تتخطى الحرارة في الصحراء الجزائرية، 40 درجة وتصل إلى الخمسين، وهذا لا يمنع سكان مدن كورقلة واليزي وبشار وأدرار وتمنراست وتندوف، من الصيام، ولمواجهة العطش الشديد، يتناول السكان مشروباً محلياً مستخلصاً من جذع النخلة يسمى "اللاقمي".
و"اللاقمي"، هو مشروب طبيعي يستخرج من لب النخيل ويتم استخلاصه من جذوعه خاصة من تلك النخيل التي يتجاوز عمرها 40 سنة.
وتبدأ عميلة استخراجه بعد أن تجرد النخلة من جريدها بالكامل ولا يترك فيها شيئ بغية الجلوس فوق النخلة والانتقال فوقها بسهولة، ويتم في نفس الوقت كشف الليف حتى يظهر الجمار أو ما يعرف بشحم النخيل، وهو ما يشبه عادة سنام البعير مذاقه حلو وغني بالبروتين.
ويقوم ملاك الواحات، بحفر حوض النخلة على شكل حلقة مستديرة يكون عمقها نحو سنتمترين وعرضها نحو ذلك، وينتهي هذا الحوض بفتحة صغيرة يوضع فيها قصبة مجوفة إلى خارج رأس النخلة ليصب "اللاقمي" في إناء أعد من أجل جمع هذا الشراب مذاقه حلواً وطبيعاً، وفي المساء وقبل غروب الشمس بعد انخفاض درجة الحرارة بنحو ساعة يتم إزالة القشرة العليا من فوق الجمارة وعقب قشط القشرة يوضع الإناء مباشرة تحت الأنبوب حتى يتصبب اللاقمي للإناء بسهولة، ليقوم المزارع باستخراج "اللاقمي" بجمعه وأخذه بسرعة إلى الثلاجة حتى لا يتحول إلى مسكر.
ويعرض "اللاقمي" في ساعات الصباح الأولى في الأسواق أين تلقى هذه المادة إقبالاً كبيراً من طرف المواطنين خاصة في شهر رمضان.
ويلاحظ يومياً طوابير حول باعة "اللاقمي" ومنهم من يتنقل إلى قرى تبعد بنحو 20 كلم عن المناطق الحضرية قصد اقتناء مشروب "اللاقمي" حيث يتجاوز سعر اللتر200 دج - دولارين - .
وتحذر وزارة الصحة، من مغبة تجاهل الأساليب الوقائية في استخلاص مشروب "اللاقمي" كونه مشروب سرعان ما يتحول إلى مسكر خلال 72 ساعة خاصة في فترة الصيف.