لليوم الخامس على التوالي، وسط التحاق المزيد من الغاضبين.

ووثقت مقاطع فيديو التقطت من أماكن مرتفعة، خروج الآلاف من المحتجين، الذين أصروا على رحيل البشير على الرغم من تعهده بعدم الترشح لولاية جديدة.

وخرجت الاحتجاجات في الخرطوم بعد يوم واحد فقط من مواجهة دامية بين أفراد من الجيش وعناصر من الأمن حاولوا أن يفضوا اعتصاماً للناشطين على مقربة من قيادة الجيش.

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إن 21 قتيلاً، من بينهم 5 عسكريين، سقطوا في المواجهات أمام مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، حيث يعتصم الآلاف منذ السبت.

ومع تزايد وتيرة الاحتجاجات المناهضة للبشير، دعا أنصار الرئيس إلى خروج مسيرة مؤيدة له في الخرطوم ، الخميس، وفق ما أفاد حزبه.

ويشهد السودان احتجاجات منذ ديسمبر الماضي عندما رفعت الحكومة أسعار الخبز وتحولت الاحتجاجات إلى أكبر تحد للبشير، الذي تعهد مراراً، منذ بداية الأزمة باتخاذ خطوات إصلاحية.

وتصاعدت الاحتجاجات، السبت، عندما توجه نشطاء إلى مجمع وزارة الدفاع، في محاولة لإقناع القوات المسلحة بالوقوف إلى جانبهم ودعم مطالبهم باستقالة البشير وتشكيل حكومة انتقالية.

ودفع العنف الناجم عن محاولة فض الاعتصام بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج إلى إصدار بيان مشترك، الثلاثاء، يطالب السلطات السودانية الاستجابة للمحتجين.

وفي تطور آخر، قالت مصادر مطلعة في ناديي القمة السودانية، الهلال والمريخ، لـ "الوطن" ان "هنالك مطالبات حقيقية من قبل عدد من أندية الدوري الممتاز السوداني، بضرورة تأجيل إنطلاقة الدوري الممتاز لكرة القدم والمقرر في 20 أبريل الجاري، إلى وقتٍ لاحق وذلك بسبب الظروف السياسية والأمنية التي تعيشها البلاد هذه الأيام".

وبررت المصادر التي تحدثت لـ"الوطن" بأن "مطالبات الأندية السودانية للجنة المنظمة للدوري الممتاز، تأتي انطلاقاً من التأثيرات السالبة للأحداث المقترنة بحركة الاحتجاجات الشعبية على الإعداد الفني للأندية وغياب كثير من القواعد الجماهيرية للأندية وانصرافها في تتبع حركة الأحداث السياسية التي تسيطر على الساحة السودانية".

وتطورت حركة الاحتجاجات الشعبية في السودان إلى خانة الوصول إلى اعتصام عشرات الآلاف من السودانيين أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني من يوم السادس من أبريل الجاري، تزامناً مع ذكرى الانتفاضة الشعبية في عام 1985 والتي توجت آنذاك بإسقاط نظام المشير الراحل جعفر محمد نميري "1969-1985".

وتجدر الإشارة إلى أن بعض من رموز الكرة السودانية والتي تُحظى بقاعدة عريضة من المعجبين، كانت قد أعلنت في وقت سابق انضمامها وتأييدها لحركة الاحتجاجات السودانية، أمثال الكابتن هيثم مصطفى القائد السابق للمنتخب القومي السوداني والقائد السابق لفريق الكرة بنادي الهلال السوداني، وكذلك كابتن فيصل العجب القائد السابق لفريق الكرة بنادي المريخ السوداني. وقد وجد تعاطف اللاعبين مع المحتجين ثناء وتقديراً كبيراً من قبل الأوساط الرياضية بصورة عامة.