* إسرائيل: الضربة الجوية في سوريا رسالة لإيران بألا حصانة لها
* درون "انتحارية" في لبنان.. ومخازن "حزب الله" تحت المجهر
* وسائل إعلام اسرائيلية: الطائرتان المسيرتان في بيروت صنع إيران ويستخدمهما الحوثيون
بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)
قالت إسرائيل الأحد إن "ضربة جوية ضد ذراع للحرس الثوري الإيراني في سوريا تتهمها بالتخطيط "لهجمات بطائرات مسيرة هجومية" تظهر لطهران أن قواتها معرضة للاستهداف في أي مكان"، في حين أقرت ميليشيات "حزب الله" اللبناني بمقتل اثنين من عناصرها في الغارات الإسرائيلية قرب دمشق، بينما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية أن 3 أشخاص أُصيبوا بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامي التابع لـ"حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية جراء انفجار طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة وسقوطها فوق مبنى المركز.
من جانبه، أكد المرصد السوري، الأحد، "سقوط قتيلين من "حزب الله" وثالث إيراني في الغارة الإسرائيلية قرب دمشق".
وذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائداً كبيراً بالحرس الثوري نفى الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا في ساعة متأخرة من مساء السبت، وقال "مراكزنا الاستشارية لم تُصب بضرر".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته "استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقاً من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة". وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، وهو أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، للصحفيين إن هذه القوات كانت تعد يوم الخميس لإطلاق "عدد من الطائرات المسيرة الهجومية" في توقيت متزامن على شمال إسرائيل وإن كل طائرة منها كانت ستحمل بمتفجرات تزن عدة كيلوغرامات، لكن إسرائيل أجهضت هذه الخطة.
ولم يكشف المتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في ذلك اليوم، لكنه وصف "الطائرات المسيرة الهجومية" بأنها شديدة الدقة.
وأوضح كونريكوس أن الطائرات المسيرة وصلت إلى مطار دمشق قبل أسابيع مع "عملاء إيرانيين"، ثم نُقلت إلى مجمع يديره فيلق القدس بإحدى القرى جنوب شرقي المدينة.
وقال كونريكوس إن إسرائيل شنت هجوم السبت بعدما علمت أن محاولة إطلاق الطائرات المسيرة الإيرانية كانت وشيكة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش أحبط هجوماً إيرانياً مزمعاً.
وأضاف على "تويتر"، "لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني، إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولاً".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عضوين في جماعة "حزب الله" اللبنانية وإيرانيا قتلوا في الضربات.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الدفاعات الجوية تصدت "لأهداف معادية" في دمشق ليل السبت. وقال شهود في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات وشاهدوا أثرها في السماء.
وقال الجيش السوري في بيان "تم تدمير أغلبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".
لكن كونريكوس قال إن أثر الضربات الإسرائيلية كان "كبيراً". وأضاف أن القوات الإسرائيلية في الشمال "في حالة تأهب" استعداداً لأي رد.
وتقول إسرائيل إنها شنت مئات الهجمات في سوريا ضد أهداف إيرانية تحاول إقامة وجود عسكري دائم هناك وضد شحنات أسلحة متطورة لجماعة "حزب الله" اللبنانية.
وتساند إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ ثمانية أعوام. وغضت روسيا، حليف الأسد، الطرف إلى حد بعيد عن الضربات الجوية الإسرائيلية. وقال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة.
ولم تعلق إسرائيل على ما قال الجيش اللبناني و"حزب الله" إنه سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تهيمن عليها الجماعة في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال مسؤولون من "حزب الله" إن إحدى الطائرتين كانت محملة بالمتفجرات وسبب انفجارها بعض الأضرار بالمركز الإعلامي للجماعة.
ولمح نتنياهو الخميس إلى احتمال ضلوع إسرائيل في سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية والتي استهدفت مخازن أسلحة وقواعد لفصائل عراقية مسلحة كثير منها مدعوم من إيران.
وقال الحشد الشعبي، وهو مظلة لجماعات مسلحة عراقية، الأربعاء إن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أمريكية وتنفيذ مهام على أراضٍ عراقية.
ونفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل فلول تنظيم الدولة "داعش"، في العراق ذلك، كما نفته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
وقال رون بن يشاي معلق الشؤون العسكرية على موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي إن خطط إيران لإرسال "طائرات مسيرة هجومية" كانت رداً من طهران على الضربات المزعومة للطائرات الإسرائيلية المسيرة في العراق، مضيفاً أن العدوين يستخدمان الأسلحة ذاتها.
وفي تطور أمني لافت شكلاً وتوقيتاً، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه وأثناء خرق طائرتي استطلاع إسرائيليتين الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض - حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات.
واُفيد بأن الطائرة التي أسقطت بمنطقة معوض في الضاحية الجنوبية "معقل حزب الله"، هي طائرة استطلاع إسرائيلية صغيرة من نوع Matrice 600 بإمكانها أن تطير لـ2.5 كلم، ما يعني أن التحكم بها فوق الضاحية تم على الأرجح من البحر ربما عبر زورق حربي، كما لديها مهمات عسكرية لزرع عبوات ناسفة، ومجهزة لتنفيذ عمليات اغتيال.
وفي حين أشار "حزب الله" إلى أن الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً، بينما الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع للحزب في الضاحية الجنوبية، وهو ما وصفه بـ"الانفجار الحقيقي"، مع تأكيده أنه لم يُسقط أي طائرة، رجّح الخبير العسكري خليل الحلو "سقوط طائرة مسيرة واحدة "درون انتحارية" وليس اثنتين استهدفت المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية".
ويأتي هذا "الخرق الإسرائيلي" للأجواء اللبنانية، بحسب الحلو، من ضمن سلسلة الغارات التي تشنها إسرائيل منذ 3 سنوات مستهدفة مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا لمنع تزويد الحزب بالأسلحة أو تشييد مراكز عسكرية تضم صواريخ وطائرات مسيرة، وذلك انسجاماً مع ما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غابي إيزنكوت، إن "إسرائيل تقوم بحروب ما بين حربين لتدمير المنشآت العسكرية التابعة لإيران في المنطقة".
كذلك اعتبر الحلو أن "ما حصل رسالة من الجانب الإسرائيلي لحزب الله بأن ما تخططون للقيام به عبر الطائرات المسيرة يُمكننا أن نقوم به أيضاً في لبنان".
وأُفيد عن إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامي التابع للحزب في الضاحية بعد إصابتهم بشظايا جراء انفجار الطائرة الإسرائيلية الثانية فجراً.
ويتوقع أن يكون لـ"حزب الله"، رد قوي على ما جرى ليلاً وذلك في كلمة الأمين العام، حسن نصرالله، عصراً.
في الوقت ذاته، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "الطارئتين المسيرتين اللتين سقطت إحداهما وانفجرت الثانية في الضاحية الجنوبية، ليستا إسرائيليتي الصنع". وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإلكترونية إلى أنّ بعض المحللين الإسرائيليين، زعموا أنّ "الطائرة المسيرة التي نشرت صورها وسائل الإعلام اللبنانية هي نموذج إيراني".
ورجح رئيس قسم الإستخبارات العسكرية السابق عاموس يلدين، الذي يرأس حالياً مركز دراسات الأمن القومي، على حسابه في "تويتر"، أنّ "إيران حاولت إطلاق الطائرتين من ضواحي بيروت الجنوبية إلى الشمال الإسرائيلي، في إطار الخطة نفسها التي أعلنت اسرائيل عن إفشالها الليلة الماضية بغاراتها على سوريا".
أمّا صحيفة "يديعوت أحرونوت" فزعمت أنّ "اللقطات المنشورة تظهر طائرة مسيرة من الطراز نفسه الذي تستخدمه جماعة أنصار الله "الحوثيون" في اليمن وفي هجماتها على السعودية"، مشيرةً إلى أنّ "هذه الطائرات قادرة على حمل متفجرات، وكان من المفترض أن يتم تشغيلها من قبل مجموعة من الطيارين الإيرانيين الذين وصلوا إلى سوريا قبل عدة أيام لتنفيذ المهمة ضد إسرائيل". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الأركان الإسرائيلي قوله إن "قاسم سليماني أشرف شخصياً على التدريب والتمويل والإعداد لهجوم الطائرات من دون طيّار، وهو الهجوم الذي أحبطه الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من ليلة السبت".
