صنعاء - سرمد عبدالسلام
تأخذ محاولات ميليشيا الحوثي الهادفة لسلخ اليمن عن محيطه وهويته العربية منحنى تصاعدياً أكثر فجاجة وسفوراً، عبر فعاليات مستنسخة من التراث والبدع الإيرانية الفارسية، الأمر الذي يعد اغتصاباً للهوية اليمنية من وجهة نظر الكثير من المراقبين.
وفي تطور لافت، تحولت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي إلى نسخة إيرانية، تتخللها أعمال تطبير سالت فيها الدماء وشق للملابس، في مشهد غريب لم يعتد عليه اليمنيون من قبل، وسط أجواء مشحونة وملبدة بسموم التحريض.
يأتي هذا ضمن سلسلة من الفعاليات التي أقامتها الميليشيات مؤخراً، وبعد أسابيع قليلة من مبايعة زعيمها عبدالملك الحوثي العلنية، للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وذلك عبر رسالة رسمية سلمها له وفد الميليشيات برئاسة ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام وفقاً لما أعلن عنه سابقاً.
وعادة ما تترافق فعاليات الميليشيات الحوثية ذات البعد الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني، مع حملات جباية إجبارية لأموال المواطنين والتجار، من أجل دعم وتغطية نفقاتها فيما يذهب الجزء الأكبر منها إلى جيوب قادة المليشيات، في الوقت الذي لا يزال الموظفون الحكوميون في مناطق سيطرة الانقلاب محرومين من مرتباتهم الشهرية للعام الثالث على التوالي.
وأبدى سكان محليون امتعاضهم الشديد من استغلال الحوثيين للمناسبات الدينية والوطنية في تبديد الأموال وإهدار مقدرات البلد وابتزاز رجال المال والمواطنين على حد سواء، من خلال تنظيم تلك الفعاليات والترويج لها بمليارات الريالات، والتي من المفترض أن يتم إنفاقها للتخفيف من معاناة اليمنيين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية بالغة السوء بفعل الحرب التي أشعلها الحوثيون عقب انقلابهم على السلطة.
وتستغل الميليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية المسلحة في اليمن، الكثير من المناسبات في عمليات التحشيد، عبر محاولة منها لاستعراض القوة التي تسعى من خلالها إلى إظهار شعبيتها الزائفة، وذلك من خلال إجبار الموظفين والعمال وطلاب المدارس والجامعات على حضور تلك الفعاليات والمهرجانات، والتهديد باتخاذ إجراءات عقابية تعسفية بحق المتخلفين منهم.
وقال الأكاديمي اليمني فؤاد فضل في تصريح خاص لـ "الوطن" إن "مثل هذه الفعاليات الطائفية والبدع الإيرانية المستوردة، التي تصر الميليشيات على فرضها عنوة، على المجتمع اليمني، هدفها الأساسي تعزيز حالة الكراهية والانقسام بين أبناء البلد الواحد وسيكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل المنظور من خلال التأسيس لصراعات دينية وطائفية ومناطقية من الصعب تفاديها أو الخروج من نفقها المظلم".
ولفت إلى أن "اليمن بلد متسامح ومسالم، وظل اليمنيون الذين يعتنق الغالبية العظمى منهم المذهب الشافعي، طيلة القرون الماضية متعايشين، لكن محاولات الحوثي فرض معتقداته وخرافاته الدينية التي جلبها من قم وطهران، على الآخرين بالقوة أمر بالغ الخطورة سيعمل على تمزيق وتفتيت المجتمع، بل إن التطرف في ذلك قد يدفع البعض إلى الخروج من الإسلام والبحث عن ديانات أخرى أكثر تسامحاً وتعايشاً مع الآخر المختلف معها دينياً وعقائدياً".
ومنذ انقلابهم على السلطة وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بدأ الحوثيون في الترويج لفكرة الولاية والحق الإلهي الذي يمنحهم الأحقية بالسلطة وحكم البلد من منطلق جيني صرف، باعتبارهم ينتسبون للسلالة الهاشمية كما يزعمون، رغم تشكيك الكثير من المؤرخين بانتساب الحوثي تحديداً لآل البيت.
وبدأ الحوثيون منذ سنوات الترويج لتلك الأفكار الطائفية المسمومة عبر ما يسمونها الدورات الثقافية التي يتم فيها إجبار الموظفين وباقي فئات المجتمع على الانخراط فيها، بالإضافة إلى فعاليات طائفية تقام بين الفينة والأخرى وتحظى بدعم مادي كبير واهتمام بالغ من قبل قادة الميليشيات المدعومة من إيران.
