* لولا السعودية لما استطعنا إعادة بناء ما هدمته إسرائيل* لا يمكن الفصل بين الجناح السياسي والعسكري لـ "حزب الله"* "حزب الله" بجناحيه يخدم الأجندة الإرهابية الإيرانية* نتمنى أن تصل العقوبات إلى حلفاء "حزب الله"* الأعمى يمكنه أن يرى الدعم والاهتمام السعودي والإماراتي والكويتي للبنانبيروت - بديع قرحانيشدد وزير الدولة السابق لشؤون النازحين في لبنان معين المرعبي على "ضرورة أن يحرر اللبنانيون بلادهم من الاحتلال الإيراني"، مضيفاً أن "لا يمكن الفصل بين الجناح السياسي والعسكري لـ "حزب الله"، حيث الاثنين في خدمة الأجندة الإرهابية الإيرانية"، متحدثاً عن "ضرورة أن تصل العقوبات إلى حلفاء "حزب الله"".وقال المرعبي في حوار لـ "الوطن" إنه "لولا المملكة العربية السعودية والأخوة العرب، لما استطعنا ولغاية اليوم إعادة بناء ما هدمته إسرائيل في عام 2006، فالمناطق في الجنوب والبقاع والشمال التي دمرها العدو الإسرائيلي تكفلت السعودية والإمارات والكويت بإعادة بنائها وقد تلقت المناطق عدة مليارات من الدولارات لذلك"، لافتاً إلى أن "الأعمى يمكنه أن يرى الدعم والاهتمام السعودي والإماراتي والكويتي للبنان". وإلى نص الحوار:* هذه هي المرة الأولى التي تفرض فيها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على نواب من "حزب الله"، وهم منتخبون من الشعب، هل هذا يعتبر مزيداً من الضغط على الحزب أم أنه ضغط على الحكومة اللبنانية وعلى حلفاء "حزب الله" في الحكومة؟- أود أن أعود إلى الوراء بعض الشيء، صحيح أنهم منتخبون من الشعب، ولكن تم انتخابهم من خلال قانون انتخابي ظالم وغير عادل، قانون انتخابي هجين ومسخ تم فرضه بسلاح "حزب الله" وبغطاء من التيار الوطني الحر الذي يرأسه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أو القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع و تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري، والمزايدات التي حصلت فيما بينهم أدت إلى القانون الانتخابي الحالي الظالم، وبالتالي سيطرة "حزب الله" على ثلثي المجلس النيابي وعلى البلد، مما يعني أن "حزب الله" استطاع السيطرة على لبنان ليس فقط عسكرياً بل دستورياً أيضا حيث أصبح بإمكانه تعديل الدستور كما يشاء ومتى شاء. وقد تماهى معه الأفرقاء بالرغم من كل التحذيرات التي حذرنا ولكن وللأسف لم نجد آذاناً صاغية حتى من الرئيس سعد الحريري مما أدى إلى سقوطه أيضاً، فبعد أن كان لديه كتلة من 33 نائباً أصبح لديه 20 نائباً تقريباً وأصبح يشكل هو وحلفاؤه أقل من ثلث مجلس النواب مما لا يمكنهم أن يقدموا أو يأخروا بأي موضوع. وبالعودة إلى سؤالك حول العقوبات، فالنسبة لنواب من "حزب الله"، فمن الطبيعي أن تتدرج هذه العقوبات لتصل حتى إلى وزراء "حزب الله" كونه لا يمكن الفصل بين الجناح السياسي أو العسكري فجميع مكونات الحزب تخدم الأجندة الإيرانية الإرهابية في لبنان والدول العربية وفي جميع أنحاء العالم، فمن الطبيعي أن تتدرج هذه العقوبات إلى ان تصل إلى النواب ومن ثم إلى وزراء "حزب الله"، وأنا أقولها بكل صراحة، نتطلع لأن تصل هذه العقوبات إلى حلفاء "حزب الله" وبصورة خاصة "التيار الوطني الحر"، وتحديداً جبران باسيل الذي نسي واجبه ودوره كوزير خارجية للبنان وتحول إلى خادم ورأس حربة لتغطية "حزب الله" متنقلاً من منطقة إلى أخرى ناشراً ومبشراً بالفتن ومخطط "حزب الله". أما على مستوى الحكومة، فلابد لهذه العقوبات أن تؤثر عليها بطريقة أو بأخرى وأعتقد أنها البداية لتتدرج إلى حلفاء الحزب الرئيسين خاصة باتجاه جبران باسيل وحزبه.