تونس - منال المبروك
في جنازة رسمية شعبية التقى فيها الأحبة والخصوم شيّع التونسيون السبت رئيسهم الراحل محمد الباجي قائد السبسي الذي أسلم الروح الخميس، قبل أشهر قليلة من انتهاء عهدته الرئاسية، بعد أن سكن قصر قرطاج لنحو 5 سنوات وغادره في جنازة مهيبة محمولا على أكتاف الجيش التونسي وهو القائد الأعلى لقواتها المسلحة، حيث دفن في مرقده الأخير بتربة آل السبسي حيث أوصى الراحل أن يدفن جثمانه بجانب والدته.
جنازة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بدأت في جانبها الرسمي بقصر الرئاسة حيث توافدت منذ الساعات الأولى لصباح السبت الوفود الرسمية أرادت أن تشارك تونس مصابها في وفاة الرئيس.
وقد تولى الرؤساء والقادة الذين قدموا لحضور جنازة السبسي تأبين الراحل حيث التقت كل كلماتهم على خصال الرجل الاستثنائية فيما قال عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "شخصية فريدة وأنه تعلم منه الكثير"، بينما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "القضية الفلسطينية فقدت نصيراً لها".
بدوره قال ال الرئيس الجزائري عبدالقادر بن صالح في تأبين الراحل الباجي قايد السبسي إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسي المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة.
واعتبر الرئيس الجزائري أن الفقيد هو خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبي السلام عبر العالم، وليس خسارة للعائلة ولتونس فقط.
وبعيدا عن الجوانب الرسمية للجنازة خارج أسوار القصر الرئاسي وعلى المسافة الفاصلة بين قصر قرطاج ومقبرة الجلاز " 25 كلم"، كان التونسيون ينتظرون رئيسهم لإلقاء نظرة الوداع عليه حيث استقبلته الوفود الشعبية على جانبي الطريق الذي سلكها السبسي نحو مثواه الأخير مرددة النشيد الرسمي التونسي وسط التصفيق والتكبير التي امتزجت بالدموع والحزن الذي خيّم على سماء تونس في يوم قائظ.
وواكب الجنازة الآلاف من المواطنين من كل الشرائح الاجتماعية والعمرية الذين اصطفوا على جانبي الطريق لإلقاء نظرة الوداع على رئيسهم في الموكب المهيب، حيث وضع جثمانه فوق حاضنة المدفع التي جرتها شاحنة عسكرية، تتقدّمه الخيالة الراكبة وانطلق الموكب من الباب الرئيسي للقصر الرئاسي في اتجاه شارع محمد الخامس بالعاصمة، مرورا بقصر المؤتمرات وصولا لشارع منصف باي أين إنسحبت الخيالة وتقدّمته فرقة الموسيقى العسكرية.
بينما كان موكب الرئيس يتقدم نحو المقبرة كانت الطائرات العسكرية تنفث في سماء العاصمة ألوان العلم التونسي الأبيض والأحمر للتمزج بهتافات الجماهير "تحيا تونس"،"يحيا الوطن"، وكأن الجماهير أردات أن تؤكّد للباجي أنها ستواصل مسيرة حماية المسار الديمقراطي الغض.
حارسه الشخصي يرافقه حتى آخر لحظة
الحارس الشخصي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي كان مرافقاً له في كل تحركاته على امتداد السنوات التي قضاها على رأس الدولة لم يترك الرئيس إلى آخر لحظة حيث واصل مهمته في مرافقة الجثمان منذ مغادرة الجثمان للمستشفى العسكري الجمعة إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة السبت وهو ما لاقى استحسان التونسيين الذين أثنوا على مهنية ووفاء الأمن الرئاسي لمؤسستهم.
وفاء دائم للسبسي
نساء تونس اللاتي منحن الرئيس السبسي مليون صوت عام 2014 أوصلته إلى قصر قرطاج كنّ أوفياء لهم في يوم رحليه حيث كان الحضور النسائي لافتاً في الجنازة الشعبية التي رافقته من قصر الرئاسة إلى باب المقبرة.
