بيروت - بديع قرحاني

تعرض موكب وزير شؤون النازحين صالح الغريب إلى إطلاق نار كثيف أثناء مروره بطريق فرعية متوجها للقاء وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، حيث كان يزور منطقة الجبل ذات الغالبية الدرزية. هذه الزيارة التي لم تلقَ استحساناً من قبل مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط، بسبب الخطاب السياسي الذي ينتهجه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل إضافة إلى الصراع القوي بسبب التعيينات التي من المتوقع أن تتم في الأيام القليلة المقبلة حيث يتهم كل من رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل أنهم يتقاسمون السلطة فيما بينهم ضاربين عرض الحائط كل القوى السياسية الأخرى. وبالطبع فإن زيارة وزير خارجية لبنان إلى الجبل عبر بوابة وزير الشؤون الاجتماعية صالح الغريب وطلال أرسلان المحسوبين مباشرة على محور إيران وسوريا لن يلقى قبولاً لدى شريحة كبيرة من الدروز وبصورة خاصة من قبل مناصري وليد جنبلاط الزعيم الأقوى والأكثر حضوراً على المستوى الوطني والدرزي. وقد أعلن وزير شؤون النازحين صالح الغريب أنه تعرض لمحاولة اغتيال بشكل متعمد أثناء سلوكه طريق فرعية وقد قتل اثنان من مرافقيه وجرح آخر، كما جرح أيضاً عناصر من الحزب الاشتراكي الذين بدورهم اتهموا مرافقي الغريب من أنهم هم من بادروا إلى إطلاق النار أثناء الطلب منهم بعدم المرور من الطريق التي أراد الوزير الغريب سلوكها وكان يتجه الوزير الغريب للقاء وزير الخارجية اللبناني الذي سرعان ما غادر المنطقة بعد الإشكال وتم إلغاء حفل العشاء الذي كان يقيمه على شرفه طلال أرسلان زعيم الحزب الديمقراطي.

من جهته سارع رئيس الحكومة اللبنانية إلى إجراء الاتصالات كافة الأطراف داعياً إلى التهدئة كما أجرى اتصالاته بالقوى الأمنية. أما رئيس الجمهورية ميشال فقد دعا إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع الإثنين لمناقشة التطورات والتوترات الحاصلة في الجبل.

أما وليد جنبلاط زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي فقد علق على الحادث بالقول، "لن أدخل في أي سجال إعلامي حول ما جرى"، مطالباً "بالتحقيق حول ما جرى بعيداً عن الأبواق الإعلامية".

وتمنى جنبلاط "على حديثي النعمة في السياسة أن يدركوا الموازين الدقيقة التي تحكم هذا الجبل المنفتح على كل التيارات السياسية من دون استثناء لكن الذي يرفض لغة نبش الأحقاد وتصفية الحسابات والتحجيم".

وقد عمد الجيش اللبناني على نشر قواته في العديد من المناطق وفتح كل الطرقات التي قطعت من مناصري عدد من التيارات السياسية في منطقة عالية والجبل.