الخرطوم - عبدالناصر الحاج
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، كرنفالات جماهيرية كبرى احتفالاً بالتوقيع بين قوى "إعلان الحرية والتغيير" والمجلس العسكري الانتقالي، على الوثيقة السياسية والدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية في السودان.
حيث احتشدت الجماهير الغفيرة أمام المقر المخصص لحفل التوقيع بقاعة الصداقة بالخرطوم، وكذلك سير المواطنون عدد من المواكب الاحتفالية في شوارع العاصمة الخرطوم، تعبيراً عن فرحتهم بإتمام مراسم التوقيع الذي أنهى حقبة سياسية امتدت لـ 30 عاماً كان يرأسها الرئيس المخلوع عمر البشير.
ووقع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والقيادي بقوى "إعلان الحرية والتغيير"، أحمد ربيع، السبت، على اتفاق نهائي ينقل البلاد إلى حقبة المرحلة الانتقالية.
وينهي الاتفاق حالة الفراغ الدستوري التي تعيشها البلاد منذ الإطاحة بالبشير في 11 أبريل الماضي.
وكان شهوداً على الاتفاق رؤساء أثيوبيا، جنوب السودان، أفريقيا الوسطى، وتشاد، بجانب ممثلين عن مصر والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
وقال رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، في كلمته في حفل توقيع اتفاق المرحلة الانتقالية، إن "القوات المسلحة أثبتت أنها شريك وجسر عبور للتغيير دون أن تفقد مهنيتها"، متعهداً بأن "تقوم المؤسسة العسكرية في الفترة المقبلة بدورها كاملاً في الحفاظ على مكتسبات الثورة السودانية".
وأشاد البرهان، "بالشعب السوداني وثورته السلمية"، داعياً الشباب إلى "التوجه إلى ميادين العمل بعد أن أدوا دورهم كاملاً في الثورة". وأشار إلى أن "مرحلة التفاوض قد كشفت عن قيادات للثورة مملوئين بالروح الوطنية، وتقدم بالشكر للدول والمؤسسات التي ساندت السودان في الفترة الماضية".
من جهتها، أكدت قوى "الحرية والتغيير" في السودان، على ثقتها في القوات المسلحة كواقٍ وحامٍ للثورة، وحثَّت الحركات المسلحة على الحوار لحل التباينات بين الطرفين، وتعهدت بمحاسبة قيادة المؤتمر الوطني – الحزب الذي يرأسه المخلوع البشير – بدون انتقام، والعمل للاقتصاص لدماء الشهداء وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
وأقر ممثل الحرية والتغيير في حفال التوقيع على اتفاق الفترة الانتقالية، د. محمد ناجي الأصم، "بوجود شرخ بين المدنيين والعسكريين في الفترة الماضية وأخطاء فادحة، لكنه اعتبر الجيش صمام أمان"، مضيفاً أن "بذرة الوطنية عامرة في المؤسسة العسكرية".
بيد أنه عاد ونبه إلى "التزامهم بالاقتصاص للشهداء، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب". وحثَّ الأصم "حركات الكفاح المسلح للتواضع على الحوار لحل تبياناتها مع قوى الحرية والتغيير"، معترفاً بأن "الحركات المسلحة تمثل فصيل أصيل في الثورة، وساهمت في اقتلاع البشير بالدموع والدماء والسلاح"، "حد تعبيره".
ونفى الأصم أن "يكون الانتقام منهجهم إزاء منسوبي النظام السابق، ولكنه أكد في المقابل إن كل مرتكبي جرائم في حق الشعب السوداني سيخضعون لمحاكمة عادلة".
وشهد حفل التوقيع عدداً من كلمات ضيوف البلاد من الدول العربية والأفريقية والأوروبية، فضلاً عن ممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية، والذين أشادوا بدورهم بثورة الشعب السوداني وسلميتها، وعبروا عن آمالهم بأن يغدو الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير مدخلاً للاستقرار والتحول الديمقراطي وانتهاء الحروب والنزعات في السودان.
