* الرئيس العراقي: لن ندع مجالاً للنيل من الأواصر الأخوية بين الشعبين

* الخارجية العراقية: ملتزمون بحرمة البعثات الدبلوماسية وأمن السفارات خط أحمر

* اعتقال عشرات المتورطين في اقتحام سفارة البحرين ببغداد

* "تحالف القوى العراقية" يدين اعتداء سفارة البحرين ويدعو لتعزيز أمن المقار الدبلوماسي

بغداد – وسام سعد

استنكرت أوساط حكومية وسياسية وشعبية ما تعرضت له سفارة مملكة البحرين في العراق من اعتداء من قبل متظاهرين، فيما اعتبر مراقبون أن "المسلحين تقودهم أجندات خارجية للتأثير على علاقة العراق بمحيطه العربي وخاصة مملكة البحرين الشقيقة، في إشارة إلى إيران، وفقاً لما ذكره مراقبون.

وقد أكد الرئيس العراقي برهم صالح في بيان صحافي صدر عن رئاسة الجمهورية وتلقت "الوطن" نسخة منه "استهجان الحكومة والشعب العراقي للاعتداء المشين على السفارة البحرينية"، مشدداً على "التزام الدولة العراقية بحماية المنشآت الدبلوماسية"، مشيراً الى ان "هذه التصرفات لا تمت إلى المصلحة العراقية وأن الحكومة أقدمت على إجراءات لمحاسبة المتورطين والمقصرين".

وقال صالح إن "العراق يعتز بعلاقاته مع أشقائه في البحرين، ولن يدع مجالاً للنيل من الأواصر الأخوية بين الشعبين".

وأصدر مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، الجمعة، بياناً بشأن أحداث السفارة البحرينية في بغداد.

وقال المكتب في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه إن "الحكومة تعرب عن أسفها الشديد لقيام عدد من المتظاهرين بالتجاوز على مبنى سفارة مملكة البحرين الشقيقة والقيام بأعمال تخريبية مخالفة للقانون وسلطة الدولة وحصانة البعثات الدبلوماسية".

وأضاف البيان أن "الأجهزة الأمنية كافة اتخذت الإجراءات الحازمة والفورية لإخراجهم من السفارة وكذلك لإعادة النظام وتوفير الحماية اللازمة واعتقال المتسببين تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء".

وتابع أن "الحكومة العراقية جادة في منع خرق النظام والقانون ولن تتسامح مطلقاً مع مثل هذه الأعمال"، مشيراً إلى أن "الحكومة ترفض بشكل مطلق أي عمل يهدد البعثات الدبلوماسية وأمنها وسلامتها وسلامة العاملين فيها".

وأكدت وزارة الخارجيّة العراقية، الجمعة، "التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسيّة في بغداد"، مشددة على أن "أمن السفارات خط أحمر لا يسمح بتجاوزه".

وقالت وزارة الخارجيّة في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه، "ندين قيام بعض المتظاهرين باقتحام سفارة مملكة البحرين الشقيقة لدى بغداد"، مؤكدة "التزامنا بحرمة البعثات الدبلوماسيّة، وضرورة عدم تعرُّض أمنها للخطر".

واضافت ان "أمن السفارات خط احمر لا نسمح بتجاوزه"، مشيرة إلى أنَّ "السلطات الأمنيَّة قد اتخذت جميع الإجراءات".

وأوضحت "نبذل أقصى الجُهُود في مُلاحَقة المتسبِّبن، والمُحرِّضين على هذه الأعمال"، لافتة إلى "إلقاء القبض على عدد منهم، لإحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل، علاوة على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مبنى السفارة البحرينيّة ضدّ أيّ اقتحام، أو اعتداء على موظفيها، ومنع أيِّ إخلال بأمنها".

وختمت وزارة الخارجية العراقية بيانها بالقول "نُعرِب عن أنّ مثل هذه الأفعال لن نسمح بأن تؤثر في العلاقات الأخويَّة التي تربط البلدين".

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية عن "اعتقال 54 شخصاً من الذين اعتدوا على سفارة البحرين في العاصمة بغداد وتشكيل مجلس تحقيق بحق آمر قوة الحماية المعنية بحماية سفارة مملكة البحرين لتقصيره في الواجب".

وأكد وزير الداخلية ياسين الياسري أن "أمن السفارات والبعثات الدبلوماسية خط أحمر ولايسمح بتجاوزه تحت أي ظرف".

وقال الياسري بعد زيارته مقر السفارة ولقاءه سفير مملكة البحرين في العراق صلاح المالكي إن "القوات الأمنية اعتقلت 54 شخصاً من مقتحمي السفارة البحرينية في منطقة المنصور في بغداد".

