دبي - (العربية نت): ترأس ابن عم زعيم الانقلابيين في اليمن، محمد علي الحوثي، اجتماعاً لما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى" في تطور يفيد بقرب إزاحة رئيس المجلس الانقلابي مهدي المشاط، وفق ما أفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، اللندنية.

وظهرت صور للاجتماع برئاسة ابن عم زعيم الحوثيين، بصفته عضواً في مجلس حكم الانقلاب "المجلس السياسي الأعلى"، رغم وجود أعضاء أسبق منه في المجلس، وعلى الرغم من وجود وزراء حكومة الانقلاب خلال الاجتماع.

ونقلت "الشرق الأوسط" عن مصادر مطلعة أن اللقاء الذي رأسه محمد الحوثي بعيد عن المشاط، وجاء ليكشف عن عمق الصراع بين أجنحة حكم الميليشيات الانقلابية، حيث يعتقد الحوثي أنه الشخص الأولى بمسك زمام الانقلاب ورئاسته وليس مهدي المشاط الذي يرى فيه الحوثي عدم أحقيته بذلك لجهة عدم انتمائه إلى سلالة زعيم الجماعة. وتوعّد الحوثي خلال الاجتماع بمزيد من التصعيد العسكري لميليشياته عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي اليمنية والسعودية، في إصرار على إرهاب جماعته وعدم رضوخها للسلام والانصياع لقرارات المجتمع الدولي بما في ذلك القرار 2216.

وجاء اجتماع الانقلابيين للتعليق على نتائج قمم مكة الثلاث، وأثنى المجتمعون على الأدوار الإرهابية لـ"حزب الله" اللبناني ووجهوا الشكر لزعيم الحزب حسن نصرالله، الذي ترى فيه الجماعة وكيلاً محلياً لطهران على قدم المساواة مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.

وغياب المشاط عن الاجتماع الذي تصدره الحوثي مع كبار قادة الانقلاب، يشير إلى الخطوة الوشيكة للإطاحة به من قبل الجماعة وتسليم مجلس حكم الانقلاب إلى ابن عم زعيم الميليشيات.

من جهة أخرى، يرجح كثير من المراقبين اليمنيين، كما تشير إلى ذلك الكثير من التقارير الدولية، أن الجماعة الحوثية لاتزال تحصل على دعم غير محدود من الأسلحة الإيرانية المهربة، بمعية خبراء يعملون على تطوير قدرات الجماعة وإعادة تجميع ما يصلها من طائرات مسيرة وصواريخ. ويعتقد مراقبون أن إطالة أمد الحرب في اليمن وعدم حسم المعركة مع الجماعة الحوثية عسكرياً خلال السنوات الماضية، ضاعف من سيطرة الجماعة على مقدرات المؤسسات اليمنية، كما منحها الوقت الكافي للحصول على الأسلحة، فضلاً عن منحها الوقت لتجريف الثقافة المجتمعية لمصلحة ثقافتها الإيرانية الخمينية. ويستبعد سياسيون يمنيون أن تجنح الجماعة الحوثية في الوقت الراهن إلى السلام دون أن تكسر عسكرياً، بما في ذلك انتزاع الحديدة وموانئها منها وبقية مناطق الساحل الغربي لليمن، فضلاً عن تضييق الخناق عليها بالزحف نحو صنعاء نفسها.