الخرطوم - (وكالات): أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبدالفتاح البرهان، السبت، تشكيل المجلس، وذلك بعد أن تم اختيار نائبه وأعضائه.وأعلن رئيس المجلس في خطاب متلفز، التشكيلة على النحو التالي: الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيساً، بموجب المرسوم الدستوري رقم 3 لسنة 2019، والفريق أول محمد حمدان دقلو موسى، نائباً للرئيس بموجب المرسوم الدستوري رقم 6 لسنة 2019، والفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو، عضواً وناطقاً رسمياً باسم المجلس، والفريق أول ركن عمر زين العابدين محمد الشيخ، عضواً، والفريق أول شرطة الطيب بابكر علي فضيل، عضواً، والفريق طيار ركن صلاح عبدالخالق سعيد علي، عضواً.الفريق الركن جلال الدين الشيخ الطيب، عضواً، والفريق الركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا، عضواً، والفريق الركن مصطفى محمد مصطفى أحمد، عضواً، واللواء بحري مهندس مستشار إبراهيم جابر إبراهيم، عضواً.وكان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان عوض بن عوف، قد أعلن الجمعة، تنازله عن منصبه هو ونائبه كمال عبدالمعروف، للبرهان، ليكون ثاني رئيس للمجلس العسكري بعد الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير.وأعلن البرهان، السبت، أن المجلس سيسلم السلطة إلى حكومة مدنية خلال فترة زمنية أقصاها عامين، بعد التشاور مع القوى السياسية والأحزاب في البلاد.وأكد أن عمل المجلس خلال السنتين سينحصر في التأكيد على حكم القانون واستقلال القضاء والحفاظ على الأمن وإزالة القيود التي تعيق العمل الحر.كما شدد على التزام المجلس العسكري الانتقالي السوداني بـ"اجتثاث" النظام السابق ورموزه، ومحاربة الفساد أو من ساعد في الإضرار بالاقتصاد والحياة الاجتماعية.وأوضح البرهان، في أول كلمة له بثها التلفزيون السوداني الحكومي، أنه سيتم إطلاق سراح المعتقلين على خلفية المظاهرات "فوراً"، ورفع حظر التجول، معلناً عن حل حكومات الولايات.وطالب رئيس المجلس العسكري في السودان، المواطنين بالعودة إلى الحياة الطبيعية والتعاون.واجتمع المجلس العسكري الانتقالي في السودان السبت، مع وفد من القوى السياسية.وقال عضو الوفد عمر الدقير إن "رئيس المجلس الانتقالي السوداني أبلغنا بإلغاء القوانين المقيدة للحريات"، مضيفاً، "طالبنا المجلس العسكري السوداني بإعادة هيكلة جهاز الأمن. كما طالبنا المجلس الانتقالي بحكومة مدنية بصلاحيات تنفيذية كاملة. وطالبنا بمشاركة مدنيين في المجلس العسكري وغدا سنقدم قائمة لرئيس المجلس في هذا السياق".وتابع الدقير، "ننتظر تنفيذ وعود رئيس المجلس الانتقالي السوداني بإطلاق سراح جميع المعتقلين"، كاشفاً أن الوفد طالب بـ"محاكمة عادلة لجميع المتورطين في سفك الدماء، وبمحاكمة المتورطين في الفساد".كما كشف الدقير أن رئيس المجلس العسكري عبدالفتاح البرهان "أبلغنا بأنه استمد القوة من المعتصمين لإزاحة عوض بن عوف" من رئاسة المجلس.وفي وقت سابق من السبت، كان وفد "قوى إعلان الحرية والتغيير"، الذي يمثل مطالب الشارع، قد وصل إلى محيط قيادة الجيش لمقابلة رئيس المجلس العسكري الانتقالي عبدالفتاح البرهان. وجاء ذلك تلبيةً لدعوة من قيادة القوات المسلحة للتفاوض حول الوضع الراهن.وكان قدم تم الإعلان عن أعضاء الوفد المكون من عشرة ممثلين لـ"الحرية والتغيير" من قوى "نداء السودان" وقوى "الإجماع الوطني" و"تجمع المهنيين"، بالإضافة لتجمع الاتحاديين" ومنظمات المجتمع المدني.وشكلت هذه الحركات وفدا من 10 أشخاص لتقديم مطالب الشعب للمجلس العسكري. وفي الوقت نفسه، أكدت رفضها لحكم الجيش.وقال علي السنهوري، الأمين العام لـ"حزب البعث الاشتراكي"، إن الأحزاب والحركات السياسية المعارضة تدعو لتشكيل "مجلس سيادة مدنية وحكومة وجمعية تشريعية وطنية".من جهتهم، أكد ناشطون أن الحراك السوداني بانتظار بيان "تجمع المهنيين السودانيين" لتحديد وجهتهم التالية.من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام سودانية، السبت، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق صلاح قوش، قدم استقالته من منصبه.وأوضح التلفزيون السوداني أن رئيس المجلس العسكري الانتقالي، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، صادق على استقالة قوش من رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني.ومساء الجمعة، أعلن رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عوض بن عوف، تنازله عن منصبه، وأمر البرهان في أول قرار بإطلاق سراح جميع الضباط الذين حموا المتظاهرين.ولقي تنازل بن عوف عن منصبه ردود فعل إيجابية، حيث خرج السودانيون إلى ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش السوداني للاحتفال بالقرار، مرددين شعارات تثمن استجابة الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي ينادي بتغيير شامل في منظومة الحكم.من جانبها، رحبت المعارضة السودانية "بحذر" باستقالة بن عوف عن منصبه، مرجعة ذلك إلى "تصميم الشعب السوداني على التغيير".واعتبر تجمع المهنيين أن تنحي رئيس المجلس "انتصار لإرادة الشعب السوداني".وظهر اسم البرهان، في فبراير 2019 حينما أصدر البشير قرارات شملت تعينات وتعديلات في رئاسة الأركان، وكان من بينها ترقية البرهان إلى رتبة فريق أول وتعيينه مفتشاً عاماً للقوات المسلحة.وتشير الأوساط السودانية إلى أن البرهان لم يكن له أي انتماء سياسي، وكان أول من انضم للمتظاهرين، وهو الذي أعطى تعليمات صريحة للقيادة العامة بفتح الباب للثوار ليحتموا داخلها، بعد فتح النار على المتظاهرين في السابع من أبريل الجاري.ويعد الرجل الذي يتمتع بسمعة جيدة في أوساط الجيش السوداني، منفذ عملية اعتقال البشير ووضعه تحت الإقامة الجبرية، فيما تعتبره أوساط سودانية مهندس عملية التغيير الجارية في السودان، ما يعطيه أولوية في قيادة المرحلة الانتقالية بما يرقى لطموحات الشعب السوداني.