تونس –منال المبروك:
يشغل الطفلان أمير ومحمد الحمروني "14 و15 عاماً" التونسيين في أيام رمضان بعد أن تمكن الطفلان من إمامة مصلين بأحد مساجد مدينة بن قردان "جنوب غرب تونس" واستحسان مرتادي المسجد لأدائها في صلاة التراويح بالرغم من صغر سنهما.
ولم يتعود التونسيون على حداثة سن الإمام الذي يؤم الناس للصلاة في شهر رمضان أو على مدار العام، حيث تتعلق صورة الإمام بالشيخ الذي يرتدي الجبة التقليدية التونسية ما جعل من إمامة الطفلين الحدثين للمصلين في ليل رمضان حدثا ضجت به شبكات التواصل الاجتماعي.
ويؤم الطفلان صلاة التراويح في مسجد عثمان بن عفان ببن قردان جنوب تونس، وهما أصغر طفلين يؤمان المصلين في تونس بعد تميزهما في حفظ قسط كبير من الكتاب المقدس وسلاسة التلاوة ونطق الحروف.
وقال والدهما، نور الدين الحمروني، إنه لاحظ موهبة طفليه في الحفظ منذ سن 7 سنوات، وأنهما متميزان في حفظ القرآن، مبينا أنه رفض في 2016 أن يؤما المصلين لأنهما لم يكونا جاهزين للإمامة رغم حفظهما للقرآن مشيراً إلى أنه أصر على أن يتعلما قواعد التجويد حتى يتمكنا من إمامة المصلين والقيام بهذه المهمة على الوجه الأكمل.
وأكد والد الطفلين أنه يطمح إلى أن يكمل الإمامين الحدثين التجربة بمواصلة تعلميهما في اختصاصات دينية وفقهية في إحدى البلدان العربية للحصول على شهادة في الدراسات الإسلامية، مؤكداً أن ردود الفعل كانت إيجابية من المصلين، وهو ما ساهم في تشجيعهما.
ويتداول الطفلان على أداء صلاة التراويح منذ بداية شهر رمضان تحت مراقبة من السلطات الدينية المحلية التي ترعاهما وتساعد على تطوير قدراتهما في التجويد وحفظ القرآن منذ عام 2016.
وتضع وزارة الشؤون الدينية برامج لتكوين الأطفال والشباب الموهوبين في المسائل الدينية، إطار خطة لمقاومة الإرهاب والفكر المتطرف، كما تسهر على الإحاطة ودمج هؤلاء الأطفال في سن مبكرة هدفه حمايتهم ولكي لا تستغلهم الجماعات المتطرفة.
وأبدى المصلون الذين يرتادون المسجد بمدينة بن قردان بإمامة أمير ومحمد ردود فعل إيجابية جداً في ظل تعطش الناس لمواهب مماثلة ولأفكار سليمة.
وأمير ومحمد من مواليد 2004 و2005 وهما من محافظة القيروان وقدما مطلباً لإمامة المصلين في صلاة التراويح في شهر رمضان وتمت الاستجابة لهذا الطلب، وهي المرة الأولى في تونس التي يؤم فيها شقيقان المصلين وهما في سن صغيرة نسبياً.
وعلق وزير الشؤون الدينية التونسي أحمد عظوم أن الوزارة ستقوم على امتداد شهر رمضان المعظم بأكثر من 113 ألف نشاط ديني ستؤمنها إطارات الوزارة ونخبة من المهتمين بالشأن الديني، مشيراً إلى أن الوزارة بصدد الانتهاء من إعداد دليل مرجعي مفصل للائمة الخطباء سيرى النور في القريب العاجل.
وأوضح أحمد عظوم أن هذه الأنشطة المؤطرة توزع على المساجد والجوامع بكافة المحافظات التونسية وتشمل تقديم محاضرات وندوات ومسابقات قرآنية وفي الحديث النبوي، إلى جانب إملاءات قرآنية ومسامرات دينية بالتنسيق مع الوعاظ المحليين والأئمة وبالتعاون مع الجمعيات القرآنية.
وبين الوزير أن الهدف من ذلك تقويم السلوك الاجتماعي ونشر قيم الفضيلة والتعاون وتكريس مبادئ الإخاء والتعاون التسامح وتنظيم السلوكات الاجتماعية.