دبي - (العربية نت): بدأت إيران منذ فترة بعقد عزمها على الحوثي في اليمن، كي يكون وكيلها الإقليمي المفضل في المواجهة المتصاعدة بينها وبين الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة، حيث كشف تقرير خاص نشرته مجلة "فورين بوليسي"، الأمريكية تحول اهتمام إيران من "حزب الله" اللبناني إلى الحوثيين.

وأكد التقرير أن هذا الأمر يجب لم يعد مفاجأة، إذ إن طهران طالما نظرت باهتمام لأي من ميليشياتها المتحالفة معها، وهدفها من ذلك تنشيط أذرعها في ظروف معينة لنزاع معين.

أما في المواجهة الحالية مع الغرب، فإن إيران تركز على التلويح بجدية الموضوع وخطورته، وعلى زيادة مخاطر الصراع.

ويشير التقرير إلى أن الحوثيين، يستطيعون القيام بهذا العمل بشكل جيد.

وكان زعيم ميليشيات "حزب الله" اللبنانية، حسن نصر الله، قد هدد بشن حرب إقليمية، بحسب زعمه، إذا ما تعرضت إيران لهجوم أمريكي، وسط تصاعد التوترات بين البلدين.

واعتبر التقرير كلام حزب الله "بياناً متوقعاً"، وقال، "إن كلام نصر الله محاولة لتهدئة مخاوف مؤيدي الحزب في الداخل"، بحسب تعبيره.

وشرح التقرير أن ""حزب الله" كان أكثر ميليشيات طهران فعالية، وكان من المتوقع مشاركته في جميع حروب إيران، إلا أن الضغوط الداخلية في لبنان باتت تعقد تلك المشاركة. وبالتالي ستغير إيران سياستها الخارجية وفقاً لذلك".

وذكّر التقرير أنه "في منتصف شهر مايو، تحديداً بعد 9 أيام من إرسال الولايات المتحدة مجموعة من حاملات الطائرات وقاذفات سلاح الجو إلى الشرق الأوسط، وبررت ذلك بوجود "تهديد وشيك من إيران"، لم تأتِ ردة الفعل من "حزب الله"، ولا الميليشيات في العراق، بل من الحوثيين الذين اعترفوا فيما بعد بمهاجمة خط أنابيب سعودي.

بدوره، أكد سيد محمد ميراندي وهو أكاديمي وسياسي إيراني أمريكي مقيم في طهران، أنه لن يتفاجأ إذا ما قدم الحوثيون مساعدة لإيران. وقال من المحتمل أن الحوثيين لم يرق لهم ضغط العقوبات المفروضة على طهران.

وأضاف مايكل نايتس، الصحافي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن استخدام إيران للحوثيين كان "خيارا ذكيا"، لأن أي انتقام ربما يحدث سيكون داخل اليمن وليس إيران.

ونقلت المجلة عمن قالت إنهم مجموعة واسعة من المحللين السياسيين اللبنانيين، بمن فيهم عدد من المقربين منه أن طهرن كانت حكيمة في إبقاء الحزب بعيداً عن صراعها مع الولايات المتحدة.

وقال سامي نادر محلل سياسي، إن ""حزب الله" ليس لديه ما يكفي من الدعم المحلي ليقاتل مباشرة من أجل إيران، ويعرض السلام الهش في لبنان للخطر، مع مزيد من التداعيات المضعِفة على اقتصاده".

وتابع غسان جواد، المحلل المعروف بقربه من "حزب الله"، أن "هناك تفاهماً غير معلن بين الولايات المتحدة وإيران، وحزب الله، حول لبنان يقوم على مسألة استمراره كدولة فاعلة في منطقة مزقتها النزاعات".

وتابع "لن يلعب "حزب الله" دوراً نشطاً إلا إذا كانت هناك حرب مكتملة بين الولايات المتحدة وإيران، أو إذا قررت حكومة الأسد في سوريا الرد على إسرائيل بسبب احتلالها لمرتفعات الجولان، والقصف المنتظم للأصول الإيرانية على أراضيها".

وتعتمد الخطوة التالية لإيران على مدى تقدم الولايات المتحدة، فإيران تزداد يأسًا لأن قنواتها لبيع النفط تواصل الاضمحلال في مواجهة العقوبات الأمريكية. وإذا صعدت الولايات المتحدة من ضغوطها الاقتصادية من خلال اعتراض ناقلات النفط الإيرانية مثلاً، أو فرض عقوبات على الشركات التي تشتري نفطها، فمن المرجح أن توسع طهران من انتقامها عبر وكلائها، ليشمل ذلك الميليشيات العراقية المتحالفة معها، والتي تتمتع بوضع جيد لضرب الأصول الأمريكية.

ويقول الخبير الإيراني، ميراندي إنه بالإمكان توقع الاستجابة الإيرانية بنفس قدر التهديدات التي تواجهها. أي سيكون انتهاك متبادل، لخطة العمل المشتركة الشاملة، أو الحرب مقابل الحرب، أو الإيلام الاقتصادي للولايات المتحدة وحلفائها، في مقابل تجدد العقوبات الاقتصادية ضد إيران.

وبحسب المجلة، فإن إيران ستتبع خطوات تدريجية للانسحاب من الاتفاق النووي، وستبني موقفا أكثر عدائية في المنطق مع استمرار الجمود مع إدارة ترامب.