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، سلسلة تغريدات، قال فيها إن "فيلق القدس الإيراني كان على وشك تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية، عبر خلية موالية له". ولفت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة هبطت معدات هذه الخلية في مطار دمشق الدولي مع عناصر إيرانية حيث تجمهرت في قرية عقربا جنوب دمشق في مجمع خاص يتبع لفيلق القدس".
وذكر أن "الذين تم اختيارهم لتنفيذ هذه المهمة هم أفراد في الميليشيات الشيعية يأتي بهم فيلق القدس وقاسم سليماني إلى سوريا ويدربهم ويسلحهم. الحديث عن ميليشيات تعمل وفق أجندة فيلق القدس وأغراضه بهدف تنفيذ عملية".
وزعم أدرعي أنه "تم رصد هذه المجموعة التخريبية من الإيرانيين والميليشيات الشيعية يوم الخميس الماضي في قرية عرنة في طريقها لتنفيذ العملية حيث تم رصد الطائرات المسيرة بحوزة المجموعة لكن تم تشويش محاولتها حيث فشلت في تحقيق الهدف".
وأكد أن "الليلة الماضية تقرر استهداف هذه الخلية في قرية عقربا السورية بعد الاستنتاج أن الخلية تنوي تنفيذ العملية في الساعات المقبلة انطلاقاً من الأراضي السورية باتجاه أهداف إسرائيلية".
وأرفق إحدى تغريداته بصورة تظهر الأهداف التي تم استهدافها خلال هجوم الأحد.
{{ article.visit_count }}
* درون "انتحارية" في لبنان.. ومخازن "حزب الله" تحت المجهر
* وسائل إعلام اسرائيلية: الطائرتان المسيرتان في بيروت صنع إيران ويستخدمهما الحوثيون
بيروت - بديع قرحاني، (وكالات)
قالت إسرائيل الأحد إن "ضربة جوية ضد ذراع للحرس الثوري الإيراني في سوريا تتهمها بالتخطيط "لهجمات بطائرات مسيرة هجومية" تظهر لطهران أن قواتها معرضة للاستهداف في أي مكان"، في حين أقرت ميليشيات "حزب الله" اللبناني بمقتل اثنين من عناصرها في الغارات الإسرائيلية قرب دمشق، بينما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام التابعة لوزارة الإعلام اللبنانية أن 3 أشخاص أُصيبوا بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامي التابع لـ"حزب الله" في ضاحية بيروت الجنوبية جراء انفجار طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة وسقوطها فوق مبنى المركز.
من جانبه، أكد المرصد السوري، الأحد، "سقوط قتيلين من "حزب الله" وثالث إيراني في الغارة الإسرائيلية قرب دمشق".
وذكرت وكالة العمال الإيرانية شبه الرسمية أن قائداً كبيراً بالحرس الثوري نفى الأحد إصابة أهداف إيرانية في ضربات جوية إسرائيلية بسوريا في ساعة متأخرة من مساء السبت، وقال "مراكزنا الاستشارية لم تُصب بضرر".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن طائراته "استهدفت قوة فيلق القدس وميليشيات كانت تخطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقاً من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة". وفيلق القدس هو الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، وهو أحد المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي، للصحفيين إن هذه القوات كانت تعد يوم الخميس لإطلاق "عدد من الطائرات المسيرة الهجومية" في توقيت متزامن على شمال إسرائيل وإن كل طائرة منها كانت ستحمل بمتفجرات تزن عدة كيلوغرامات، لكن إسرائيل أجهضت هذه الخطة.
ولم يكشف المتحدث عن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في ذلك اليوم، لكنه وصف "الطائرات المسيرة الهجومية" بأنها شديدة الدقة.
وأوضح كونريكوس أن الطائرات المسيرة وصلت إلى مطار دمشق قبل أسابيع مع "عملاء إيرانيين"، ثم نُقلت إلى مجمع يديره فيلق القدس بإحدى القرى جنوب شرقي المدينة.
وقال كونريكوس إن إسرائيل شنت هجوم السبت بعدما علمت أن محاولة إطلاق الطائرات المسيرة الإيرانية كانت وشيكة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش أحبط هجوماً إيرانياً مزمعاً.
