بيروت - (العربية نت): بات حزب الله يشعر منذ الانتخابات النيابية الأخيرة في مايو 2018 أن المزاج الشعبي في منطقة البقاع دخل مرحلة التململ القوي، إذ يشعر البقاعيون أن الحزب تعامل على مدار السنوات الماضية مع المنطقة باعتبارها مجرد "خزّان للمقاتلين" دون تقديم خدمات إنمائية تذكر عبر نوابه ومسؤوليه.
ويسعى الحزب منذ فترة إلى تكثيف جهوده -التي وصفت بـ"التخديرية" للبقاعيين- وذلك بالمواعظ الدينية التي تدعو إلى "الصبر" و"الجهاد"، أو بالوعود الإنمائية، أو بمحاولات التبرير والدفاع عن بعض القياديين المتهمين بالتورط في ملفات الفساد.
في هذا الإطار، أرسل "حزب الله" إلى بعلبك منذ أسابيع عدة أحد المعممين الذين قلّما يتركون مقرهم في الضاحية الجنوبية لبيروت هو الشيخ حسين الكوراني العائد من إيران حديثاً، حيث كان يتلقى العلاج من مرض عضال، والتقى بالمتعاقدين والمتفرغين في الحزب وألقى فيهم خطاباً دينياً تعبوياً عن "الصبر والجهاد والشهادة وتأدية التكليف"، وعن ضرورة الوقوف إلى جانب القيادة الحكيمة الملهمة في هذه المرحلة الصعبة على وجه الخصوص.
قبيل الانتخابات النيابية، ارتفعت في منطقة بعلبك-الهرمل شرق لبنان ذات الغالبية الشيعية في البقاع أصوات منددة بسياسات حزب الله تجاه المنطقة وعدم تنفيذه مشاريع إنمائية، مقارنةً بمنطقة الجنوب حيث الإنماء والبنى التحتية. وترجم البقاعيون هذه النقمة بتشكيل لائحة انتخابية في وجه اللائحة التي شكّلها حزب الله بالتحالف مع حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري واستطاعات خرق لائحته بنائبين.
واتّهم أعضاؤها الحزب بتزوير النتيجة، لأن خرق لائحته كان سيتجاوز المقعدين.
وعندما لم تنفع زيارة الشيخ الكوراني في امتصاص نقمة البقاعيين وتخفيف منسوب غضبهم من سياسات الحزب تجاه منطقتهم وعدم إيفائه بالوعود الإنمائية التي قطعها، لاسيما عشية الانتخابات النيابية، عقد أمين عام حزب الله حسن نصرالله لقاءً خاصاً عبر الشاشة في "حسينية الإمام الخميني" في بعلبك مساء السبت "قبل أسبوعين" مع عناصر الحزب وقياداته العاملين في البقاع بحضور نواب المنطقة، وتركّز الخطاب على أمور ثلاثة:
1- وعد بتشكيل مجلس شورى خاص بمنطقة البقاع مؤلّف من 12 عضواً برئاسة الشيخ محمد يزبك "الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني في لبنان" ينوب عنه إبراهيم أمين السيد "رئيس المجلس السياسي في حزب الله"، على أن يكون هاشم صفي الدين عضواً مشاركاً من خارج المنطقة. وتنحصر مهمة هذا المجلس في معالجة مشاكل البقاع والإشراف على المشاريع الإنمائية فيه.
2- أبدى تذمّراً شديداً من صفحات التواصل الاجتماعي التي تنتقد سياسة حزبه وتلقي الضوء على فساد بعض مسؤوليه، وهو -كعادته- وضع الأمر في إطار الحرب الإعلامية على المقاومة، لكن الجديد هذه المرة في حديثه عن وسائل التواصل دعوته إلى الرد على ما وصفه بالحملات المشبوهة ضد الحزب وقياداته، ومواجهتها بكل صلابة وقوة.
ولم ينسَ الأمين العام تكرار كلامه المعروف حول عدم ارتباط إجراءات الحزب في نقل بعض المسؤولين بسبب ضلوعهم في ملفات فساد، كما كرر على مسامع الحاضرين رغبته منذ سنوات بترك الأمانة العامة، وتمنى لو يعود مسؤولاً لمنطقة البقاع.