{{ article.visit_count }}
شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، كرنفالات جماهيرية كبرى احتفالاً بالتوقيع بين قوى "إعلان الحرية والتغيير" والمجلس العسكري الانتقالي، على الوثيقة السياسية والدستورية التي تحكم الفترة الانتقالية في السودان.
حيث احتشدت الجماهير الغفيرة أمام المقر المخصص لحفل التوقيع بقاعة الصداقة بالخرطوم، وكذلك سير المواطنون عدد من المواكب الاحتفالية في شوارع العاصمة الخرطوم، تعبيراً عن فرحتهم بإتمام مراسم التوقيع الذي أنهى حقبة سياسية امتدت لـ 30 عاماً كان يرأسها الرئيس المخلوع عمر البشير.
ووقع نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والقيادي بقوى "إعلان الحرية والتغيير"، أحمد ربيع، السبت، على اتفاق نهائي ينقل البلاد إلى حقبة المرحلة الانتقالية.
وينهي الاتفاق حالة الفراغ الدستوري التي تعيشها البلاد منذ الإطاحة بالبشير في 11 أبريل الماضي.
وكان شهوداً على الاتفاق رؤساء أثيوبيا، جنوب السودان، أفريقيا الوسطى، وتشاد، بجانب ممثلين عن مصر والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
وقال رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، في كلمته في حفل توقيع اتفاق المرحلة الانتقالية، إن "القوات المسلحة أثبتت أنها شريك وجسر عبور للتغيير دون أن تفقد مهنيتها"، متعهداً بأن "تقوم المؤسسة العسكرية في الفترة المقبلة بدورها كاملاً في الحفاظ على مكتسبات الثورة السودانية".
وأشاد البرهان، "بالشعب السوداني وثورته السلمية"، داعياً الشباب إلى "التوجه إلى ميادين العمل بعد أن أدوا دورهم كاملاً في الثورة". وأشار إلى أن "مرحلة التفاوض قد كشفت عن قيادات للثورة مملوئين بالروح الوطنية، وتقدم بالشكر للدول والمؤسسات التي ساندت السودان في الفترة الماضية".
من جهتها، أكدت قوى "الحرية والتغيير" في السودان، على ثقتها في القوات المسلحة كواقٍ وحامٍ للثورة، وحثَّت الحركات المسلحة على الحوار لحل التباينات بين الطرفين، وتعهدت بمحاسبة قيادة المؤتمر الوطني – الحزب الذي يرأسه المخلوع البشير – بدون انتقام، والعمل للاقتصاص لدماء الشهداء وضمان عدم إفلات المجرمين من العقاب.
وأقر ممثل الحرية والتغيير في حفال التوقيع على اتفاق الفترة الانتقالية، د. محمد ناجي الأصم، "بوجود شرخ بين المدنيين والعسكريين في الفترة الماضية وأخطاء فادحة، لكنه اعتبر الجيش صمام أمان"، مضيفاً أن "بذرة الوطنية عامرة في المؤسسة العسكرية".
بيد أنه عاد ونبه إلى "التزامهم بالاقتصاص للشهداء، وضمان عدم إفلات الجناة من العقاب". وحثَّ الأصم "حركات الكفاح المسلح للتواضع على الحوار لحل تبياناتها مع قوى الحرية والتغيير"، معترفاً بأن "الحركات المسلحة تمثل فصيل أصيل في الثورة، وساهمت في اقتلاع البشير بالدموع والدماء والسلاح"، "حد تعبيره".
ونفى الأصم أن "يكون الانتقام منهجهم إزاء منسوبي النظام السابق، ولكنه أكد في المقابل إن كل مرتكبي جرائم في حق الشعب السوداني سيخضعون لمحاكمة عادلة".
وشهد حفل التوقيع عدداً من كلمات ضيوف البلاد من الدول العربية والأفريقية والأوروبية، فضلاً عن ممثلي المنظمات والمؤسسات الدولية والإقليمية، والذين أشادوا بدورهم بثورة الشعب السوداني وسلميتها، وعبروا عن آمالهم بأن يغدو الاتفاق بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير مدخلاً للاستقرار والتحول الديمقراطي وانتهاء الحروب والنزعات في السودان.