وأضاف على "تويتر"، "لا حصانة لإيران في أي مكان. تعمل قواتنا في كل مكان ضد العدوان الإيراني، إذا هم أحد بقتلك، فاقتله أنت أولاً".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عضوين في جماعة "حزب الله" اللبنانية وإيرانيا قتلوا في الضربات.
وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن الدفاعات الجوية تصدت "لأهداف معادية" في دمشق ليل السبت. وقال شهود في دمشق إنهم سمعوا دوي انفجارات وشاهدوا أثرها في السماء.
وقال الجيش السوري في بيان "تم تدمير أغلبية الصواريخ الإسرائيلية المعادية قبل الوصول إلى أهدافها".
لكن كونريكوس قال إن أثر الضربات الإسرائيلية كان "كبيراً". وأضاف أن القوات الإسرائيلية في الشمال "في حالة تأهب" استعداداً لأي رد.
وتقول إسرائيل إنها شنت مئات الهجمات في سوريا ضد أهداف إيرانية تحاول إقامة وجود عسكري دائم هناك وضد شحنات أسلحة متطورة لجماعة "حزب الله" اللبنانية.
وتساند إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الرئيس بشار الأسد في الحرب السورية المستمرة منذ ثمانية أعوام. وغضت روسيا، حليف الأسد، الطرف إلى حد بعيد عن الضربات الجوية الإسرائيلية. وقال مكتب نتنياهو إنه تحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة.
ولم تعلق إسرائيل على ما قال الجيش اللبناني و"حزب الله" إنه سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تهيمن عليها الجماعة في ساعة مبكرة من صباح الأحد. وقال مسؤولون من "حزب الله" إن إحدى الطائرتين كانت محملة بالمتفجرات وسبب انفجارها بعض الأضرار بالمركز الإعلامي للجماعة.
ولمح نتنياهو الخميس إلى احتمال ضلوع إسرائيل في سلسلة من الهجمات خلال الأسابيع الماضية والتي استهدفت مخازن أسلحة وقواعد لفصائل عراقية مسلحة كثير منها مدعوم من إيران.
وقال الحشد الشعبي، وهو مظلة لجماعات مسلحة عراقية، الأربعاء إن الولايات المتحدة سمحت لأربع طائرات إسرائيلية مسيرة بدخول المنطقة مع قوات أمريكية وتنفيذ مهام على أراضٍ عراقية.
ونفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقاتل فلول تنظيم الدولة "داعش"، في العراق ذلك، كما نفته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون".
وقال رون بن يشاي معلق الشؤون العسكرية على موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي إن خطط إيران لإرسال "طائرات مسيرة هجومية" كانت رداً من طهران على الضربات المزعومة للطائرات الإسرائيلية المسيرة في العراق، مضيفاً أن العدوين يستخدمان الأسلحة ذاتها.
وفي تطور أمني لافت شكلاً وتوقيتاً، أعلنت قيادة الجيش اللبناني أنه وأثناء خرق طائرتي استطلاع إسرائيليتين الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض - حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، سقطت الأولى أرضاً وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات.
واُفيد بأن الطائرة التي أسقطت بمنطقة معوض في الضاحية الجنوبية "معقل حزب الله"، هي طائرة استطلاع إسرائيلية صغيرة من نوع Matrice 600 بإمكانها أن تطير لـ2.5 كلم، ما يعني أن التحكم بها فوق الضاحية تم على الأرجح من البحر ربما عبر زورق حربي، كما لديها مهمات عسكرية لزرع عبوات ناسفة، ومجهزة لتنفيذ عمليات اغتيال.
وفي حين أشار "حزب الله" إلى أن الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً، بينما الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع للحزب في الضاحية الجنوبية، وهو ما وصفه بـ"الانفجار الحقيقي"، مع تأكيده أنه لم يُسقط أي طائرة، رجّح الخبير العسكري خليل الحلو "سقوط طائرة مسيرة واحدة "درون انتحارية" وليس اثنتين استهدفت المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية".
ويأتي هذا "الخرق الإسرائيلي" للأجواء اللبنانية، بحسب الحلو، من ضمن سلسلة الغارات التي تشنها إسرائيل منذ 3 سنوات مستهدفة مواقع تابعة لإيران وحزب الله في سوريا لمنع تزويد الحزب بالأسلحة أو تشييد مراكز عسكرية تضم صواريخ وطائرات مسيرة، وذلك انسجاماً مع ما قاله رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، غابي إيزنكوت، إن "إسرائيل تقوم بحروب ما بين حربين لتدمير المنشآت العسكرية التابعة لإيران في المنطقة".