* لكن رئيس الحكومة سعد الحريري يتواصل مع "حزب الله" وهو حليف لباسيل وما نراه أن هناك تفاهماً وتناغماً فيما بينهما وبشكل واضح رئيس حكومة لبنان أعلى مركز سني في البلاد هو على انسجام مع حلفاء "حزب الله" وتحديداً مع وزير الخارجية جبران باسيل؟- واضح جداً العلاقة المتينة بين رئيس الحكومة سعد الحريري وجبران باسيل بل هناك تماهٍ في هذه العلاقة بالرغم من الارتكابات والانتهاكات للدستور ولحقوق المسلمين في البلد من قبل باسيل والتي ستؤدي، لا محال، إلى حرب أهلية، وما جرى مؤخراً في الجبل ما هو إلا دليل القاطع على ما أقول. والمستنكر أن الحريري لا ينتصر للعدالة والدستور ويمنع باسيل مما يرتكبه بحق المواطنين الذين انتخبوا سعد الحريري وأيدوه ودعموه، وهذا أدى إلى انفضاض شرائح واسعة من الرأي العام عن الرئيس الحريري.* ربما يريد الرئيس الحريري أن يهدىء الأوضاع بعد أحداث الجبل؟- هذا مؤكد، لكن لا يجوز السكوت عن التعاطي المتعالي من باسيل مع رئيس الحكومة ولا يمكن للرئيس الحريري أن يقبل باستباحة دوره من خلال منع انعقاد مجلس الوزراء إلا بناء على أجندة باسيل، أو القبول بتعطيل انعقاده بسبب عقد اجتماع لباسيل مع الوزراء الذين ينتمون إلى تكتله في وزارة الخارجية بنفس توقيت اجتماع مجلس الوزراء والذي كان مقرراً منذ زمن، فاضطر الرئيس الحريري لغلغاء الجلسة. ولم يوفق الرئيس بمحاولة تصوير الأمر كأنه هو من بادر إلى إلغاء الجلسة، كونه اضطر هو والوزراء الآخرون إلى الانتظار لمدة ساعتين قبل إعلانه الإلغاء، ولو أراد اأ ينتظر أن تهدأ الأوضاع، فكان يجب إعلان الإلغاء قبل موعد انعقاد الجلسة. وبرأي الجميع أن باسيل يستضعف الرئيس الحريري ويقول "الأمر لي"، وهذا من ضمن مخطط إيراني لاستكمال وضع اليد كلياً وعملياً على لبنان. فاليوم الإيرانيون وبكل صلافة يقولون إن بيروت ودمشق وبغداد واليمن تحت سيطرتنا و قرارهم وزمامهم بيدنا. فبالنسبة إلى لبنان، إن وجود الحرس الثوري وخبراء إيرانيين على أراضيه إضافة إلى ميليشيا "حزب الله" التي تأتمر كلياً بهم. وهذا الواقع يلزم على اللبنانيين العمل على تحرير أرضهم من رجس هذا الاحتلال الذي ابتلع بلدهم، لا أجد كلبناني، ما زال يعاني من آثار الحرب الأهلية والاحتلال السوري السابق، سوى العقوبات الاقتصادية على الحزب وحلفائه حتى لو طالت الاقتصاد اللبناني بشكل كامل. لم يعد لنا من سبيل آخر سوى هذا الحل لإضعاف الحزب وملحقاته والتخلص من سلاحه ومن الاحتلال الإيراني، ومن ثم البدء من جديد فنحن لم نصدق أنه بفضل الله ودماء الشهيد الرئيس رفيق الحريري تخلصنا من نير الاحتلال السوري، حتى نقبل باحتلال بديل، عنيت به الاحتلال الإيراني الإرهابي".* هناك من يدعي أن المسؤولية تقع على عاتق المملكة العربية السعودية وأحد النواب السابقين يحمل سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد البخاري تخليهم عن لبنان من دقة هذا الكلام؟