وأضاف الياسري أنه "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحق هؤلاء"، مشيراً إلى أن "أمن السفارات والبعثات خط أحمر، ولن نسمح بالتجاوز عليها تحت أي ظرف".

بدوره، أدان "تحالف القوى العراقية"، "الاعتداء على سفارة البحرين ودعا إلى تعزيز أمن المقار الدبلوماسية".

وعجت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات الشجب والاستنكار لما تعرضت له سفارة مملكة البحرين في العراق من اعتداء من قبل متظاهرين وصفتهم معظم التعليقات بانهم موالين لإيران.

ووصف رئيس حزب الحل جمال الكربولي اقتحام متظاهرين لسفارة مملكلة البحرين بالتصرفات غير المحسوبة.

وقال الكربولي في تغريدة له على موقع "تويتر" إن "سنوات من العمل الدبلوماسي الشاق لإقناع الأشقاء العرب بأن بغداد بيتهم الأمن تضيع بسبب تصرفات غير محسوبة لن تصب في مصلحة العراق".

واستنكر النائب السابق، محمد الدايني، الهجوم على مقر السفارة البحرينية في العاصمة بغداد.

ونشر الدايني تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر" قائلاً "عندما هاجم المتظاهرون إحدى القنصليات في البصرة، قامت الدنيا ولم تقعد.. محتجوا البصرة تمت ملاحقتهم واعتقالهم وتصفيتهم".

وأوضح بالقول إلى "متى يتلاعب بعضكم بمصير وطن وشعب؟ مهاجمة السفارات والممثليات الدبلوماسية، أمر مرفوض، ضعوا مصالح العراق فوق رؤوسكم لا على أعقاب ذيولكم".

وقال النائب السابق في البرلمان العراقي جوزيف صيلوا "كإنسان عراقي، أؤمن إيماناً راسخاً بحق الشعوب والتعاضد معها حينما تكون متعرضة للاضطهاد والاستبداد، لكن ما تعرضت له السفارة البحرينية في بغداد "تحت عنوان دعماً للفلسطينيين"، هي أكذوبة أخرى يراد منها تمريرها على الشعبين العراقي والفلسطيني".

وأضاف صليوا لـ "الوطن" أن "الذي لا يتعاضد مع ابناء شعبه تعاضده مع الشعوب الاخرى هو كذبٌ ونفاق وضحكٌ على الذقون طيلة الـ 16 عاماً التي خلت، يتعرض ابناء شعبكم من الكلدان السريان الاسوريين والارمن، الايزيديين، المندائيين للقتل الجماعي والتهجير القسري واغتصاب حقوقهم وممتلكاتهم وتهميشهم والمضايقة على حرياتهم ومحوا وجودهم التاريخي من خلال تشريع قوانين دينية متشددة وعنصرية متخلفة تحت قبة البرلمان وحرمانهم من الوظائف وسرق مقاعدهم اليتيمة و... من من نصبوا أنفسهم ممثلين للأغلبية في العراق وباسم الديمقراطية في أرض آبائهم و أجدادهم الذي عاشوا فيه قبلكم 7000 سنة لكننا لم نشاهد ولم نسمع اعتراضاً من قبلكم على ذالك ولا خرجتم تظاهرة تأيداً لهم و لا تعاضدتم مع اخوتكم في الوطن".

وتابع صليوا "فعن أي تضامنٍ تحدثون أيها السادة الأكارم "المعتدين على السفارة البحرينية"؟؟ منذ زمنٍ بعيد قيل من لا خير فيه لأهله لا خير فيه للغريب! لذا ايها الشعب الفلسطيني الصامد لا تصدقوا هذه الاكاذيب والدجل الذي يمارس بحقكم. لأنه لا يمر علينا كشعب عراقي، ففي حقيقته هو تتفيذ لاجندات خارجية حباً بهم و أمراً منهم وليس حباً بكم".

وقال المحلل السياسي خليل يعقوب لـ "الوطن"، "قبل ان نخرج بتظاهره تنديد وحرق علم البحرين ورفع علم فلسطين بادعائات مزيفه علينا الخروج وتحرير انفسنا من سطوة المليشيات والاحزاب قبل تحرير فلسطين".

وأضاف أن "فلسطين ليست بحاجة إلينا وأن لها شعباً يعلم متى يخرج ليحرر نفسه ما حصل من اعتداء على سفارة البحرين في بغداد قبض ثمنه حرروا أنفسكم من عبوديه الأحزاب الفاسدة وخرجوا واطردوهم حينها اخرجوا لتحرير فلسطين".