الخرطوم - عبدالناصر الحاج

لا يزال الجدل مستعراً على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بسبب الأسماء الخمسة التي ينبغي ترشيحها لتمثيل قوى إعلان "الحرية والتغيير" في المجلس السيادي. وتواصلت اجتماعات قوى إعلان "الحرية والتغيير" منذ ظهر الإثنين بدار حزب الأمة القومي بأم درمان في العاصمة الخرطوم، لحسم الجدل بشأن ترشيح منسوبيها للمجلس السيادي عقب تصاعد الخلافات بين مكوناتها على إثر رفض ترشيح طه عثمان اسحق للسيادي ممثلاً لتجمع المهنيين.

ويرفض الشارع السوداني مبدأ " المحاصصة" الحزبية للتمثيل في هياكل الفترة الانتقالية، الخاصة بمجلسي السيادة والوزراء، التزاماً بما أقرته مواثيق قوى إعلان الحرية والتغيير نفسها، عندما أكدت رفضها للتمثيل السياسي من عضويتها، وأنها تلتزم بترشيح كفاءات وطنية مستقلة ومؤهلة.

مصادر في قوى الحرية والتغيير، أعلنت، الثلاثاء، إتمام التوافق على الأسماء الخمسة، التي ستمثلها في المجلس السيادي السوداني. وتم تداول عدد من الأسماء على نحو كثيف طيلة نهار الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وهم بحسب المصادر، عائشة موسى وحسن شيخ إدريس ومحمد الفكي سليمان وصديق تاور ومحمد الحسن التعَايشي.

وكانت قوى الحرية والتغيير، قد طلبت مهلة 48 ساعة، لاستكمال المشاورات، قبل إعلان ممثليها الخمسة في المجلس السيادي. ومن المتوقع أن تسلم قوى إعلان الحرية والتغيير في السودان، الثلاثاء، قائمة مرشيحها للمجلس العسكري.

وكان المتحدث باسم المجلس العسكري الانتقالي، الفريق الركن شمس الدين الكباشي، أعلن، أنه تم إرجاء تشكيل المجلس السيادي لمدة 48 ساعة بناء على طلب قوى الحرية والتغيير، حتى تتمكن من التوصل لتوافق بين مكوناتها على قائمة مرشحيها للمجلس.

وبحسب الاتفاق بين الطرفين، فإن المجلس السيادي سيشرف على مرحلة انتقالية مدتها 39 شهرا، ويعين رئيس مجلس الوزراء الذي تختاره قوى الحرية والتغيير، ويعتمد أعضاء مجلس الوزراء الذي يعينهم رئيس مجلس الوزراء.

ويرأس القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية المجلس الذي يمتلك سلطة إعلان الحرب بناء على طلب من الحكومة، ويرعى قضايا السلام والحوار مع المجموعات المسلحة، واعتماد المعاهدات التي توقعها الحكومة مع دول العالم.

وستكون هذه الخطوة توطئة لإصدار مرسوم دستوري يقضي بحل المجلس العسكري الحالي وتكوين المجلس السيادي، الذي سيحكم السودان خلال الفترة الانتقالية الممتدة لنحو 3 سنوات.

وفي وقت لاحق، كشفت مصادر أن المجلس العسكري الانتقالي في السودان، تسلم، الثلاثاء، أسماء مرشحي قوى الحرية والتغيير للمجلس السيادي. وجاء ذلك خلال اجتماع عاجل بين الانتقالي والتغيير لإجازة القائمة النهائية للسيادي.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، حسمت قوى الحرية والتغيير أمر مرشحيها الخمسة للمجلس السيادي بعد اجتماعات مطولة استمرت لساعات في دار حزب الأمن القومي.

وقالت مصادر إنه سيتم إعلان الأسماء في مؤتمر صحافي عقب صدور المرسوم الدستوري بتعيينهم.

في التفاصيل، وبعد اجتماع مطول بدار حزب الأمة القومي في الخرطوم جمع كتل القوى المختلفة لاختيار المرشحين، تم التوافق على ترشيح كل من عائشة موسى عن القوى المدنية، وحسن إدريس الشيخ عن قوى نداء السودان ممثلا شمال السودان، ومحمد الفكي سليمان عن التجمع الاتحادي ممثلا لشرق السودان، وصديق تاور عن قوى الإجماع الوطني وممثل كردفان، ومحمد الحسن التعايشي عن تجمع المهنيين ممثلا إقليم دارفور.

من جهة أخرى، أفادت مصادر بأن تسريبات الأسماء المرشحة، أو إعادة طرح أسماء المرشحين، أثارت جدلاً واسعاً وردوداً كبيرة في الأوساط السودانية، باعتبار أن "قوى الحرية والتغيير" تطرح مرشحين ذوي خلفية سياسية أو حزبية أو مناطقية وهو ما يرفضه الشارع السوداني.