3- تحدث عن أن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة بسبب اشتداد العقوبات الأميركية على الحزب بعدما فشلت الولايات المتحدة عسكرياً في المنطقة على حد قوله.
كلام نصرالله الذي خصّ فيه البقاعيين بعد زيارة خاطفة قام بها منذ أيام إلى بعلبك للاطمئنان على صحة الشيخ محمد يزبك لم يرق للبقاعيين الذين ملّوا من الوعود بالإنماء والتي ترتفع وتيرتها قبيل الانتخابات في وقت أن معظم المشاريع تذهب إلى أهالي الجنوب، وهو ما يبدو ظاهراً في شكل واضح أن لجهة البنى التحتية في معظم قرى ومدن الجنوب أو لناحية الوظائف في الدولة التي يستحوذ الجنوبيون على القسم الأكبر منها.
ولعل أكثر ما أثار حفيظة البقاعيين هو أن مجلس الشورى الخاص بالبقاع سيكون رئيسه الفعلي وصاحب القرار فيه هاشم صفي الدين ابن منطقة الجنوب، باعتبار أن الشيخ يزبك مريض ويمضي معظم وقته في العلاج، وهذا الإجراء يعني وضع منطقة البقاع تحت الوصاية المباشرة لصفي الدين بستار مجلس الشورى وتحويلها إلى ما يشبه المنطقة الأمنية الحزبية المقفلة. ولسان حالهم التمني لو أن الحزب الذي لديه كتلة نيابية مؤلّفة من ثمانية نواب قرر رد الجميل لأبناء البقاع من خلال بناء جامعات ومستشفيات ومصانع بدلاً من تشكيل مجالس للشورى.
إلا أن محاولات حزب الله للتخفيف من نقمة البقاعيين لا يبدو أنها تلقى صدى، وهي في تصاعد نتيجة غياب المشاريع الإنمائية، فضلاً عن الوضع الأمني المتدهور الذي يطبع منطقة بعلبك-الهرمل، ويتحمّل الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها نبيه بري" المسؤولية عن ذلك، باعتبار أنهما قوّتان أساسيتان في المنطقة، حسب ما يؤكد النائب في تيار المستقبل "الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري" بكر الحجيري لـ"العربية.نت".
ويوضح الحجيري النائب عن بلدة عرسال السنّية في البقاع غلى الحدود مع سوريا "أن نصرالله وعد قبيل الانتخابات النيابية التي تمت بزيارة القرى والبلدات في بعلبك-الهرمل لحثّها على المشاركة في عملية الاقتراع ولعرض المشاريع الإنمائية التي سيتعهّد حزب الله بمتابعتها وتنفيذها، لكن للأسف لم يلتزم بما وعد، كما أن الخطة الأمنية التي وُضعت لمنطقة بعلبك-الهرمل لم تُنفّذ ولايزال الفلتان الأمني سائداً. وهذا كلّه يتحمّل حزب الله أولاً ومعه حركة أمل مسؤولية ما يُصيب البقاعيين بسبب غياب الإنماء والأمن".
وشدد على "أننا لم نلمس حتى الآن التزام حزب الله وحركة أمل بالوعود الإنمائية والأمنية التي قطعوها، وهذا ما يجعل من منطقتنا في حرمان إنمائي وأمني دائم. وهذه النقمة ارتفعت بشكل ملحوظ بعد ارتفاع عدد القتلى من أبناء المنطقة في سوريا نتيجة مشاركة حزب الله في الحرب"، مشدداً على أن الأوضاع الاقتصادية المتردّية التي يُعاني منها أبناء المنطقة صعّدت نقمتهم وغضبهم تجاه سياسات حزب الله في بعلبك-الهرمل كما لا يُمكن إغفال موضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحزب التي قلّصت من نسبة مساعداته لأبناء بيئته".
وتعتبر منطقة بعلبك-الهرمل ذات الغالبية الشيعية ومعقل حزب الله من أكثر المناطق اللبنانية التي تعاني فلتاناً أمنياً، حيث ينتشر السلاح بشكل كبير، ويتخطى عدد المطلوبين فيها للقوى الأمنية 30 ألفاً، فضلاً عن تصنيفها من ضمن أكثر المناطق حرماناً بسبب غياب المشاريع الإنمائية والبنى التحتية على رغم أنها غنية بالمواقع السياحية الأثرية مثل قلعة بعلبك التاريخية وسد نهر العاصي في الهرمل.
