بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)

قال رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، الجمعة، إن "الحكومة اللبنانية ستجتمع صباح السبت لتنهي أسابيع من الشلل السياسي بعد مصالحة بين السياسيين الدروز المتنافسين".

وأوضح الحريري في تصريحات بثها التلفزيون، "من الآن ستكون هناك صفحة جديدة وسنتعاون جميعاً من أجل مصالح لبنان".

ويأتي إعلان الحريري إثر نجاح لقاء المصالحة الذي عقد في القصر الجمهوري بين رئيس الحزب الاشتراكي، وليد جنبلاط، ورئيس الحزب الديمقراطي، طلال أرسلان، بحضور الرؤساء الثلاثة.

وستكون جلسة الحكومة اللبنانية، السبت، هي الأولى منذ أواخر شهر يونيو الماضي بعد تعطيل تسببت به تداعيات حادثة قبرشمون.

وكان الحريري يتحدث بعد اجتماع بين كبار المسؤولين اللبنانيين لمناقشة الوضع الاقتصادي في البلاد، وقال إن المجتمعين اتفقوا على "إقرار موازنة 2020 في مواعيدها الدستورية، والالتزام بتطبيق دقيق لموازنة 2019" التي تم إقرارها الشهر الماضي.

وكانت مواجهة اندلعت بين حزبي جنبلاط وأرسلان تطورت إلى إطلاق نار في جبل الشوف في 30 يونيو قتل فيها مساعدان للوزير بالحكومة صالح الغريب الحليف لأرسلان.

ونظرا لتمثيل الجانبين في حكومة الحريري، لم تتمكن الحكومة من الاجتماع، مما عقد الجهود المبذولة لإجراء إصلاحات تشتد الحاجة إليها لتوجيه البلاد بعيدا عن الأزمة المالية.

وأعلن الغريب أن حادث إطلاق النار محاولة اغتيال اتهم حلفاؤه حزب جنبلاط بالمسؤولية عنها.

ويقول حزب جنبلاط إن هذا كان رداً على إطلاق نار بدأه المرافقون لغريب وأسفر عن إصابة اثنين من أنصار جنبلاط.

وأختلف الجانبان بشأن المحكمة التي ينبغي أن تنظر القضية، لكن الحريري قال إن الحادثة "باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ظروفها وملابساتها، وذلك استناداً إلى القوانين والأنظمة المرعية لذلك. وفي ضوء نتائج التحقيقات، يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب".

وبعد توقف اجتماعات الحكومة اللبنانية، بسبب أحداث الجبل والتي ذهب ضحيتها اثنين من مرافقي الوزير الغريب الموالي لحزب الله، وبعد محاولة تسييس القضية بهدف النيل من وليد جنبلاط أحد أبرز الزعماء الدروز ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، عقد اجتماع في قصر بعبدا الجمعة وضم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ورئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ورئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال ارسلان، وذلك في محاولة لإنهاء ذيول الخلاف بين جنبلاط وأرسلان على خلفية حادثة قبرشمون، والأزمة السياسية التي نجمت عنها.

وقد اعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد الاجتماع انه "عُقد اجتماع مصارحة مصالحة في قصر بعبدا بين جنبلاط وأرسلان، واستنكر المجتمعون الحادثة المؤسفة التي حصلت في البساتين التي باتت في عهدة القضاء العسكري الذي يتولى التحقيق في ملابساتها استناداً إلى القوانين، وفي ضوء نتائج التحقيقات يتخذ مجلس الوزراء القرار المناسب".

وأعلن الحريري أن "مجلس الوزراء سينعقد السبت عند الساعة 11 قبل الظهر في قصر بعبدا".

وكان المحور الإيراني يعمل جاهداً لإحالة قضية أحداث الجبل إلى المجلس العدلي ومحاولة تطويق وليد جنبلاط، إلا أن الوقوف إلى جانب جنبلاط كان من معظم القوى السياسية في لبنان وبصورة خاصة منها المناهضة لإيران لعبت دوراً شعبياً وسياسيا من خلال التفافها حول وليد جنبلاط.

وكان تدخل الولايات المتحدة الأمريكية على خط ما يجري وما يحاك في أروقة الموالين لـ "حزب الله"، فبيان السفيرة الأمريكية في لبنان كان كفيلا بفرملة جنوح القوى الحليفة لـ "حزب الله" في مواجهة جنبلاط وكانت السفيرة قد أصدرت بيانا خلال الأيام الماضية أكدت فيه أن "دعم الولايات المتحدة المراجعة القضائية العادلة والشفافة دون أي تدخل سياسي".

وشددت على أن "أي محاولة لاستغلال الحادث المأسوي الذي وقع في قبرشمون في 30 يونيو الماضي بهدف تعزيز أهداف سياسية، يجب أن يتم رفضها. لقد عبَّرت الولايات المتحدة بعبارات واضحة للسلطات اللبنانية عن توقعها أن تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية".

وقد يكون الضغط الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه لبنان لعب دوراً كبيراً في لجم بعض السياسيين في لبنان والرسائل التي وصلت إلى معظم المسؤولين في البلاد من أن الوضع الاقتصادي والمالي لا يحتملان دلع البعض وتآمر البعض الآخر.

وكانت وكالة رويترز قد أشارت إلى أن السندات الدولارية اللبنانية تصعد وإصدار 2030 يرتفع إلى أعلى مستوى في أسبوع مع اجتماع القادة اللبنانيين لحل أزمة سياسية.

ومع عودة الحكومة اللبنانية إلى عملها، من المتوقع أن يتوجه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى واشنطن حيث سيلتقي عدداً من المسؤولين، وتأتي هذه الزيارة في ظل التشدد بالعقوبات ضد "حزب الله" ومعلومات تشير إلى أن حزمة عقوبات جديدة سوف تطال للمرة الأولى حلفاء لـ "حزب الله" من الأحزاب المسيحية.