* الرئاسة التونسية: حالة السبسي مستقرة* إدانات عربية ودولية للهجمات الإرهابيةتونس - منال المبروكاستفاقت تونس الخميس على سلسلة من التفجيرات الإرهابية استهدفت مواطنين ودورية أمنية في شارع رئيس في قلب العاصمة تونس "استشهد" على إثرها رجل الأمن "رمزي الزمالي 27 عاماً" فيما أصيب زملاؤه وعدد من الأمنيين باصابات متفاوتة الخطورة.العملية الإرهابية الأولى التي وقعت في شارع "شارل ديغول" بمنطقة باب البحر بالعاصمة تلتها عملية ثانية حيث فجّر ارهابي ثاني نفسه في بوابة مأوى مركز أمني مختص في مقاومة الإرهاب، ما تسبب في إصابة 4 أمنيين كانوا على متن سيارة في بوابة المقر الأمني بمنطقة القرجاني.وأعلنت وزارة الداخلية التونسية في بلاغ رسمي لها أن "شرطيا قتل وأُصيب آخرون فضلاً عن مدنيين، جراء تفجيرين انتحاريين، وقعا، اليوم الخميس، في وسط العاصمة التونسية".ووقع التفجير الأول على بعد نحو 150 متراً من السفارة الفرنسية، وقالت الداخلية التونسية، أن "شخصاً أقدم، في الساعة 10:50 صباحاً "توقيت محلي" على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بنهج شارل ديغول بالعاصمة"، دون ذكر أي تفاصيل عن هوية منفذ العملية.الحادثين المتزامنين الذين وقعا في العاصمة تونس سبقتهما عملية إرهابية ثالثة فجر الخميس. وقد استهدفت محطة الإرسال بجبل عرباطة في قفصة جنوب غرب تونس، والمؤمنة من طرف تشكيلات عسكرية، حيث أطلق إرهابيون النار على عسكريين كانوا بصدد حراسة الموقع دون وقوع إصابات، بحسب بيان لوزارة الدفاع.وأوضح البيان أن "التشكيلة العسكرية المتواجدة بالمكان، تدخلت وردت الفعل فورياً مما أجبر المسلحين على الفرار بعمق الجبل"، مشيراً إلى أن "العملية العسكرية والأمنية، لا تزال متواصلة لتقفّي آثار هذه المجموعة".وأثارت التفجيرات التي استهدفت العاصمة تونس الخميس المواطنين الذين بحالة من الهلع في تونس، لا سيما أن التفجيرين الانتحاريين وقعا وسط الشوارع التي تشهد حركة تجارية مكثفة وتعد البوابة الرئيسة نحو المسلك السياحي داخل المدينة العتيقة.ودعا رئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي عاين عقب العملية الإرهابية موقع الجريمة بصحبة وزير الداخلية التونسيين إلى عدم الخوف والعودة إلى حياتهم الطبيعية مؤكداً أن "الحرب من أجل دحر الإرهاب متواصلة ولن تتوقف".وقال إن "تونس ستواصل انتقالها الديمقراطي وأنه لا خوف على السياحة والاقتصاد المحليين".وتأتي العملية الإرهابية التي طاولت الأسواق الشعبية بقلب العاصمة في وقت يعرف فيه القطاع السياحي تعافياً وتترقب تونس استقبال أكثر من 9 ملايين سائح.وقد توالت الإدانات العربية والدولية للتفجيرين الانتحاريين الذين شهدتهما العاصمة التونسية، الخميس، وأسفرا عن مقتل شخص وإصابة آخرين.وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان، عن "إدانة الدولة واستنكارها لهذه الأعمال الإرهابية"، مؤكدة "موقف الدولة الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب، الذي يستهدف الجميع دون تمييز بين دين وعرق، أياً كان مصدره ومنطلقاته".كما أكدت "وقوف دولة الإمارات وتضامنها مع الحكومة والشعب التونسي في مواجهة العنف"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".ودعت الإمارات المجتمع الدولي إلى "التكاتف لمواجهة هذه الآفة الخطيرة، التي تهدد أمن واستقرار دول العالم، واجتثاثها من جذورها".كذلك أدان الأردن، على لسان وزير خارجيته أيمن الصفدي، الهجومين، مؤكداً "وقوف الأردن بشكل كامل مع الأشقاء في مواجهة الإرهاب وحماية أمنهم واستقرارهم".وشدد الصفدي على أن "الإرهاب وظلاميته عدو مشترك"، مؤكداً على "ثقة المملكة بقدرة الأشقاء على دحره والحفاظ على أمنهم واستقرارهم وحماية مسيرتهم الديمقراطية التي قدمت بإنجازاتها نموذجا في عملية التحول الديمقراطي".وفي ردود الفعل الدولية، نشر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تغريدة على تويتر، يدين فيها الهجومين، حيث قال: "أدين بحزم الاعتداءات التي أصابت قلب تونس اليوم. كل أفكارنا مع الضحايا وأحبائهم. تقف فرنسا إلى جانب الشعب التونسي في هذه المحنة".وتزامنت العمليات الإرهابية في تونس مع تضارب الأنباء الخميس، حول الحالة الصحية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وبينما أعلن مستشار الرئيس التونسي في تغريدة له على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "حالة الرئيس السبسي الصحية حرجة جداً"، كشفت مصادر من داخل المستشفى العسكري في العاصمة تونس أن الرئيس التونسي وافته المنية، قبل أن تنفي الرئاسة التونسية صحة الخبر وتؤكد أن حالة الرئيس التونسي مستقرة.وفي وقت لاحق، قالت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة التونسية، سعيدة قراش، في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، الخميس، إن حالة الرئيس الباجي قايد السبسي مستقرة.وأضافت قراش أن السبسي يخضع حاليا لمزيد من الفحوص الطبية بعد نقله إلى المستشفى العسكري.وأكدت أن نقل الرئيس البالغ من العمر "92 عاماً" إلى هذا المستشفى العام يؤكد الثقة بالقدرات التونسية والشفافية في التعامل مع صحة الرئيس.وزار رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، السبسي في المستشفى، حيث دعا لوقف بث الشائعات بشأن صحته.وقالت الرئاسة التونسية في بيان نشرته على الصفحة الرسمية التابعة لها على موقع "فيسبوك"، إنه تم نقل "رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي يوم الخميس إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج اللازم وحالته الآن في استقرار ويخضع للفحوصات اللازمة".وشهدت تونس، الخميس، تفجيرين انتحاريين، الأول استهدف سيارة شرطة في شارع شارل ديغول، وأدى إلى وفاة رجل أمن وإصابة 5 أشخاص "رجلي أمن و3 مدنيين"، فيما استهدف الانفجار الثاني وحدة مكافحة الإرهاب، إثر قيام شخص بتفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني في العاصمة، وخلف 4 إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف القوى الأمنية، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.وتتسارع الأحداث السياسية في تونس في وقت تتسير فيها البلاد نحو إجراء الانتخابات البرلمانية في 6 أكتوبر المقبل، والرئاسية في 10 نوفمبر المقبل وسط دعوات لتأجيل الانتخابات.