{{ article.visit_count }}
ويسعى الحزب منذ فترة إلى تكثيف جهوده -التي وصفت بـ"التخديرية" للبقاعيين- وذلك بالمواعظ الدينية التي تدعو إلى "الصبر" و"الجهاد"، أو بالوعود الإنمائية، أو بمحاولات التبرير والدفاع عن بعض القياديين المتهمين بالتورط في ملفات الفساد.
في هذا الإطار، أرسل "حزب الله" إلى بعلبك منذ أسابيع عدة أحد المعممين الذين قلّما يتركون مقرهم في الضاحية الجنوبية لبيروت هو الشيخ حسين الكوراني العائد من إيران حديثاً، حيث كان يتلقى العلاج من مرض عضال، والتقى بالمتعاقدين والمتفرغين في الحزب وألقى فيهم خطاباً دينياً تعبوياً عن "الصبر والجهاد والشهادة وتأدية التكليف"، وعن ضرورة الوقوف إلى جانب القيادة الحكيمة الملهمة في هذه المرحلة الصعبة على وجه الخصوص.
قبيل الانتخابات النيابية، ارتفعت في منطقة بعلبك-الهرمل شرق لبنان ذات الغالبية الشيعية في البقاع أصوات منددة بسياسات حزب الله تجاه المنطقة وعدم تنفيذه مشاريع إنمائية، مقارنةً بمنطقة الجنوب حيث الإنماء والبنى التحتية. وترجم البقاعيون هذه النقمة بتشكيل لائحة انتخابية في وجه اللائحة التي شكّلها حزب الله بالتحالف مع حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري واستطاعات خرق لائحته بنائبين.
واتّهم أعضاؤها الحزب بتزوير النتيجة، لأن خرق لائحته كان سيتجاوز المقعدين.
وعندما لم تنفع زيارة الشيخ الكوراني في امتصاص نقمة البقاعيين وتخفيف منسوب غضبهم من سياسات الحزب تجاه منطقتهم وعدم إيفائه بالوعود الإنمائية التي قطعها، لاسيما عشية الانتخابات النيابية، عقد أمين عام حزب الله حسن نصرالله لقاءً خاصاً عبر الشاشة في "حسينية الإمام الخميني" في بعلبك مساء السبت "قبل أسبوعين" مع عناصر الحزب وقياداته العاملين في البقاع بحضور نواب المنطقة، وتركّز الخطاب على أمور ثلاثة:
1- وعد بتشكيل مجلس شورى خاص بمنطقة البقاع مؤلّف من 12 عضواً برئاسة الشيخ محمد يزبك "الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني في لبنان" ينوب عنه إبراهيم أمين السيد "رئيس المجلس السياسي في حزب الله"، على أن يكون هاشم صفي الدين عضواً مشاركاً من خارج المنطقة. وتنحصر مهمة هذا المجلس في معالجة مشاكل البقاع والإشراف على المشاريع الإنمائية فيه.
2- أبدى تذمّراً شديداً من صفحات التواصل الاجتماعي التي تنتقد سياسة حزبه وتلقي الضوء على فساد بعض مسؤوليه، وهو -كعادته- وضع الأمر في إطار الحرب الإعلامية على المقاومة، لكن الجديد هذه المرة في حديثه عن وسائل التواصل دعوته إلى الرد على ما وصفه بالحملات المشبوهة ضد الحزب وقياداته، ومواجهتها بكل صلابة وقوة.
ولم ينسَ الأمين العام تكرار كلامه المعروف حول عدم ارتباط إجراءات الحزب في نقل بعض المسؤولين بسبب ضلوعهم في ملفات فساد، كما كرر على مسامع الحاضرين رغبته منذ سنوات بترك الأمانة العامة، وتمنى لو يعود مسؤولاً لمنطقة البقاع.
3- تحدث عن أن المرحلة المقبلة لن تكون سهلة بسبب اشتداد العقوبات الأميركية على الحزب بعدما فشلت الولايات المتحدة عسكرياً في المنطقة على حد قوله.