كذلك اعتبر الحلو أن "ما حصل رسالة من الجانب الإسرائيلي لحزب الله بأن ما تخططون للقيام به عبر الطائرات المسيرة يُمكننا أن نقوم به أيضاً في لبنان".
وأُفيد عن إصابة 3 أشخاص بجروح طفيفة داخل المركز الإعلامي التابع للحزب في الضاحية بعد إصابتهم بشظايا جراء انفجار الطائرة الإسرائيلية الثانية فجراً.
ويتوقع أن يكون لـ"حزب الله"، رد قوي على ما جرى ليلاً وذلك في كلمة الأمين العام، حسن نصرالله، عصراً.
في الوقت ذاته، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ "الطارئتين المسيرتين اللتين سقطت إحداهما وانفجرت الثانية في الضاحية الجنوبية، ليستا إسرائيليتي الصنع". وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإلكترونية إلى أنّ بعض المحللين الإسرائيليين، زعموا أنّ "الطائرة المسيرة التي نشرت صورها وسائل الإعلام اللبنانية هي نموذج إيراني".
ورجح رئيس قسم الإستخبارات العسكرية السابق عاموس يلدين، الذي يرأس حالياً مركز دراسات الأمن القومي، على حسابه في "تويتر"، أنّ "إيران حاولت إطلاق الطائرتين من ضواحي بيروت الجنوبية إلى الشمال الإسرائيلي، في إطار الخطة نفسها التي أعلنت اسرائيل عن إفشالها الليلة الماضية بغاراتها على سوريا".
أمّا صحيفة "يديعوت أحرونوت" فزعمت أنّ "اللقطات المنشورة تظهر طائرة مسيرة من الطراز نفسه الذي تستخدمه جماعة أنصار الله "الحوثيون" في اليمن وفي هجماتها على السعودية"، مشيرةً إلى أنّ "هذه الطائرات قادرة على حمل متفجرات، وكان من المفترض أن يتم تشغيلها من قبل مجموعة من الطيارين الإيرانيين الذين وصلوا إلى سوريا قبل عدة أيام لتنفيذ المهمة ضد إسرائيل". ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن رئيس الأركان الإسرائيلي قوله إن "قاسم سليماني أشرف شخصياً على التدريب والتمويل والإعداد لهجوم الطائرات من دون طيّار، وهو الهجوم الذي أحبطه الجيش الإسرائيلي في وقت متأخر من ليلة السبت".
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، سلسلة تغريدات، قال فيها إن "فيلق القدس الإيراني كان على وشك تنفيذ هجوم ضد أهداف إسرائيلية، عبر خلية موالية له". ولفت إلى أنه "في الأسابيع الأخيرة هبطت معدات هذه الخلية في مطار دمشق الدولي مع عناصر إيرانية حيث تجمهرت في قرية عقربا جنوب دمشق في مجمع خاص يتبع لفيلق القدس".
وذكر أن "الذين تم اختيارهم لتنفيذ هذه المهمة هم أفراد في الميليشيات الشيعية يأتي بهم فيلق القدس وقاسم سليماني إلى سوريا ويدربهم ويسلحهم. الحديث عن ميليشيات تعمل وفق أجندة فيلق القدس وأغراضه بهدف تنفيذ عملية".
وزعم أدرعي أنه "تم رصد هذه المجموعة التخريبية من الإيرانيين والميليشيات الشيعية يوم الخميس الماضي في قرية عرنة في طريقها لتنفيذ العملية حيث تم رصد الطائرات المسيرة بحوزة المجموعة لكن تم تشويش محاولتها حيث فشلت في تحقيق الهدف".
وأكد أن "الليلة الماضية تقرر استهداف هذه الخلية في قرية عقربا السورية بعد الاستنتاج أن الخلية تنوي تنفيذ العملية في الساعات المقبلة انطلاقاً من الأراضي السورية باتجاه أهداف إسرائيلية".
وأرفق إحدى تغريداته بصورة تظهر الأهداف التي تم استهدافها خلال هجوم الأحد.