تونس – منال المبروك

تحوّلت سواحل الجنوب التونسي إلى ما يشبه المقبرة الجماعية للاجئين من جنسيات مختلفة يلفظ البحر جثثهم بعد محاولاتهم الفاشلة لعبر الحدود البحرية بطرق هجرة غير شرعية نحو إيطاليا.

ولا تزال سواحل محافظة مدنين جنوب شرق تونس تلفظ منذ ما يزيد على الأربعة أيام جثثا لمهاجرين أفارقة وعرب كانوا على متن قارب هجرة غير شرعي أبحر من السواحل الليبية قبل أن يغرق في المياه الإقليمية التونسية وتتحطم أحلام المهاجرين على صخرة الموت.

والجمعة أحصى الهلال الأحمر التونسي نحو 60 حالة وفاة بعد رفع جثث المهاجرين التي دفعت بها الأمواج نحو السواحل أو التقطها الصيادون وشرطة خفر السواحل التي قامت بتمشيط محيط غرق المركب بحثا عن ناجين.

على إثر التقلبات المناخية التي عرفتها ولاية مدنين، لفظ عدد من الجثث على سواحل جربة وجرجيس، تعود لحادثة غرق مركب الهجرة غير النظامية التي وقعت بداية الشهر الجاري، والذي كان على متنه 86 مهاجرا غادروا السواحل الليبية في اتجاه ايطاليا، وفق رئيس الهلال الأحمر التونسي منجي سليم.

وأضاف سليم في تصريح لـ"الوطن" أن "حادثة الغرق لم ينج منها سوى 3 أشخاص وهم من الجنسية الماليّة، انتشلهم بحارة تونسيون عندما كانوا يصارعون الأمواج في عرض البحر".

وقال ان "الناجين يقيمون حاليّا بمركز إيواء المهاجرين بمدينة جرجيس"، مشيرا الى أن "وحدات الحماية المدنية والحرس البحري، تواصل بمساعدة متطوعي الهلال الأحمر التونسي، انتشال جثث الغرقى المفقودين".

وبيّن، في سياق متصل، أنه "تم إجراء التحاليل الجينية لـ28 جثة ودفنها بقابس، حيث تم تخصيص جزء من مقبرة المكان لمواراة جثث المهاجرين فيما لا يزال عدد آخر منها في المستشفيات في انتظار استكمال اخذ العينات الجينية والقيام بالاجراءات القانونية اللازمة".

ورجح رئيس الهلال الأحمر التونسي أن "يكون العدد النهائي للمهاجرين الذين غرقوا قد تجاوز الـ 80 مما يجعلها واحدة من أسوأ كوارث قوارب المهاجرين حتى الآن".

وقال ناجون لخفر السواحل التونسي الأسبوع الماضي إن "القارب الذي انقلب بعد إبحاره من ليبيا صوب أوروبا كان يحمل 86 شخصا".

وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الأسبوع الماضي إن "صيادين تونسيين أنقذوا أربعة أشخاص كانوا على متن القارب المكتظ لكن أحدهم توفي في وقت لاحق".

وتزيد الأجواء الأمنية المتوترة في ليبيا من دفعات الهجرة غبر رحلات الهجرة غير الشرعية حيث تتصدى شرطة خفر السواحل يوميا لقوارب "الموت" التي تحمل على متنها مهاجرين في ظروف لا تؤمن الحد الأدنى من سلامتهم.

وتسعى تونس إلى تكثيف الدوريات البحرية لمنع قوارب الهجرة من تونس أو التي تمر عبر مياهها الأقليمية قادمة من ليبيا لحماية المهاجرين من مآسي الغرق وخوفاً من أن تتحول سواحل الجنوب إلى مقبرة لهم.