كلام نصرالله الذي خصّ فيه البقاعيين بعد زيارة خاطفة قام بها منذ أيام إلى بعلبك للاطمئنان على صحة الشيخ محمد يزبك لم يرق للبقاعيين الذين ملّوا من الوعود بالإنماء والتي ترتفع وتيرتها قبيل الانتخابات في وقت أن معظم المشاريع تذهب إلى أهالي الجنوب، وهو ما يبدو ظاهراً في شكل واضح أن لجهة البنى التحتية في معظم قرى ومدن الجنوب أو لناحية الوظائف في الدولة التي يستحوذ الجنوبيون على القسم الأكبر منها.
ولعل أكثر ما أثار حفيظة البقاعيين هو أن مجلس الشورى الخاص بالبقاع سيكون رئيسه الفعلي وصاحب القرار فيه هاشم صفي الدين ابن منطقة الجنوب، باعتبار أن الشيخ يزبك مريض ويمضي معظم وقته في العلاج، وهذا الإجراء يعني وضع منطقة البقاع تحت الوصاية المباشرة لصفي الدين بستار مجلس الشورى وتحويلها إلى ما يشبه المنطقة الأمنية الحزبية المقفلة. ولسان حالهم التمني لو أن الحزب الذي لديه كتلة نيابية مؤلّفة من ثمانية نواب قرر رد الجميل لأبناء البقاع من خلال بناء جامعات ومستشفيات ومصانع بدلاً من تشكيل مجالس للشورى.
إلا أن محاولات حزب الله للتخفيف من نقمة البقاعيين لا يبدو أنها تلقى صدى، وهي في تصاعد نتيجة غياب المشاريع الإنمائية، فضلاً عن الوضع الأمني المتدهور الذي يطبع منطقة بعلبك-الهرمل، ويتحمّل الثنائي الشيعي "حزب الله وحركة أمل التي يتزعمها نبيه بري" المسؤولية عن ذلك، باعتبار أنهما قوّتان أساسيتان في المنطقة، حسب ما يؤكد النائب في تيار المستقبل "الذي يتزعمه رئيس الحكومة سعد الحريري" بكر الحجيري لـ"العربية.نت".
ويوضح الحجيري النائب عن بلدة عرسال السنّية في البقاع غلى الحدود مع سوريا "أن نصرالله وعد قبيل الانتخابات النيابية التي تمت بزيارة القرى والبلدات في بعلبك-الهرمل لحثّها على المشاركة في عملية الاقتراع ولعرض المشاريع الإنمائية التي سيتعهّد حزب الله بمتابعتها وتنفيذها، لكن للأسف لم يلتزم بما وعد، كما أن الخطة الأمنية التي وُضعت لمنطقة بعلبك-الهرمل لم تُنفّذ ولايزال الفلتان الأمني سائداً. وهذا كلّه يتحمّل حزب الله أولاً ومعه حركة أمل مسؤولية ما يُصيب البقاعيين بسبب غياب الإنماء والأمن".
وشدد على "أننا لم نلمس حتى الآن التزام حزب الله وحركة أمل بالوعود الإنمائية والأمنية التي قطعوها، وهذا ما يجعل من منطقتنا في حرمان إنمائي وأمني دائم. وهذه النقمة ارتفعت بشكل ملحوظ بعد ارتفاع عدد القتلى من أبناء المنطقة في سوريا نتيجة مشاركة حزب الله في الحرب"، مشدداً على أن الأوضاع الاقتصادية المتردّية التي يُعاني منها أبناء المنطقة صعّدت نقمتهم وغضبهم تجاه سياسات حزب الله في بعلبك-الهرمل كما لا يُمكن إغفال موضوع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الحزب التي قلّصت من نسبة مساعداته لأبناء بيئته".
وتعتبر منطقة بعلبك-الهرمل ذات الغالبية الشيعية ومعقل حزب الله من أكثر المناطق اللبنانية التي تعاني فلتاناً أمنياً، حيث ينتشر السلاح بشكل كبير، ويتخطى عدد المطلوبين فيها للقوى الأمنية 30 ألفاً، فضلاً عن تصنيفها من ضمن أكثر المناطق حرماناً بسبب غياب المشاريع الإنمائية والبنى التحتية على رغم أنها غنية بالمواقع السياحية الأثرية مثل قلعة بعلبك التاريخية وسد نهر العاصي في الهرمل.