الجزائر - جمال كريمي

ألقى رئيس الحركة الانفصالية في الجزائر، المغني فرحات مهني، الموجود منذ سنوات محاضرة لطلبة جامعة مولود معمري بتيزي وزو، قرب العاصمة الجزائر، وهذا باستعمال تقنية "السكايب" في بث الصورة والصوت وهو الأمر الذي وضع إدارة الجامعة في حرج كبير خصوصا وأن فرحات مهنّي المعروف بأطروحاته الداعية لانفصال منطقة القبائل عن الجزائر، وترؤسه ما يزعم "الحكومة المؤقتة في الخارج"، قد بلغ مستويات متقدّمة من الاستفزاز عبر إصدار بطاقة تعريف خاصة بـ"مواطنيه" وعلم خاص بـدولته الموقف الأخير.

وانكشف الوجه الحقيقي لفرحات مهني، بأنه لا تهمه الجزائر ولا تهمه منطقة القبائل - تضم عددا من المحافظات ويتحدث سكانها اللغة الأمازيغية وهي لغة رسمية بنص الدستور - ولا يهمه الأمازيغ ولا يهمه أحد، بقدر ما تهمه نفسه وطموحاته وحبّه للزعامة ورغبته الجامحة في جرّ هذا البلد وشعبه إلى منطقة الخراب، حيث دعا أمام جمع من الطلبة إلى استعمال العنف بطريقة مباشرة، وهذه دعوة للحرب والدم والمآسي وإشعال النار بين الجزائريين في ظل ما تشهده الجزائر من أوضاع وحراك شعبي لكن من حسن الحظ أنّ هذه الدعوة لقيت استهجانا لدى الغالبية العظمى من الذين وجه لهم دعوته الخبيثة، ولقيت استهجانا شاملا من كافة الجزائريين.

وحسب ردود الأفعال بمدينة تيزي وزو، فإن فرحات مهني يكون قد وقّع بيان نهايته السياسية بعدما فهم سكان القبائل أنّ الرجل يريد فقط استعمالهم كجسر لتحقيق مطامعه الشخصية حيث أنّ فرحات مهني يقيم في العاصمة الفرنسية مع أفراد عائلته لا يهمه مصير هذا البلد ولا مصير أبنائه لا في منطقة القبائل ولا في غيرها من المناطق ولا يعير أي اهتمام للدم الجزائري إذا أُريق، بل هو الذي يدعو إلى إراقته جهارا نهارا وليس في السرّ والكتمان.