دبي - (العربية نت): نشرت صحيفة "ميديا بارت" الفرنسية مقالاً يتناول مثول خالد بن حمد بن خليفة آل ثاني، الأخ غير الشقيق لأمير قطر، أمام القضاة الأمريكيين بعد تقديم دعوى قضائية بحقه من قبل أمريكيين عملا لديه سابقاً.

وأشار المقال إلى أن قائمة الانتهاكات التي سجلها أخو الأمير طويلة، بيد أن أهمها، وفقاً للمحاكمة، هو أن خالد طلب من موظفه الأمني، ماثيو بيتارد، قتل شخصين في كاليفورنيا، كان يعتبرهما تهديداً لسمعته الاجتماعية وسلامته الشخصية.

وعصى ماثيو هذا الأمر، ثم ساعد مواطناً أمريكياً، كان محتجزاً بشكل غير قانوني لدى خالد في الدوحة، على الهروب. وذكر المقال أنه لم تتم الإشارة مطلقاً إلى اسمي الشخصين اللذين أمر بقتلهما، ولا سبب احتجاز المواطن الأمريكي.

وختم متسائلاً عما إن كانت القضية ستأخذ مجراها أم ستتم تسويتها بشيكٍ كبير لشراء أسلحة أمريكية، كما جرت العادة!

وتفصيلاً، جاء في المقال أن "قضية "الملياردير الأمريكي الذي توفي في محبسه جيفري" إبستين إلى أي درجة كانت الثروة والقرب من السلطة تسمحان بارتكاب أعمال شنيعة والاستفادة من الإفلات من العقاب لسنوات قبل الوقوع في شباك العدالة. يبدو أن خالد بن حمد آل ثاني، الأخ الأصغر لأمير قطر، من هذه الفئة".

وذكر المقال المنشور في الصحيفة الفرنسية أنه "بعد تراكم الأفعال الطائشة، ولا سيما تجاوز السرعة في شوارع بيفرلي هيلز أثناء قيادة سيارته الرياضية، وبعد أن استغل وأساء استغلال حصانته الدبلوماسية لتفادي الملاحقات القضائية، ها هو الشيخ خالد بن حمد آل ثاني يمثل أمام القضاة بسبب قضايا بالغة الخطورة".

وأوضح المقال أنه "في الثالث والعشرين من يوليو، تم تقديم شكوى في محكمة فيدرالية في فلوريدا. يلاحق خالد بن حمد آل ثاني، شخصان أمريكيان كانا من ضمن طاقمه سابقاً. كان الأول ماثيو بيتارد، يشغل منصب موظف أمن، وكان الثاني ماثيو أليندي، ممرضه الشخصي. ويتهم الشاكيان رب عملهما السابق بجعلهما يعملان ليل نهار طوال الأسبوع دون أي احترام لقانون العمل الأمريكي. قائمة التجاوزات طويلة: ليس هناك عقد، ولا يُدفع أجر الساعات الإضافية، ووجوب خدمة شقيق الملك في أي مكان في العالم سواء كان في كاليفورنيا أو لندن أو الدوحة. ولكن على الرغم من أهميتها، فإن هذه الانتهاكات لا تقارن بما يلي وما قاساه الرجلان".

وفي الدعوى القضائية، ذكرت "ميديا بارت"، انه "يتهم محامي ماثيو بيتارد خالد بأنه طلب من موظفه الأمني اغتيال شخصين في كاليفورنيا. ومع ذلك، فإن الوثيقة لم تشر إلى اسمي تلك المرأة وذلك الرجل، ولا إلى سبب سعي الأمير القطري إلى قتلهما"، وإنما أشارت فقط إلى أن خالد "كان يعتبرهما تهديداً لسمعته الاجتماعية وسلامته الشخصية".

وأضاف المقال، "عصى ماثيو هذا الأمر، ثم ارتكب جريمة "إهانة الذات الأميرية" من خلال مساعدة مواطن أمريكي على الهروب، بعد أن كان محتجزاً بشكل غير قانوني في مقر إقامة خالد في الدوحة".

واعتبر المقال أن "القضية "تبدو" ساخنة للغاية، وربما خطيرة، حيث يحاول المدعيان حماية جميع الشهود لأنهم يعرفون جيداً ما يستطيع خالد فعله".

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "بعد هذين الحدثين، تحولت حياة ماثيو إلى جانب سيد الدوحة الشاب جحيماً". وهدد أخو الأمير بقتله، واضعاً المسدس على رأسه وبـ "دفنه في الصحراء"، كما هدد بقتل عائلته. وصادر جميع ممتلكاته وطرده في نهاية المطاف.

تسويتها بشيك!

أيضاً، كابد ماثيو أليندي الكثير من المحن. ولحسن الحظ لم تدم معاناته طويلًا، فلم يلبث غير ثلاثة أشهر في خدمة أخي أمير قطر، وكانت بين أكتوبر 2017 وفبراير 2018. وكان يتمكن من العمل وفقاً لرغبات الأمير لمدة 36 ساعة متتالية دون استراحات للأكل ودون إمكانية للنوم، كما جاء في الدعوى.

وفي إحدى ليالي ديسمبر 2017، وبعد ثلاثة أسابيع دون أي يوم للراحة، طلب ماثيو أليندي يوم عطلة تم رفضه. وبينما كان الحراس يمنعونه من الخروج، هرب بالقفز من على ارتفاع 10 أمتار. وبعد إصابته في الكاحل، اضطر إلى تدخل جراحي، وهو ما ترك عنده آثاراً جسدية ونفسية.

واعتبر المقال أن "هذه المحاكمة القادمة بسبب هذه الوقائع الخطيرة ما هي إلا شوكة جديدة في عنق قطر، ولكن هل ستُكمل هذه القضية سيرها القضائي أم ستتم تسويتها كالمعتاد: شيك بمبلغ ضخم لمشتريات الأسلحة الأمريكية ويتم نسيان كل شيء؟ هذا هو السؤال".