* دعني أحدثك عما أعرفه من مكارم تسجل للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان د. وليد بخاري والسفراء السابقين. هم لم يتخلوا عن لبنان ولو للحظة، ولم يتأخروا في الملمات عن مساعدة كل اللبنانيين، ولنكن صريحين لولا المملكة العربية السعودية والأخوة العرب، لما استطعنا ولغاية اليوم إعادة بناء ما هدمته إسرائيل في عام 2006، فالمناطق في الجنوب والبقاع والشمال التي دمرها العدو الاسرائلي تكفلت السعودية والإمارات والكويت بإعادة بنائها وقد تلقت المناطق عدة مليارات من الدولارات لذلك. وان تكلمنا عن منطقتي، محافظة عكار المنكوبة، فيمكن للجميع القيام بزيارة المشاريع الممولة من مملكة الخير والإنسانية والأخوة العرب، كالاتوستراد العربي وطرقات الأخرى إضافة إلى مشاريع المياه والصرف الصحي وغيرها، وتبلغ قيمة هذا المشاريع القائمة ما يزيد 300 مليون دولار، كما أنهم الداعمين الرئيسين لتمويل مشاريع المياه والكهرباء و الصحة و التعليم في لبنان عبر البنوك والصناديق السعودية و العربية والإسلامية والتي يساهمون فيها بشكل أساسي. ولو أردنا الحديث عن المساعدات والدعم السعودي للبنان لاحتجنا إلى مجلدات وهي تفوق عشرات المليارات من الدولارات. السعودية وقفت إلى جانب رفيق الحريري ووقفت إلى جانب سعد الحريري ووقفت إلى جانب فؤاد السنيورة وتمام سلام، فإذا كان هناك من تقصير فهو من قبلنا، سواء على مستوى الحكومة أو المجلس النيابي. فالمشكلة هي عندنا في لبنان أننا لا نعرف الاستفادة من هذا الدعم بشكل جيد. و المشكلة ليست عند السعودية أو الأخوة العرب، فحتى الأعمى يمكنه أن يرى الدعم والاهتمام السعودي والإماراتي والكويتي للبنان، من خلال استضافة ما يزيد عن 500 ألف موظف وعامل في السعودية الدول العربية والذين يرفدون الاقتصاد اللبناني بحوالي 16 %. هذا، بالإضافة الى دعم و مساعدة الأخوة النازحين السوريين الذين هربوا من القتل والدمار في بلدهم، فكانت السعودية والإمارات والكويت من أوائل الداعمين لمساعدة هؤلاء النازحين، وأنا وجميع نواب منطقتي من الشاهدين بما فيهم النائب السابق. ولابد لي من التنويه بما قدمه مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال السفير البخاري والأخوين الكريمين فهد القناص ووليد الجلال فقد كانا، خاصة في حالة الكوارث، السباقين لاغاثة الاخوة اللاجئين السوريين في مخيماتهم واينما وجدوا، اضافة الى المجتمعات اللبنانية المضيفة. ولم ترفض السعودية والإمارات يوما أن تمد يد العون لهم، لا بل كانت مبادراتهم الانسانية تسبق نداءاتنا. وهنا استذكر احدى المكرمات من الاف المكرمات التي قدموها مأجورين، وهي تلبية نداءنا لتبني، بشكل مباشر، غسيل كلى لأكثر من مئة لاجئ في عدد من المستشفيات وتجاوزت كلفتها المليون دولار ونيف، وكانوا بمرحلة حرجة كادت أن تؤدي بحياتهم لولا التجاوب الكامل. ومن يريد أن يرى كل ذلك فلابد أن لديه مشكلة عصية عن الحل. أما بالنسبة الى النشاطات اليومية التي يقوم بها السفير البخاري، فهي شاهدة له وعليه وهي مدعاة للفخر كونها انجزت فتوحات في قلوب المواطنين اللبنانيين العاديين قبل المسؤولين، وبالإمكان مشاهدة محبة اللبنانيين العفوية والصادقة للسفير وأخوانه السفراء العرب.