* إيران تؤجج الأزمة الدبلوماسية بين البحرين والعراق

* البحرين من أوائل الدول العربية في إعادة التمثيل الدبلوماسي بعد 2003

* العراق المتضرر الوحيد من أزمات الصدر

* الصدر أدرك أنه مخطئ في مسألة التدخل بالشؤون الداخلية للبحرين

* هدف إيران بقاء العراق بعيداً عن محيطه العربي

* الصدر معروف بتصريحاته المثيرة للجدل وتدخله في شؤون دول الجوار

بغداد - خاص

أكد سياسيون عراقيون في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أن "إيران تستغل الأزمة الدبلوماسية بين العراق والبحرين على خلفية تصريحات زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتعزيز رؤيتها فيما يتعلق بتقارب العراق مع محيطه العربي".

واعتبر باحثون في الشان العراقي أن "توقيت تصريحات الصدر تسبب بإحراج العراق الذي يبذل جهوداً لترميم علاقاته مع عدد من الدول ومنها البحرين"، كما دعوه إلى "الالتفات لمشاكل العراق الكثيرة، وعدم تأجيج التوتر في المنطقة لأن العراق هو المتضرر الوحيد من هذا التوتر".

وقال الباحث في الشأن السياسي صالح سالم لـ "الوطن"، إن "إيران استغلت الأزمة الدبلوماسية بين العراق والبحرين لتعزيز رؤيتها فيما يتعلق بتقارب العراق مع محيطه العربي".

وأضاف سالم أن "هدف إيران هو بقاء العراق بعيدا عن محيطه العربي وأن خطوات تقارب العراق مع محيطه العربي بدأت تشكل قلقا كبيرا لدى إيران خاصة بعد فتح باب الاستثمار والتجارة بين العراق والسعودية".

وأوضح أن "تأثير هذه التصريحات المتصاعدة سيكون سيئا جدا على جهود الانفتاح العراقي نحو عدد من الدول الخليجية ومنها البحرين"، مشددا على "ضرورة تجنّب فوضوية التصريحات التي يلقيها السياسيون العراقيون والتي تتسبب بأضرار بمصالح العراق سياسياً أو اقتصادياً".

وقال المحلل السياسي مراد جاسم لـ "الوطن"، إن "هذه الأزمة مدروسة ومفتعلة وخير دليل على ذلك هو ظهور قوى سياسية عراقية كانت على خصومة عميقة مع مقتدى الصدر لتجنّد أتباعها ونوّابها في البرلمان وقنواتها الفضائية منذ بداية الأزمة للرد على البحرين والتضامن مع الصدر".

وأضاف أن "الصدر فهم الرسالة وأدرك أنه مخطئ في مسألة التدخل بالشؤون الداخلية للبحرين عندما طالب أتباعه بحمل الورد فقط والتظاهر أمام سفارة المنامة في بغداد إذ لم تشهد التظاهرة حضورًا معهودًا لأنصار التيار الصدري وحضر عدد قليل حاملين معهم الورود".

وأشار إلى أن "الحراك الدائر في العراق يقف خلفه إيران بالتحديد عبر فضائياتها والصفحات التي تموّلها عبر منصات التواصل الاجتماعي للترويج ضد المسارات العراقية الرامية إلى تعزيز العلاقات بين دول المحيط واحتواء الأزمات بالطرق المعهودة".

وتابع أن "الأزمات تحصل بين البلدان، ويمكن إنهاؤها بسهولة خاصة وأن بغداد والمنامة تربطهما علاقة وثيقة تعززت أخيرا ويمكن التنسيق بينهما لاحتواء ما حصل".

وقال الناشط المدني منصور الطائي لـ "الوطن"، إن "الصدر معروف في الأوساط العراقية بتصريحاته المثيرة للجدل وتدخله في شؤون دول الجوار إذ إنه أكثر من مرة غرّد بشأن السعودية والحرب في اليمن على الحوثيين ولكن كان الرد من المملكة تجاهل تلك التصريحات والتغافل عنها، خاصة وأنه لا يمثل الدولة العراقية وليس له منصب رسمي".

وأضاف أن "الناظر لحركة الخطابات التي ظهرت فإن أغلبها من القوى المؤيدة لإيران مثل تحالف الفتح الذي يتشكل من فصائل الحشد الشعبي فقط، حتى القوى الشيعية تفهّمت موقف البحرين في الدفاع عن سيادتها".

وأوضح أن "ما عقّد المشهد بين البلدين هو دخول جهات سياسية موالية لإيران على خط التصريحات واستغلالها الواقعة لتأجيج الرأي العام العراقي، ضد الانفتاح على البلدان العربية، وتحسين العلاقات معها لأن ذلك يأتي في سياق إستراتيجية طهران التي تسعى على الدوام إلى إبقاء بغداد تحت هيمنتها والتصدي لأي محاولة يستقل بها القرار العراقي عن طهران".

وتابع "يجب ألا ننسى أن البحرين من أوائل الدول العربية التي أعادت التمثيل الدبلوماسي مع بغداد عقب بعد عام 2003 على عكس بقية الدول العربية، وكان بالإمكان إنهاء المسألة بشكل طبيعي أو تقديم إيضاح عبر القنوات الدبلوماسية".