تونس – منال المبروك

تعيش العائلات التونسية حالة من الاستنفار مع بدء انطلاق امتحانات البكالوريا "الثانوية العامة"، أو ما يطلق عليه محلياً بـ "الباك"، حيث يمثل امتحان ختم المرحلة الثانوية أو يعبر عنه محلياً "الباك" حدثاً مهماً تتهيأ له الأسر التونسية على وقع استعدادات وعمليات استنفار باعتباره بوابة الطلاب نحو المرحلة الجامعية والحياة المهنية.

وقد تقدم سبعيني "من مواليد أبريل 1952"، إلى إجراء مناظرة الثانوية العامة ليكون بذلك أكبر مرشح لامتحانات "البكالوريا" في تونس هذا العام، ويلتقي شيخ المتناظرين للبكالوريا في دورة 2019 مع أصغر المترشحين المولود عام 2002 ليكون فارق السن بينهما نحو نصف قرن.

ويجتاز الذهبي الجامعي "67 عاماً" مناظرة الثانوية العامة في معتمدية وادي مليز من محافظة جندوبة شمال غرب تونس بعد انقطاع عن الدراسة لنحو 4 عقود.

وقال الجامعي لـ"الوطن" إنه "قرر اجتياز الامتحان مع تلاميذ في سن أحفاده تطبيقاً لمبدأ أطلب العلم من المهد إلى اللحد" مشيراً إلى أن "السن لا يمكن أن يكون حاجزاً أمام اكتساب المعرفة".

وأضاف أنه "مقر العزم على النجاح"، معتبراً "اجتيازه للبكالوريا مع تلاميذ في سن أحفاده رسالة إلى الطلاب بالنهل من العلم في أي سن كانت".

والذهبي الجامعي واحد من بين 131 ألفاً و907 مترشحين بدأوا الأربعاء امتحان البكالوريا في دورته الرئيسة إلى غاية 19 يونيو الجاري.

ويتوزع المترشحون للدورة الرئيسة لبكالوريا 2019 إلى 107 آلاف و517 تلميذاً مسجلين في المعاهد العمومية و18 ألفاً و583 تلميذاً في المعاهد الخاصة و5 آلاف و807 مترشحين بصفة فردية.

ويتمتع 428 مترشحاً لاجتياز امتحان البكالوريا هذه السنة بإجراءات استثنائية تتمثل أساساً في تضخيم الخط وتقديم المواضيع مكتوبة بطريقة البراي وترجمة مواضيع الفلسفة والتاريخ والجغرافيا للغة الفرنسية وإضافة ثلث الوقت القانوني لكل حصة اختبار واجتياز الامتحان بالسجن .

وفي أكبر سجن بالعاصمة تونس "المرناقية"، انطلقت الاختبارات الخاصة بالتلاميذ المسجونين وفق تصريح العميد هشام الرحيمي مدير سجن المرناقية الذي أكد أن 4 أربعة سجناء يجتازون امتحان البكالوريا في شعب الإعلامية والعلوم التقنية والآداب والاقتصاد والتصرف.

وأضاف أن الطلاب المسجونين يقضون عقوبات مختلفة، منهم من تصل عقوبته إلى 7 أعوام سجناً كما أن من بينهم من تم إيداعه السجن الماضي.

وتتم العملية وسط قاعة خاصة بالمترشحين السجناء داخل أحد معاهد العاصمة فيما يشرف 4 مراقبين مدنيين على حراستهم، وتتولى سيارة أمنية خروجهم من معهد إلى سجن المرناقية حاملين الاختبارات.

وفي محافظة توزر الجنوبية إضطرت مترشحة تعرضت إلى لدغة عقرب ببهو معهدها دقائق قبل بداية الاختيارات إلى إجراء امتحان البكالوريا في المستشفى الجهوي بتوزر بعد إصرار المدرسين على توفير كل الظروف لها لاجتياز الامتحان في أحسن الظروف إلى حين تحسن وضعها الصحي.

وبدأت وزارة التربية هذا العام في حجر كل الوسائل الإلكترونية داخل مراكز الامتحانات من قبيل الهواتف الجوالة والأقلام والإلكترونية للحد من الغش أو تسريب الامتحانات.