لقاء السبسي وبورقيبة
قبل أن يسلك طريقه نحو مرقده الأخير كان للرئيس الراحل لقاء مع خلفه وملهمه الرئيس الحبيب بورقيبة حيث مرّ جثمان السبسي بساحة 14 يناير عند النصب التذكاري والتقى الراحلان وسط هتاف الجماهير وكأن السبسي أراد أن يخبر بورقيبة بأنه أكمل مسيرته في بناء الدولة الوطنية ووضع تونس على مسار الديمقراطية وأن الجنازة الشعبية التي حرم منها بورقيبة هي تتويج لمسيرة الرجلين التي بدأت في 25 يوليو 1956 يوم إعلان النظام الجمهوري في تونس وهو التاريخ ذاته لرحيل السبسي.
السبسي إلى حضن أمه
في مرقده الأخير بتربة آل السبسي أوصى الراحل أن يدفن جثمانه بجانب والدته لتحتضنه من جديد بعد 93 عاماً قضى منها أكثر من سبعة عقود في العمل السياسي تقلب خلالها في مسؤوليات إدارية ودبلوماسية عديدة قبل أن يبلغ حلمه برئاسة تونس وهو في سن الـ88 عاماً.
صباح الخميس غيب الموت، الرئيس الباجي قايد السبسي، عن سن تناهز 93 عاماً بعد تعرضه لأزمة صحية. وتولى مهام رئيس الجمهوري حالياً، رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، بعد أن أدى اليمين الدستورية الجمعة بالبرلمان إلى حين إجراء انتخابات رئاسية في أجل أدناه 45 يوماً وأقصاه 90 يوماً وفق ما تنص عليه الفصول 84 و85 و86 من الدستور التونسي.
{{ article.visit_count }}
في جنازة رسمية شعبية التقى فيها الأحبة والخصوم شيّع التونسيون السبت رئيسهم الراحل محمد الباجي قائد السبسي الذي أسلم الروح الخميس، قبل أشهر قليلة من انتهاء عهدته الرئاسية، بعد أن سكن قصر قرطاج لنحو 5 سنوات وغادره في جنازة مهيبة محمولا على أكتاف الجيش التونسي وهو القائد الأعلى لقواتها المسلحة، حيث دفن في مرقده الأخير بتربة آل السبسي حيث أوصى الراحل أن يدفن جثمانه بجانب والدته.
جنازة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بدأت في جانبها الرسمي بقصر الرئاسة حيث توافدت منذ الساعات الأولى لصباح السبت الوفود الرسمية أرادت أن تشارك تونس مصابها في وفاة الرئيس.
وقد تولى الرؤساء والقادة الذين قدموا لحضور جنازة السبسي تأبين الراحل حيث التقت كل كلماتهم على خصال الرجل الاستثنائية فيما قال عنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه "شخصية فريدة وأنه تعلم منه الكثير"، بينما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "القضية الفلسطينية فقدت نصيراً لها".
بدوره قال ال الرئيس الجزائري عبدالقادر بن صالح في تأبين الراحل الباجي قايد السبسي إن الجزائريين والجزائريات يتقاسمون مع الشعب التونسي المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة الصغيرة والعائلة الكبيرة.
واعتبر الرئيس الجزائري أن الفقيد هو خسارة للجزائر والعرب والمسلمين وكافة محبي السلام عبر العالم، وليس خسارة للعائلة ولتونس فقط.
وبعيدا عن الجوانب الرسمية للجنازة خارج أسوار القصر الرئاسي وعلى المسافة الفاصلة بين قصر قرطاج ومقبرة الجلاز " 25 كلم"، كان التونسيون ينتظرون رئيسهم لإلقاء نظرة الوداع عليه حيث استقبلته الوفود الشعبية على جانبي الطريق الذي سلكها السبسي نحو مثواه الأخير مرددة النشيد الرسمي التونسي وسط التصفيق والتكبير التي امتزجت بالدموع والحزن الذي خيّم على سماء تونس في يوم قائظ.
