القاهرة - عصام بدوي

حذر الدكتور المصري وأستاذ أمراض السكر والسمنة بجامعة هارفاد الأمريكية، أسامة حمدى، من استخدام السمن الصناعي، ملقباً أياه بالسمن القاتل.

وكشف د.حمدى لـ"الوطن"، أن السمن الصناعي المخلق من الزيوت النباتية يحتوي على أخطر أنواع الدهون والمسماه بالدهون المتحولة Trans Fat وهو أخطر ما يمكن أن تضعه في فمك فهو من أهم أسباب جلطات القلب والمخ.

وقال إن هذا الدهن هو الوحيد الذي حين تتناوله يزيد من نسبة الكولسترول الضار LDL في الدم في حين يخفض الكوليسترول المفيد HDL.

وأوضح، أن مصر وباكستان أعلى دول العالم في استهلاك السمن الصناعي القاتل، مشيراً إلى أن هذه الدول تستهلك ما يزيد عن ٤،٥٪؜ من سعراتها الحرارية أى ما يعادل حوالي 10 جرامات يومياً.

ومن المعروف علميا أن 2-1 جرام يومياً يضاعف فرصة الإصابة بجلطات القلب بنسبة تتعدى %90؜.

ومنتجات السمن الصناعي، تشمل التورت والكيك والكحك والحلويات الشامية والبطاطس الشيبسي ومعجنات الأطفال إضافة إلى استخدامها في الطهى مباشرة به عن طريق شراء علب وعبوات السمن المنتشرة في جميع أسواق العالم.

وأشار د. حمدى إلى أنه لا يمر يوم بدون الإعلان عن هذا السمن القاتل وسط الضحكات والسعادة والتلذذ بطعم الأكل المطبوخ به مع المقولة الخالدة "بطعم السمن البلدي" أو "بطعم ونكهة الزبدة الفلاحي"!.

وقال إنه "من الطريف أن تكتب هذه الشركات على علب الصفيح أن سمنها خال من الكوليسترول! فلا يوجد سمن يحتوي أصلاً على الكوليسترول، إلا أنه بالتأكيد يرفع الكوليسترول"!.

يذكر أنه منذ يونيو الماضي أعلنت الولايات المتحدة أنها ستكون خالية تماماً من هذا النوع من الدهون القاتلة في غضون ثلاثة سنوات، بينما يتم حالياً في مدينتى بوسطن ونيويورك إغلاق أى مطعم وتسحب رخصته نهائياً إذا ثبت طهيه بالسمن الصناعي.

ويعود السمن الصناعي إلى عام 1869 عندما أجرى الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث مسابقة لمن يستطيع تصنيع بديل للزبدة الطبيعية لإطعام الجيش الفرنسي والعائلات الفقيرة فكان هذا الاختراع الفريد الذي سمى بالسمن الصناعي.

وفيه يتم تحويل الزيوت السائلة إلى مادة متماسكة القوام يمكن تخزينها لفترات طويلة، وذلك عن طريق تمرير غاز الهيدروجين على الزيت لتحويلة إلى دهون مشبعة وهو ما يسمى بهدرجة الزيوت! ولكن إذا تم هدرجة الزيوت النباتية بصورة كاملة تتماسك كالحجارة لذا يتم هدرجتها جزئياً partially hydrogenated مما ينتج عنها السمن الصناعي أو ما سمى بالسمن النباتي لتصنيعه من الزيوت النباتية.

ولقد اشترت براءة الإختراع المذهل شركة هولندية في 1871 لذا سمى بعدها بالسمن الهولندي.