* "الوطن" تشارك في إيجاز صحافي هاتفي لمساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية

* هناك بعض الجهات المخرّبة من طرفي الأزمة في السودان

* نحتفظ بترسانة من الحلول الإيجابية والسلبية بشأن أزمة السودان

* ننتظر نتائج التحقيق في عملية فض اعتصام الخرطوم

* طرفا الأزمة أصبحا خصمين وعليهما التوصل لنتائج مرجوة

* أمريكا لم تتأخر بشأن الأزمة وليس بالضرورة نشر كل مقترحاتنا ونقاشاتنا

* واشنطن ستعلن عن إجراءاتها بشأن السودان في الوقت المناسب

* أمريكا لن تهتم بوضع السودان أكثر من الجهات المعنية بالأمر

* لابد من الاستجابة لمطالب الشعب السوداني بعدما عانى عقوداً من الديكتاتورية

* نخشى من تفشي الفوضى والعنف وتأثير ذلك على جنوب السودان

* أمريكا لن تستطيع أن تحل مشاكل العالم كلها

* واشنطن تسعى لمنع سيطرة الجيش على الحكم في أي دولة أفريقية

إعداد ومشاركة - وليد صبري

أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية السفير تيبور ناغي أن «أمريكا تراقب «عملية تسليم السلطة للمدنيين في السودان»، مضيفاً أن «لدى واشنطن ترسانة من الحلول الإيجابية والسلبية تحتفط بها وستعلن عنها في الوقت المناسب».

واعتبر السفير تيبور ناغي في إيجاز صحافي هاتفي بمشاركة صحيفة «الوطن» البحرينية، أن «هناك بعض الجهات المخرّبة من طرفي الأزمة في السودان»، في إشارة إلى المجلس العسكري الانتقالي الحاكم في السودان، وكذلك من قوى «الحرية والتغيير» المعارضة.

وقال إن «طرفي الأزمة في السودان أصبحا خصمين»، مشدداً على ضرورة أن «يجلس طرفي الأزمة من أجل الحوار والتفاوض سعياً منهما للقضاء على الشائعات».

وفي رد على سؤال حول إمكانية فرض عقوبات على المجلس العسكري لممارسة الضغوط عليه، إذا استمر على موقفه ورفض التفاوض مع المعارضة، أفاد مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية، بأن «الأسرة الدولية متوافقة على قرارات معينة وكل الأساليب متاحة، وستقرر أمريكا متى تلجأ إليها»، دون أن يعطي أية تفاصيل حول القرارات أو الإجراءات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي ضد المجلس العسكري في السودان.

وقال إننا «ندعم الوساطة في السودان وقد نصحنا قوى «الحرية والتغيير» أن تشارك في المفاوضات والحوار من أجل إيجاد حل للأزمة، ومن أجل القضاء على الشائعات».

وشدد السفير تيبور ناغي على أن «أمريكا تدعم كل من يشارك في العملية السياسية في السودان، لكن في الوقت ذاته، لا يمكن للولايات المتحدة أن تهتم بالوضع اكثر من الجهات المعنية بالأمر لاسيما كذلك الدول المجاورة».

وأشار إلى أن «أمريكا تراقب عملية تسليم السلطة للمدنيين في السودان، وتسليم السلطة إلى حكومة مدنية تلبي طموحات الشعب السوداني، وفي الوقت ذاته، لدينا ترسانة من الطرق والحلول الإيجابية والسلبية، لحل الأزمة لكننا نحتفظ بتلك الأساليب»، دون أن يكشف عن تلك الأساليب.

وذكر أن «أمريكا لا تلعب دوراً مباشراً بشأن الأزمة وبالتالي على الوسطاء والأطراف المعنية أن يكون لها دور والولايات المتحدة لن يكون لها دور أكبر من الشركاء، ولذلك أمريكا تراقب عن كثب تلك العملية ونود أن نتأكد من أن هناك مرحلة انتقالية تؤدي إلى حكومة مدنية تحظى بدعم الشعب السوداني».

وحول تصوره لشكل الحكومة المقبلة في السودان، أوضح السفير تيبور ناغي أنه «يتمنى أن تكون الحكومة السودانية المقبلة مدنية وديمقراطية، لأنه من الممكن أن تكون هناك حكومة مدنية لكنها لا تمارس الديمقراطية».

وشدد على أنه «لابد من الاستجابة لمطالب الشعب السوداني الذي عانى على مدار عقود من الديكتاتورية». وفي رد على سؤال حول التوجه الأمريكي نحو ما يحدث في أفريقيا حيث تعاني بعض الشعوب الأفريقية من حكم الديكتاتور الواحد على مدار عقود، الأمر الذي يثير سخط تلك الشعوب الأفريقية، أجاب مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية بأن «واشنطن تسعى لمنع سيطرة الجيش على الحكم في أي دولة أفريقية يحدث فيها ثورة أو انتفاضة ضد حكم القائد الواحد، وقد رأينا ذلك، حيث قام الاتحاد الأفريقي بتعليق عضوية السودان، وبالتأكيد أن الاتحاد الأفريقي لديه أساليب أخرى للتعامل مع تلك الأزمات والمشاكل، ولن أتحدث بالنيابة عنه، لكننا لاحظنا أن شباب أفريقيا لديهم طموحات في الديمقراطية والحكم المدني، ورأينا ما يحدث في أنجولا والكونغو الديمقراطية، كما أننا رأينا آثاراً سلبية لما حدث في السودان والجزائر وزيمبابوي والكاميرون مؤخراً، وقد لاحظنا أن هناك موجة انتقالية في أفريقيا في الوقت الحالي، ونحن ندعم الانتقال الديمقراطي لأن تلك الدول في مفترق طرق». وقال إننا «ننتظر التحقيق في عملية فض الاعتصام الذي جرى في العاصمة الخرطوم ولكن يجب أن تكون هناك جهات مستقلة تكشف عن المتورطين في عملية فض الاعتصام». وفي رد على سؤال حول تأخر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التدخل في مشكلة السودان، أوضح أن «أمريكا لم تتأخر، وليس بالضرورة أن ننشر كل حواراتنا وتدخلاتنا واقتراحاتنا ونقاشاتنا، وقد كانت العملية تتم بشكل صحيح، لكن بعد ذلك تغير الوضع، ومن ثم اتخذنا موقفاً مختلفاً». وأشار إلى أن «واشنطن تتعامل مع المجلس العسكري الانتقالي بصفته هو رأس السلطة الحاكمة، كما أننا نتعامل مع قوى «الحرية والتغيير»، والطرفين أصبحا خصمين لكنهما لابد أن يعملا معاً من أجل التوصل إلى النتائج المرجوة التي تصب في صالح السودانيين».

وشدد على أن «أمريكا لن تستطيع أن تحل مشاكل العالم كلها ونحن نؤمن أن الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا «إيجاد»، والدول المجاورة المعنية بالسودان تعمل على حل هذا الملف وهناك اجتماعات عقدت وهناك اجتماعات مرتقبة ونركز على النتيجة التي تعود بالفائدة على الشعب السوداني». وقال إننا «نتمنى ألا توثر الأوضاع في السودان على جنوب السودان، لاسيما وأننا نخشى من تفشي الفوضى والعنف، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على جنوب السودان، وقد ناقشنا الأمر مع المسؤولين السودانيين ومع شركائنا في عملية السلام».