وواكب الجنازة الآلاف من المواطنين من كل الشرائح الاجتماعية والعمرية الذين اصطفوا على جانبي الطريق لإلقاء نظرة الوداع على رئيسهم في الموكب المهيب، حيث وضع جثمانه فوق حاضنة المدفع التي جرتها شاحنة عسكرية، تتقدّمه الخيالة الراكبة وانطلق الموكب من الباب الرئيسي للقصر الرئاسي في اتجاه شارع محمد الخامس بالعاصمة، مرورا بقصر المؤتمرات وصولا لشارع منصف باي أين إنسحبت الخيالة وتقدّمته فرقة الموسيقى العسكرية.
بينما كان موكب الرئيس يتقدم نحو المقبرة كانت الطائرات العسكرية تنفث في سماء العاصمة ألوان العلم التونسي الأبيض والأحمر للتمزج بهتافات الجماهير "تحيا تونس"،"يحيا الوطن"، وكأن الجماهير أردات أن تؤكّد للباجي أنها ستواصل مسيرة حماية المسار الديمقراطي الغض.
حارسه الشخصي يرافقه حتى آخر لحظة
الحارس الشخصي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي كان مرافقاً له في كل تحركاته على امتداد السنوات التي قضاها على رأس الدولة لم يترك الرئيس إلى آخر لحظة حيث واصل مهمته في مرافقة الجثمان منذ مغادرة الجثمان للمستشفى العسكري الجمعة إلى مثواه الأخير بمدافن العائلة السبت وهو ما لاقى استحسان التونسيين الذين أثنوا على مهنية ووفاء الأمن الرئاسي لمؤسستهم.
وفاء دائم للسبسي
نساء تونس اللاتي منحن الرئيس السبسي مليون صوت عام 2014 أوصلته إلى قصر قرطاج كنّ أوفياء لهم في يوم رحليه حيث كان الحضور النسائي لافتاً في الجنازة الشعبية التي رافقته من قصر الرئاسة إلى باب المقبرة.
لقاء السبسي وبورقيبة
قبل أن يسلك طريقه نحو مرقده الأخير كان للرئيس الراحل لقاء مع خلفه وملهمه الرئيس الحبيب بورقيبة حيث مرّ جثمان السبسي بساحة 14 يناير عند النصب التذكاري والتقى الراحلان وسط هتاف الجماهير وكأن السبسي أراد أن يخبر بورقيبة بأنه أكمل مسيرته في بناء الدولة الوطنية ووضع تونس على مسار الديمقراطية وأن الجنازة الشعبية التي حرم منها بورقيبة هي تتويج لمسيرة الرجلين التي بدأت في 25 يوليو 1956 يوم إعلان النظام الجمهوري في تونس وهو التاريخ ذاته لرحيل السبسي.
السبسي إلى حضن أمه
في مرقده الأخير بتربة آل السبسي أوصى الراحل أن يدفن جثمانه بجانب والدته لتحتضنه من جديد بعد 93 عاماً قضى منها أكثر من سبعة عقود في العمل السياسي تقلب خلالها في مسؤوليات إدارية ودبلوماسية عديدة قبل أن يبلغ حلمه برئاسة تونس وهو في سن الـ88 عاماً.
صباح الخميس غيب الموت، الرئيس الباجي قايد السبسي، عن سن تناهز 93 عاماً بعد تعرضه لأزمة صحية. وتولى مهام رئيس الجمهوري حالياً، رئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، بعد أن أدى اليمين الدستورية الجمعة بالبرلمان إلى حين إجراء انتخابات رئاسية في أجل أدناه 45 يوماً وأقصاه 90 يوماً وفق ما تنص عليه الفصول 84 و85 و86 من الدستور التونسي.