تأخذ محاولات ميليشيا الحوثي الهادفة لسلخ اليمن عن محيطه وهويته العربية منحنى تصاعدياً أكثر فجاجة وسفوراً، عبر فعاليات مستنسخة من التراث والبدع الإيرانية الفارسية، الأمر الذي يعد اغتصاباً للهوية اليمنية من وجهة نظر الكثير من المراقبين.
وفي تطور لافت، تحولت العاصمة صنعاء الأسبوع الماضي إلى نسخة إيرانية، تتخللها أعمال تطبير سالت فيها الدماء وشق للملابس، في مشهد غريب لم يعتد عليه اليمنيون من قبل، وسط أجواء مشحونة وملبدة بسموم التحريض.
يأتي هذا ضمن سلسلة من الفعاليات التي أقامتها الميليشيات مؤخراً، وبعد أسابيع قليلة من مبايعة زعيمها عبدالملك الحوثي العلنية، للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وذلك عبر رسالة رسمية سلمها له وفد الميليشيات برئاسة ناطقها الرسمي محمد عبدالسلام وفقاً لما أعلن عنه سابقاً.
وعادة ما تترافق فعاليات الميليشيات الحوثية ذات البعد الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني، مع حملات جباية إجبارية لأموال المواطنين والتجار، من أجل دعم وتغطية نفقاتها فيما يذهب الجزء الأكبر منها إلى جيوب قادة المليشيات، في الوقت الذي لا يزال الموظفون الحكوميون في مناطق سيطرة الانقلاب محرومين من مرتباتهم الشهرية للعام الثالث على التوالي.
وأبدى سكان محليون امتعاضهم الشديد من استغلال الحوثيين للمناسبات الدينية والوطنية في تبديد الأموال وإهدار مقدرات البلد وابتزاز رجال المال والمواطنين على حد سواء، من خلال تنظيم تلك الفعاليات والترويج لها بمليارات الريالات، والتي من المفترض أن يتم إنفاقها للتخفيف من معاناة اليمنيين الذين يعيشون ظروفاً اقتصادية بالغة السوء بفعل الحرب التي أشعلها الحوثيون عقب انقلابهم على السلطة.
وتستغل الميليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية المسلحة في اليمن، الكثير من المناسبات في عمليات التحشيد، عبر محاولة منها لاستعراض القوة التي تسعى من خلالها إلى إظهار شعبيتها الزائفة، وذلك من خلال إجبار الموظفين والعمال وطلاب المدارس والجامعات على حضور تلك الفعاليات والمهرجانات، والتهديد باتخاذ إجراءات عقابية تعسفية بحق المتخلفين منهم.
وقال الأكاديمي اليمني فؤاد فضل في تصريح خاص لـ "الوطن" إن "مثل هذه الفعاليات الطائفية والبدع الإيرانية المستوردة، التي تصر الميليشيات على فرضها عنوة، على المجتمع اليمني، هدفها الأساسي تعزيز حالة الكراهية والانقسام بين أبناء البلد الواحد وسيكون لها تداعيات خطيرة في المستقبل المنظور من خلال التأسيس لصراعات دينية وطائفية ومناطقية من الصعب تفاديها أو الخروج من نفقها المظلم".
ولفت إلى أن "اليمن بلد متسامح ومسالم، وظل اليمنيون الذين يعتنق الغالبية العظمى منهم المذهب الشافعي، طيلة القرون الماضية متعايشين، لكن محاولات الحوثي فرض معتقداته وخرافاته الدينية التي جلبها من قم وطهران، على الآخرين بالقوة أمر بالغ الخطورة سيعمل على تمزيق وتفتيت المجتمع، بل إن التطرف في ذلك قد يدفع البعض إلى الخروج من الإسلام والبحث عن ديانات أخرى أكثر تسامحاً وتعايشاً مع الآخر المختلف معها دينياً وعقائدياً".
ومنذ انقلابهم على السلطة وسيطرتهم على العاصمة صنعاء بدأ الحوثيون في الترويج لفكرة الولاية والحق الإلهي الذي يمنحهم الأحقية بالسلطة وحكم البلد من منطلق جيني صرف، باعتبارهم ينتسبون للسلالة الهاشمية كما يزعمون، رغم تشكيك الكثير من المؤرخين بانتساب الحوثي تحديداً لآل البيت.
وبدأ الحوثيون منذ سنوات الترويج لتلك الأفكار الطائفية المسمومة عبر ما يسمونها الدورات الثقافية التي يتم فيها إجبار الموظفين وباقي فئات المجتمع على الانخراط فيها، بالإضافة إلى فعاليات طائفية تقام بين الفينة والأخرى وتحظى بدعم مادي كبير واهتمام بالغ من قبل قادة الميليشيات المدعومة من إيران.